حذاء السفير
بين الحين والآخر ، تطل على البشرية قصة حذاء ، يثير الجدل بين الناس ، وأول القصص ، قصة حذاء الطنبوري ، وهذا الحذاء جلب لصاحبه المتاعب والمشاكل والفقر ، والإحراج أمام الناس ، لأنه كان دائم التصليح والترقيع له ، إلى درجة أن بعض أصحابه نصحوه بالتخلص منه، فقام برميه في القمامة ، لكن أحدهم لم يستوعب أن يقوم الطنبوري بالإستغناء عن حذائه ، فقام بحمله من القمامة ، ورميه داخل غرفة الطنبوري من الشباك ، فكسر الزجاج وزجاجات المسك التي إشتراها ...وهذه نصف الحكاية .
أما الحذاء الإشكالي الثاني فهو حذاء الصحافي العراقي منتظر الزيدي ، الذي كان صحافيا مغمورا ، قبل أن ينطلق حذاؤه إلى رأس بوش الصغير إبان زيارته لبغداد ،لكن بوش تمكن من تفادي الضربة ،لكن الحذاء إنطلق ودخل التاريخ ، وحسبت على بوش الصغير بأن مواطنا عراقيا ، إحتج على الإحتلال ،وقاومه بأصعب وأحقر أدوات ردة الفعل وهو الحذاء، الذي لم يعد مستساغا أن نقول عنه "أجلكم الله".
الحذاء المأساوي الثالث هو حذاء حذاء كليب ، زعيم قبيلة بكر العربية التي تحاربت بسبب هذا الحذاء مئة عام مع قبيلة تغلب العريبة، وأطلق على تلك الحرب إسم "حرب البسوس"، التي لم تكن كما قيل عنها بسبب ناقة ، بل بسبب "شسع نعل"، أي قطعة من جلد نعال كليب ، وقد هزمت قبيلة تغلب في تلك الحرب ، وأجبرت على المصالحة مع قبيلة بكر بعد طول تعنت، وبعد خسارة عشرات الآلاف من الضحايا.
لن أتحدث عن حذاء الساندريلا ، لأنه حذاء سبب الفرح لصاحبته ونقلها إلى مصاف الأميرات ، فالأحذية التي نحن بصددها الآن هي الأحذية المأساوية .
الحذاء الرابع الذي خلق مأساة جديدة هو حذا السفير القطري في القاهرة حمد سيف بوعينين، وسوف أتناوله من زاوية من إفتعل المشكلة ، وليس من زاوية صاحب الحذاء.
حذاء السفير بوعينين ، خلق أزمة أمنية بين الإنقلاب في مصر وبين دولة قطر ، لتضاف إلى ملف هذه العلاقات مأساة أخرى تعقد المسألة أكثر خاصة في ظل وجود إعلام إنقلابي لا يتقن سوى فن الردح، ويسير على قاعدة إذا الريح مالت مال حيث تميل ، ويحضرني هنا قول لمسؤول تركي كبير سمعته منه ذات حوار أن الإعلام المصري قبل الإنقلاب كان دائم المديح لتركيا و حكمها ، وأنه طالب مصر بالتحول إلى الطريقة التركية ، لكنه بعد الإنقلاب أخذ يشتم ويحقر من تركيا وطريقة حكمها ويصفها بالدولة الفاشلة.
هذه الأزمة مفتعلة بإمتياز، وأهدافها بحسب مفتعليها ليست بريئة ولا نظيفة ، وتندرج ضمن منظومة الثأر غير المبرر والإهانة لممثل دولة كانت لفترة وجيزة ، مقربة جدا ومن الدول المفضلة في مصر .
قصة هذا الحذاء أن الأمن المصري في مطار القاهرة أوقف السفير القطري بعد إجتيازه البوابة الأمنية في المطار متوجها إلى الخرطوم ، إذ "زمّر " الحذاء فما كان من المسؤول الأمني إلا الطلب من السفير أن يخضع للتفتيش الذاتي ويخلع حذاءه ، لكن السفير بوعينين رفض الإمتثال لهذا الطلب الإستفزازي ، وألغى رحلته ، وتوجه إلى منزله وبدل حذاءه وعاد إلى المطار بعد عدة ساعات ، وإجتاز البوابة الإليكترونية ، بأمان ، إذ لم "يزمّر "حذاءه الجديد.
