الصحافة الصفراء تغزو الأردن

mainThumb

09-04-2014 12:15 PM

بات من الواضح جدا ميول بعض الصحف الإلكترونية إلى ما يسمى بالصحافة الصفراء "الفضائح والإثارة",وذلك على ما يبدو لكسب أكبر عدد ممكن من المتابعين, وما يعني ذلك زيادة نسبة الإعلانات,وتأسيس قاعدة متينة من التأثير وقوى الرد العكسي.

مهما كانت الإثارة, سياسية.اجتماعية,وحتى جنسية, فهي مصطلحات متعددة لمفهوم واحد,والاندماج في أنواعها هو تبني حقيقي لهذا النوع من الصحافة, التي اعتبرها سياسيون ومهتمون بالشأن الصحافي في منتصف القرن الماضي مدعاة للذعر, وقتل الشخصية, وتخبط واضح في مفهومي المجتمع والإعلام.

نشاهد الكثير من الأخبار التي يصنفها ناشروها ضمن الأخبار الخفيفة,أو الفنية, أو الحصرية, لكنها في الحقيقة هي صفراء,لما تحمله من مضمون ثائر,فنرى تارة فنانة تتعرى على الهواء مباشرة,وأطفال مجهولو الوالد لفنانة مشهورة,وفنانة تطلب من صحافي فتح "فسطانها" للتأكد من الماركة,ومواطنة أوروبية تؤجر زوجها للعازبات, وجريمة قتل بشعة يذكر في متن خبرها التفاصيل بشكل مثير,وصور لفنانين في المسبح,وغيرها, وغيرها...

أما في الشأن السياسي, فإن المتابع لعالم الصحافة يلاحظ اختلافا واضحا في مضامين الأخبار العاجلة, ومصداقية معلوماتها, وذلك بسبب السباق في نشر الخبر, دون الاهتمام بمضمونه في أغلب الأحيان,ونشر معلومات يسعى ناشروها إلى كسب المتابعة,ثم يتم حذفها أو تعديلها دون ذكر مكان وسبب تلك الإجراءات,مما يؤكد لنا أن هنالك زحفا صفراويا على صحافتنا الأردنية.

إن الصحافة تسعى إلى نشر التوعية, والثقافة,وهي المحرك الرئيسي للتوجيه,وتشكيل الرأي العام,وخلق القضايا, مما يعني أن الصحافة الصفراء لها الدور ذاته أيضا, لكن بمنظورها الخاص, وأهدافها المستقلة, وأبعادها المختلفة.

كما أنه لا يمكن عزل الصحافة الصفراء عن عالم الصحافة الشمولي,ولا يمكننا سلب حقوقها في نشر الخبر,والإنفراد به, لكنه يمكننا أن نسلط الضوء على خطورة مثل هذا النوع من الصحافة, التي تساهم بشكل غير مباشر في نشر الجريمة, وتسلل العادات السيئة ونشر الشائعات التي من شانها تهديد المجتمع والهجوم إلى باطنه وقتله,ما يستدعي وضع ضوابط أخلاقية للعمل الصحافي تسعى جميعها إلى احترام العادات والتقاليد للمجتمع,والاهتمام بمسيرته السياسية والثقافية والاجتماعية.والابتعاد قدر الإمكان عن كل ما يؤثر عليه.

إن ناشر الخبر,أو القضية, هو سلاح فتاك في حقيقة الأمر,فإما يتم توجيه قوته نحو محاربة الجرائم, والسرقات,ونشر الشائعات,وإما أن يكون سببا في تدمير قيم الصدق,والعادات الطيبة في المجتمع,والتعاون, والتسامح بين طبقات المجتمع,ليكون بذلك سببا في الإثارة والنزاع والصراع الذي لا يحمد عقباه. 
لم تعد الأسئلة الصحافية الخمسة مرتبطة بقوة الخبر الصحافي فقط وتحقيق أهدافه في نشر المعلومة بحرفية,بل امتدت جذورها على ما يبدو لتصل إلى ناشريها لتصبح..
"من" أنا؟؟في هذا المجتمع؟
و"ماذا" يجب علي أن أفعل لأمتي ؟؟
و"أين" هي الطريقة التي سأستخدمها لنشر أية معلومات سأحصل عليها؟؟
و"متى"سيكون ذلك؟؟
و"لماذا" سأنشرها؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد