صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة - بعد أنجلينا جولي وريهانا وكيم رايدر، انتقلت موضة الوشم إلى النجمات العربيات اللواتي أصبحن يتفنّن في اختياره، أشكالاً وألواناً وأحجاماً، وفق ما ينسجم مع أذواقهن وشخصيّاتهن، وإن كان الوشم يتعدّى عند بعض الفنانات، الشكل واللون والحجم، إلى دلالات أبعد وأعمق، عندما تختار بعض النجمات من الأوشام ما يتلاءم مع قناعاتها وأفكارها ومعتقداتها.
في الماضي، كان الوشم حكراً على "الغوازي" اللواتي كن يرسمنه على أماكن متفرقة من وجوههنّ وأجسادهنّ. أمّا اليوم فهو قد تحوّل إلى نيولوك لدى الفنانات، واكتسح أماكن بارزة من أجسادهنّ، كالكتف واليد والبطن والرسغ وأسفل القدم.

الفنانة نيكول سابا، من الفنانات المدمنات على الوشم، حيث تنقل في أماكن مختلفة من جسمها، ليستقرّ على شكل صقر فوق يده، محتلاً مساحة كبيرة منها. نيكول تتفائل بالوشم كثيراً، لأن أموراً جميلة حصلت لها عندما رسمته؛ ولذلك هي لا تتخلّى عنه أبدأً. أمّا بالنسبة إلى الصقر الذي وشمته على يدها، فهي اختارته، لأنها تحبّ هذا الطير كثيراً، ولأنه يشبهها. فهو يحلق عالياً في السماء، وهي تحبّ الحرية والتحليق في أحلامها بعيداً، متخطية كلّ الحواجز.

الفنانة هيفا وهبي اختارت العين الدامعة وشماً على كتفها. تشبه تلك العين ما يضعه المتوجّسون من "صيبة العين". وهي تعترف بأنها تؤمن بالحسد. ولكنها تؤكد أنها لم تختر رسم العين على كتفها، درءاً لها، بل لأنها التقت خلال تجوالها في شوارع باريس رجلاً يدقّ الأوشام بطريقة جميلة ومميّزة ولافتة للنظر؛ لذلك قررت أن تضع وشماً على كتفها. وعندما سألها عن الشكل الذي تريده، احتارت بين الوردة والعين. وبعد أن طلب منها أن تحسم أمرها فوراً، وإلا امتنع عن القيام بعمله، قررت اختيار وشم العين. وتعتبر هيفاء الوشم مجرّد رسم جميل، يبرز جماله أكثر مع ارتداء الملابس المناسبة له.

الفنانة باسكال مشعلاني ظهرت في كليب "أكبر كذبة" وهي تزيّن كتفها بوشم يرمز إلى اسمها، ولكن باللغة الأجنبية. هي اعتمدت هذا الوشم قبل 5 سنوات من تصوير هذا العمل، لأنها وجدت فيه فكرة جميلة ومميّزة، وهذا ما دفعها الى إبرازه في صورة غلاف أحد ألبوماتها. باسكال استعانت بفنان فرنسي من أجل رسم وشمها، وقد أعطاها ما تريده. فهي كانت تريد وشماً غير مؤذٍ للنظر ولافتاً وجذاباً.

الفنانة ميسم نحاس، مغنية بــ"وشمين"؛ الأول عبارة عن أخطبوط يتمدّد حول أسفل قدمها، والثاني فراشة ملونة تزين رسغها. وهي تجد في الوشم زينة جميلة وغريبة، يُمكن أن تضيف إلى أنوثة المرأة. قبل 15 عاماً، اختارت ميسم وشم كاحل قدمها برسم الأخطبوط، لأنّها تحبّ هذا الحيوان كثيراً، ولأنّه كان يتناسب مع تلك المرحلة من عمرها. وفي مرحلة لاحقة، وشمت رسغها بفراشة صغيرة، لأنها تناسبها من ناحية كونها امرأة، ولأنّها من ناحية أخرى تجسّد الحرية. ومثلها فعلت إليسا التي اختارت وشم الفراشة لكي تزيّن به أعلى كتفها، بينما اعتمدت ميريام فارس في إحدى إطلالتها وشماً غريباً يُغطّي كامل جسدها تقريباً.

إلى ذلك، تطلّ الفنانة الاستعراضية فيفي عبده بوشم على ذراعها، عبارة عن ثعبان "كوبرا"، من النوع المخيف. وهي تتعمد إظهاره في أوقات معيّنة لتبدو أكثر وحشية، ثمّ تقوم بإخفائه حينما لا ترغب في الظهور على هذا النحو. أما المطربة المغربية ليلى غفران فتعتمد وشم امرأة عارية على ذراعها اليسرى، قام برسمه فنان فرنسي شهير يُدعى "أرجاك"، اشتهر بدق وشم نجمة الإثارة "شاكيرا" وعدد كبير من نجمات السينما العالمية، وهو نفسه الذي قام بدقّ وشم الراقصة دينا الذي يعلو كتفها الأيسر من الخلف. ولكن يُعتبر وشم هالة صدقي هو الأجمل في الوسط الفني على الإطلاق. وهناك من يقول إنها دقّته عند إحدى النوبيات الشهيرات، مع أنّ هالة تنفي هذا الأمر بشدّة، وتشدّد على أنها فعلت ذلك في العاصمة الإنجليزية لندن. الممثلة المصرية غادة عبد الرازق قامت بتقليد أنجلينا جولي، حيث كتبت على كتفها كلمة (Faith) التي تعني بالعربية الإيمان أو العزيمة.

من ناحية أخرى، غزت "الأوشام" المكتوبة باللغة العربية أجساد نجمات هوليوود، ولم يعد الأمر مقتصراً على الممثلة الأمريكية الشهيرة أنجلينا جولي، التي زينت كتفها بكلمة "العزيمة"، بل نافستها في هذه الموضة فنانات أخريات، أمثال: ريانا، وكيم رايدر. وعلى الرغم من أنّ أنجلينا رفضت تبرير اختيارها الوشم باللغة العربية، أو شرح معنى الكلمة، إلا أنّ المطربة ريانا اختارت كلمة "الحريّة" كوشم على جسدها، مرجعة السبب إلى الشكل المميّز للكلمة باللغة العربية. والأمر نفسه ينطبق على الفنانة كيم رايدر التي اختارت كلمة "الحَمَل"، وهو برجها، ليكون وشمها الجديد، وأكدت في أكثر من ظهور إعلامي أن الدافع الرئيسي لاختيارها اللغة العربية هو الشكل المميّز الذي تقدّمه حروفها، إضافة إلى بحثهنّ عن التجدّد.