المنطق يقول أن السفير القطري هو رجل دبلوماسي لديه حصانة ، ولا يعقل أن يخضع للتفتيش الذاتي و يطلب منه خلع حذاءه ، تحت أي سبب كان ، ولا يجوز بأي حال من الأحوال تعريضه لمثل هذا الموقف المهين ،إذ عومل في مطارالقاهرة وكأنه مهرب مخدرات.
القصة لا تكمن في "تزمير "الحذاء ، بل تكمن أول ما تكمن في "تزمير "الإنقلاب في مصر بعد المصالحة الخليجية في الرياض وعودة المياه الخليجية إلى مجاريها ،أي أن القصة تكمن في الخلاف المصري الإنقلابي والموقف القطري الداعم لتطلعات الشعب المصري ، وما أكبر هذا الملف ، حيث جرى مؤخرا سحب الوديعة القطرية من البنوك المصرية وقيمتها 2.5 مليار دولار ، وبقاء فضائية الجزيرة تسليط الأضواء على حركة الشارع المصري، ونقلها إلى العالم.
هناك تحليل فسيولوجي حول هذه القصة ، وهي أن رغبة الإنقلابيين كانت ملحة للإنتقام من الحذاء القطري الذي "زمّر " ،لذلك كان الحذاء وسيلة إنتقام جد رخيصة .
ترى لماذا إضطر السفير القطري إلى إجتياز البوابة الإليكترونية في مطارالقاهرة ، والسؤال :هل يجرؤ أحد مهما كانت رتبته كبيرة أن يطلب من أي مسؤول أو حتى مستعمر من مستعمرة إسرائيل ، أن يخضع للتفتيش ويخلع حذاءه حتى لو ظهرت كمية المتفجرات بادية للعيان دون أجهزة اشعة ؟
عموما فإن قصة تغلب وبكر تطورت بعد المصالحة من الحذاء إلى المكتسبات التي حققتها بكر على حساب تغلب ، ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه ، إذ أصبح الصراع بين الإنقلاببين في المحروسة مصر وبين دولة قطر ، على الأدوار التي باتت تليق بقطر.
غضب بالمغرب وتقديم عريضة بسبب سعد لمجرد ما القصة
شهداء واشتباكات ضارية في جباليا .. بيانات من المقاومة
أولياء أمور يشيدون بتميز مدارس الجامعة وبرنامجها الدولي
عمان الأهلية تستضيف بالملتقى القانوني الوزير الأسبق د. يوسف منصور
جدول مباريات الأسبوع قبل الأخير من دوري المحترفين
السبت .. درجات الحرارة تتجاوز 39 بهذه المناطق
واشنطن: حماس لن تختفي من غزة وهذا هو الحل
نقيب المحامين يوضح حول الاشتباك الذي حدث بالنقابة
الصحة العالمية: لم نتلق إمدادات طبية في غزة منذ 6 أيار
بعملية نوعية .. القسام تُجهز على 15 جندياً إسرائيلياً برفح
طرح عطاء لدراسة جدوى إنشاء قطار بين عمّان والزرقاء
الأردن ينظر إلى سلطنة عُمان كشريك اقتصادي مهم
قفزة جنونية بأسعار الذهب في الأردن السبت
الفئات المعفية من أجرة الباص السريع عمان - الزرقاء
انطلاق أولى رحلات الباص السريع من الزرقاء لعمان .. فيديو
تعميم من وزارتي الداخلية والعمل:الإبعاد خارج الأردن
تطورات الطقس خلال الأيام الثلاثة القادمة
اليرموك تفتح باب الابتعاث بشكلٍ غير مسبوق .. تفاصيل
مطالبات مالية على مئات الأردنيين .. أسماء
حديث وزير الداخلية عن الخمّارات للنائب العرموطي
حقيقة تأجيل أقساط سلف متقاعدي الضمان قبل عيد الأضحى
مواطن يجهّز 103 نياق لنحرها ابتهاجا بزيارة الملك للزرقاء .. فيديو
وظائف ومقابلات ببلديات والسيبراني والآثار ومشفى حمزة والاستهلاكية المدنية
موظف سرق دفتر محروقات وحرر طلبات مزورة .. قرار القضاء
تفاصيل الحالة الجوية من الأحد حتى الثلاثاء