إنقلابات وانتخابات

mainThumb

24-05-2014 10:06 AM

أصبح  الانقلاب العسكري المصري نموذجا” يحتذى لكثير من قيادات الجيوش المتعطشة للسلطة في هذا العالم ، فإذا مرر هذا الإنقلاب الدموي وبهذه المهزلة الإنتخابية الحاصلة : فإن عروش الحكام وكثير من رؤساء الدول هي في خظر !!!


لا شك بأن غالبية قادة الجيوش في هذا العالم يراقبون الإنقلاب العسكري في مصر العربية لحظة بلحظة وساعة بساعة  ، ولا شك بأنهم يتابعون ردة الفعل العالمية على مجريات هذا الإنقلاب العسكري في كل دقيقة„ وساعة„ ، ويراقبون ردات الفعل الصادرة عن المجتمع الدولي المتحضر والمتقدم ، والذي إدعى ولا زال يدعي حمايته للديمقراطية ولحقوق الإنسان في عالمنا الواسع  ، وسيكون قادة الجيوش في قمة فرحهم وفي أوج سعادتهم إذا جرى تمرير هذا الإنقلاب بلا حساب وعقاب ! ولا شك بأن قادة الجيوش العالمية مستبشرين اليوم لصمت الدول الكبرى المنادية بالحريات وبالديمقراطيات وبحقوق الانسان في هذا العالم الواسع ؛ فلسنوات طويلة„ صدع الغرب رؤوسنا بكلامهم المتواصل والجميل عن الديمقراطيات ، وباعلانهم الالتزام بحماية الحريات وحقوق الانسان  ! فكثير من الحروب شنها الأمريكان والغرب في دول عديدة„ تحت حجة  الحريات المصادرة واسترداد الديمقراطيات المفقودة وحقوق الانسان !


ولكن مسلسلات الإنقلابات عائدة بقوة ؛ وأسهل شيء على قادة الجيوش هي الإنقلابات ، فنديد الإنقلابيين هو الشعب المسكين والأعزل ؛ لذلك فخمسون دبابة تكفي الإنقلابي ليسحق الناس ، وسبعون مدرعة تكفي الإنقلابي ليخيف الناس ، وقليل من الطائرات المحلقة مع عسكر لا يرحمون ستلزم الناس بيوتهم  ، وبعد ذلك فعلى الشعب الإختيار : إما الرضا والتسليم بالواقع المختلق والجديد وإما الفوضى والقتل والدمار  !


وعلى الشعوب أن توقن وأن تفهم بأن الإنقلابي سيكون سيدها المطاع ؛ فإن أردات الشعوب دنياها الفانية فعليها الولاء ، وإن أرادت الشعوب آخراها الباقية فيلزمها الطاعة العمياء ، فأسألوا المفتي الذي قرر بأن الحق لي ومعي ؛ فأنا لا أبحث عن السلطة ولكن هدفي الإصلاح ! والمفتي الذي على يمينهم يؤكد صلاحي ! والراهب ااذي على يسارهم يؤكد إصلاحي !  ، وهذا الصوفي الذي معي يقر بإصلاحي وصلاحي ! ولا تخشى أيها الشعب العاشق للحرية على لعبة الديمقراطية  ؛ ففي القريب العاجل ستؤكد الصناديق الشفافة بأنني هبة الرب وخيار الشعب وبأن الكل معي !!!


لقد ودعت دول العالم الإنقلابات الدموية في أوآخر القرن الماضي ، ولكن هذه الانقلابات تطل علينا في هذا القرن وبنسختها الفرعونية وبطريقتها السيسية ؛ فمن جنوب السودان العربي إلى ليبيا الجارة وإلى تايلند البعيدة وإلى دول„ كثيرة„  ... ، فقد إبتدأ مشوار الإنقلابات الدموية وستدفع شعوب الآرض الثمن   .


أنا أملك الرتبة العسكرية العالية فما المانع بأن أنقلب ؟ وأنا لدي النياشين الكثيرة وعندي الأوسمة الجميلة فما المانع بأن أنقلب ؟ وأنت أيها الحاكم لا تعاندني بالقول : شعبيي معي ؛ ولا تجادلني بالقول : صناديقي معي ؛ فأنا : جيشي القوي معي ! وسلاحي الفتاك معي ! ولا تيأس أيها الشعب العاشق للحريات فبعد  الانقلاب سأرتب لك أحلى الإنتخابات وأجمل الديمقراطيات التي تقرر جدارتي ! وأنتم أيها المعارضون لا تهددوني بشيء ؛ فانا لن أخشى أحدا” في العالم ؛ ما دامت اسرائيل معي وأمريكيا معي  !!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد