لماذا يا جامعة الطفيلة ؟

mainThumb

16-04-2014 11:27 AM

يوم أمس الثلاثاء, وتحديدا خلال انتخابات مجلس اتحاد طلبة جامعة الطفيلة التقنية, تعدى بعض الطلبة على صناديق الاقتراع,وحطموها,بل ورموا بعضا منها إلى خارج قاعات الاقتراع,كل ذلك –حسب النشرات الإخبارية- بسبب خلاف في الرأي بين أنصار بعض المرشحين.
 
إن من يعرف جامعة الطفيلة, وطلبتها, وإدارييها,تتضارب لديه الأنباء والتصرفات,وتتلعثم عنده المعلومات,فتاريخها أبيض,ومسيرتها التربوية مشرفة,وخريجوها منابر فخر بعلمهم وهدوئهم.
 
في الطفيلة التقنية,تصنع الطائرات بدون طيار,والعصا الإلكترونية لمساعدة فاقدي البصر على السير بسهولة, ولوحة الدماغ الالكترونية الذكية التي تتحكم بالأشياء بمجرد التفكير بتحريكها,وكاشف الألغام الذكي,وتولد المبادرات الطلابية التي تهدف إلى توعية المجتمع,وتؤلف المسرحيات الإبداعية الحائزة على جوائز إقليمية ودولية.
 
من يدخل الطفيلة التقنية للوهلة الأولى يجد في أفكار طلبتها الاحترام, والعقل الواعي,والذكاء,والدبلوماسية,فتتمنى بأن تمضي بقية اليوم وأنت تبادلهم ما تملك من معلومات, وتستفيد منهم الفطنة والعلم.
 
لست هنا في صدد الحديث عن مكنون جامعة الطفيلة التقنية بقدر حديثي عن ما يجول في خاطرها وخاطر أبنائها,فهي امتداد لرؤية القائد الهاشمي, ولوحة شرف يتغنى بها الوطن في كل محافل العالم,وترس يحمينا من ظلمات الجهل, واللاوعي,وفارس يحارب بسيف العلم والاجتهاد كل صفات العناد والرجعية.
 
إن ما حدث في الجامعة من محاولة تعدي بعض الطلبة على حقوق زملائهم, واستعمال أساليب العنف لإثبات الوجود,ما هو إلا نظرية مرفوضة بكل لغاتها,وتصرف أهوج لا يمكن قبوله أو حتى التفكير بحيثياته.
 
للنجاح طقوسه الخاصة من حوار,وجدال بناء,وإقناع,ولفت الانتباه,لا التحطيم,والترهيب,والعنف,والإيذاء بأنواعه,التي تعتبر أنفاقا مظلمة للتطور والازدهار, ومتاهة مظلمة للعلم والتعاون.
 
المتابع لمسيرة هذه الجامعة, يجد أنها استطاعت المرور بسلام من تحدياتها اللوجستية, والإدارية, منذ ولادتها بإرادة ملكية سامية عام ألفين وخمسة,حتى وصلت إلى أفضل أحوالها اليوم,فهي تجسيد حقيقي لمفهوم احترام الرأي والرأي الآخر,وهي مستمع جيد لاحتياجات طلبتها,وبيئة خصبة وواعية لنمو الديمقراطية المسؤولة بين أبنائها الإداريين والتربويين والطلبة أنفسهم. 
 
ولم تكن يوما مرتعا للعنف,ولا مثالا لتمزيق طقوس الحرية, فلماذا انتهك بعض أبنائها صناديق أوراقهم المحرمة؟واغتصبوا حرم قاعاتهم الشريفة التي لم تدنسها تحديات الماضي؟واستباحوا مسيرة جامعتهم التي لم تبخل عليهم بالعطاء والعلم؟ولطخوا أسوارها بالجهل والرجعية؟وأرهبوا زميلاتهم؟ورسموا خطوطا سوداء صغيرة على جباههم؟...
 
ماذا سأقول لقلمي؟وكيف سأرد على استفساراته حول هذه الفوضى؟
 
هل أخبره بأن أبناء الطفيلة التقنية, مصدر الإلهام والتعاون, والسلام, والإخاء, والترابط, هم أنفسهم من حطموا صناديق اقتراع زملائهم الطلبة بأيديهم,ووقفوا حاجزا هزيلا أمام سمعة جامعتهم ووطنهم؟وحاولوا سفك دم الحرية والديمقراطية؟؟!!
 
أم أن ما حدث بمثابة سحابة سوداء مريضة قد مرت فوق منارة الطفيلة التقنية وأبنائها وستذهب بلا عودة...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد