داعش واخواتها
منذ عام 2003 ودخول الجيش الامريكي الى بغداد واحتلال العراق كاملا بمباركة الانظمة العربية كلها وتعاون القوى الدينية الشيعية والاحزاب السياسية الاسلامية بما فيها الحزب الاسلامي العراقي الذي رضي بالانخراط في العملية السياسية المتمثلة بما سمي بمجلس الحكم انذاك وبمشاركة فعالة من ايران ودول محور الاعتدال العربي (مصر السعودية الأردن الكويت ) فقد دخلت المنطقة العربية والاسلامية بمرحلة تاريخية جديدة وتشكلت حالة جديدة بمعالم جديدة وسمات جديدة انعكست على السياسة العالمية باسرها ولعل اهم هذه المعالم والملامح تتمثل فيما يلي :
اولا : اصبحت دفة القيادة في المنطقة للاجهزة الامنية والاستخباراتيه العالمية والعربية واصبحت قيادة الامور موكولة الى هذه الاجهزة بعيدا عن الدور السياسي والاقتصادي إلا بما يتقاطع معها في الابعاد الامنية الاستخباراتية فمواقف الدول السياسية لا تكون مفهومة او منسجمة اطلاقا فمثلا:
السعودية تدعم اسقاط الاسد وتدعم تنظيمات اسلامية مقاتلة في سوريا وفي نفس الوقت تحارب الرئيس المنتخب (رئيس الثورة ) مرسي في مصر وتدعم القوى المصرية الليبرالية والعلمانية والجبش في مصر .
ايران تدعم الحراك الشعبي في البحرين بينما ترسل متطوعين واسلحة لمحاربة الثوار في سوريا وتقف الى جانب النظام الاسدي وتؤيد الانقلاب في مصر وفي نفس الوقت تدعم حركة حماس التي تضيق عليها مصر وتصفها بالارهابية ودعم الارهاب
الأردن يؤيد الانقلاب في مصر ويباركه ويشارك باعلى المستويات بتنصيب قائد الانقلاب السيسي رئيسا لمصر ويؤيد ارهابية جماعة الاخوان في مصر لكنه يعتبرها جماعة سياسية اصلاحية في الأردن ناهيك عن الموقف المتناقض ولو ظاهريا مما يحدث في سوريا فالاردن مع النظام وضده في ان واحد ومع الثوار وضدهم , دعم لوجستي للثوار وتضييق سياسي عليهم دعم مخابراتي امني للنظام وتعاون مع دول تسعى لاسقاطه واستضافة مؤتمر اصدقاء سوريا وهكذا مع ليبيا واليمن .
ان ادارة الاجهزة الامنية والمخابراتيه التي تطغى على كل جوانب واحداث المنطقة هي التفسير الوحيد لما يجري لان هذه الاجهزة من طبيعتها التعامل مع المتخاصمين والاعداء ومع الاصدقاء والحلفاء في ان واحد والحرص الشديد لتكون موجودة مع الجميع وبينهم .
ثانيا : غياب المصالح الوطنية الاسترتتيجية للامة العربية والاسلامية عن دائرة الفعل والتاثير اما لاننا اصلا نفتقر لاهداف استراتيجية موحدة والذي اصبح واضحا وجليا فابناء الاقليم والقطر الواحد لا يملكون خطابا استراتيجيا واضحا او واحدا وحرصت الانظمة الحاكمة بفرديتها وارتباطها بالعائلات والاشخاص على محاربة أي خطاب موحد كحق الشعوب بحكم نفسها واختيار قياداتها ومشاركتها في مكتسبات التنمية وثروات الدولة وهو الخطاب الشعبي الذي تجلى بالربيع العربي والذي حاربته كل الانظمة السياسية وسعت لافشاله من اجل تكريس حكمها وتوريث ابنائها لتبقى الدول العربية مزارع تدر المال الى جيوبهم على حساب المواطنين وخدماتهم ومشاريع الوطن التنموية , وادى ذلك الى مزيد من التمزق السياسي و تخريب البنية الاقتصادية وقتل روح الانتماء للوطن و افتقارنا للخطاب الوطني الجامع انجب تعدد الولاءات وتشتت الانتماءات وخلق البيئة المناسبة لافكار متشددة ومتعصبة تخاطب وجدان وامال ابناء الشعوب المقهورة والمقموعة.
ثالثا : غياب وتغييب جيل الشباب والجيل المتوسط عن مواقع القيادة و المشاركة في اتخاذ القرار وتشبث جيل قديم عاجز وعجوز بمقاليد الحكم والسلطة ولا يرى لنفسه بديلا إلا بابنائه وبناته وورثته ,وما رافق ذلك من عدم تهيئة منابر التعبير وابداء الراي لجيل الشباب والذي يمثل اكثر من ثلثي المجتمعات العربية مما سهل مخاطبتهم والوصول اليهم والتسلل الى عقولهم بخطابات متعددة و متنوعة لتجد اذانهم الصاغية واستجاباتهم المندفعة والمنفعلة خاصة وان الحالة الوطنية تفتقر للخطاب الواحد الجامع .
رابعا : التخلي عن مركزية القضية الفلسطينية وحق العرب والمسلمين في تحرير اراضي فلسطين المحتلة وايداعها بيد مجموعة افراد فلسطينيين التقوا تحت عنوان ما يسمى بالسلطة الوطنية الفلسطينية لا يربطهم برنامج او رابط ولا اصرة تجمعهم إلا السعي للزعامة والعلاقات الوطيدة مع الغرب واسرائيل , وتحولت قضية فلسطين الى قضية صراع بين الفلسطينيين (واسرائل ) على حق الفلسطيينيين في اقامة دولة مستقلة الى جانب دولة الاحتلال وكان القضية ان يكون للفلسطينيين دولة لا ان تحرر فلسطين .
خامسا : احجام جماعة الاخوان المسلمين ( الحزب الاسلامي ) عن تبني نهج المقاومة المسلحة في العراق ضد الاحتلال الامريكي ترك الفراغ والفرصة لتشكيلات متعددة لقيادة المقاومة المسلحة تحت برامج ورؤى متعددة وفي بعض الاحيان بلا رؤية او هدف استرتيجي , مما سهل الاختراق وتشويه الجهاد واضاع فرصة قيادة الجيل والشباب وثورات التحرر الشعبية ومقاومة الاحتلال ,فضلا ان الاحتلال واجهزة المخابرات قد فرخت تنظيمات مبعثرة وبغطاءات دينية وطائفية مارست القتل والتشريد والتعذيب والاغتصاب بطرق ممنهجه ضد الشعب بايدي ميليشيات وتشكيلات ذات ابعاد دينية وطائفية لاذكاء روح الحقد والكره وتفتيت البنى والروابط الاجتماعية .
سادسا : حالة من التعطش والرغبة الجامحة للتغيير والانتقام التي تسود اوساط شباب حانق عانى من ممارسات القتل والاغتصاب والتشريد في العراق او سوريا بعدما تعدى الجميع على ديارهم واعراضهم ونهبوا خيراتهم وثرواتهم وحياة البؤس والفقر التي يعيشونها كلها شكلت المحاضن الخصبة للعمل من غير تدبر وتعقل انما المحرك والدافع هو الانفعال والعاطفة والانتقام مما سهل على اجهزة الاستخبارات العالمية تنفيذ ماربها ومخططاتها .
افتقارنا للخطاب الواحد وللاهداف الاستراتيجية وسيطرة الادارة الامنية وتغلغل الاستخبارات العالمية وتشبث اجيال عاجزة وعجوزة بالسلطة كل ذلك اظهر داعش واخوات داعش وسيولد بنات لداعش و حركات اخرى اشد عنفا واكثر تطرفا وستبقى اوراق منطقتنا مبعثرة ومشتته تتقاذفها امواج الطمع وشبكات المكر والكيد العالمي حتى نفيق من نومتنا وننتبه من غفلتنا ونلتف حول برنامج واحد ورؤية واضحة واهداف استراتيجية ننخرط فيه جميعا تمثلنا وتحقق مصالحنا وتحافظ على مكتسباتنا وثرواتنا , برنامج يتنى الاستقلال والوحدة والحياة الكريمة ويحترم المواطنة والانتاج ويتعامل مع الكفاءة ويحوطه قوة تحميه وتحصنه من الاعتداءات وتستعيد حقوقه المسلوبة وتخلصه من حواجز القهر والاذلال المفروضة عليه ولتكن القوة القائدة لذلك من تكون وتحت أي اسم او اية قيادة لعلنا ندرك مصاف الامم و ننال حقنا ببناء تاريخ جديد لنا
لماذا هذا التشظي العربي تجاه سورية
رسالة مفتوحة الى دولة رئيس الوزراء
المدرج الروماني يحتضن حفلاً احتفاءً بالأعياد الوطنية
حماس: جاهزون بجدية للدخول فوراً في المفاوضات
الأردني أبزاخ يفوز بالضربة القاضية في الفنون القتالية
الحرائق تلتهم غابات اللاذقية والألغام تعرقل الإطفاء
هل ستقبض فرنسا على بشار الأسد .. تفاصيل القرار
البرلمان العربي: العالم اليوم يواجه مرحلة خطيرة
فرق تفتيش على مركز تحفيظ القرآن بالكورة
تواصل فعاليات مهرجان صيف الأردن
تطور لافت بالصفقة .. مهم من مسؤولي حماس
ترامب يستعد للتوقيع على مشروع قانون ضخم
مدعوون للامتحان التنافسي في مؤسسات حكومية .. أسماء
مهم للأردنيين الراغبين بالسفر براً عبر السعودية
مطالبون بتسديد أموال مترتبة عليهم لخزينة الدولة .. أسماء
مرشحون للتقدم للإختبار التنافسي لإشغال وظيفة معلم
حبس وغرامة تصل لـ 500 دينار لمرتكب هذه المخالفة
تعيين أول سيدة برتبة متصرف في الداخلية .. من هي
محاميان: منع الطلبة من الامتحانات تجاوز أكاديمي خطير
الحكومة ترفع أسعار المحروقات بنوعيه البنزين والديزل .. تفاصيل
انخفاض جديد على أسعار الذهب محلياً السبت
استئناف النقل البري بين أوروبا والأردن بعد انقطاع دام 14 عامًا
انسحاب منتخب الأردن يثير غضب الإعلام العبري .. تفاصيل
المفرق: بوابة الأردن الشرقية ومطار المستقبل
الأشغال تدعو مرشحين للإمتحان التنافسي .. تفاصيل