العاصفة سياسية ام ثلجية ؟
لم اعد احتمل ما اراه واسمعه في الاعلام من مهازل وترهيب للمجتمع والمواطن الاردني، واعطاء صورة سلبية وسوداوية عن الاردن للخارج. فقد فوجئت وانا اقرأ المواقع الالكترونية، بما يحصل في الاردن والمجتمع الاردني من مبالغة شديدة في نشر الاخبار التي تؤدي الى ترهيب المواطن، حيث رأيت صور الناس وهم يصطفون طوابير امام المخابز والمحلات التجارية محلات الغاز ومحطات الوقود، واصابني الالم والحزن عندما قرأت في المواقع الالكترونية ان المحلات التجارية خاوية على عروشها نتيجة تهافت الناس عليها لشراء محتوياتها، وكأننا في حالة حرب عالمية ثالثة لا ندري متى تنتهي. كل هذا يحصل نتيجة الاخبار عن العاصفة هدى!!!
كل هذا يحدث والمواطن الاردني مغيب تماما عن الحقيقة برضاه او بغفلة منه، فقد أصبح ولأول مرة في تاريخه موجها من قبل الاعلام والايادي والاشباح الخفية والجهات العميقة، التي تعمل على هذا النهج، وهو نشر ثقافة الاشاعة بين المجتمع التي بدورها تتحول الى حقيقة وهمية لخلق حالة من الرهاب او الخوف الجماعي، الخوف على الحياة ومن الحياة، وعلى الطبيعة ومن الطبيعة، والخوف على الاستمرار ومن الاستمرار، أي الخوف من تكافؤ الاضداد وهو ما يطلق عليه في علم النفس، (عدوى الخوف الجماعي).
للأسف الشديد هذه امور دخيلة على الأردنيين حيث لم تكن موجودة اطلاقا من قبل، فقد كان الاردنيون في القرن الماضي يعيشون في بيوت بسيطة لا تحميهم من برد او حر. ورغم ذلك كانوا يعيشون على كسرة الخبز وبعض من زيت الزيتون والحليب ومشتقاتهما، وانتاج الارض، وكله من انتاجهم وصنع الاسرة في البيت، بل كانوا يعملون أكثر في ايام البرد ولم يكونوا يتقاتلون كي يحصل احدهم على دجاجة او جرة غاز، فقد كان الحطب كفيل لهم يؤمنهم من برد الشتاء، لقد كان مجتمعا متماسكا متعاضد كالبنيان المرصوص.
امام الان فنسمع ان شخصا طعن الاخر او قتله بسب تنازعهم على شراء دجاجة او جرة غاز، وهذا ليس من اخلاق الاردنيين المعروفين بالإيثار، وانما دليل خطير جدا اننا أصبحنا مجتمعا مستهلكا انانيا بامتياز، يؤمن الواحد انه لكي يعيش فليكن الطوفان من بعده على من سواه. بل مجتمع متواكل، يحمل غيره سائر ما يرتكبه من اخطاء، نفكر فقط كيف نؤمن هذا اليوم رغيف خبز ودجاجة وليكن الموت بعدها والطوفان او السجن او تدمير الحياة، وأصبحنا نفكر متى تأتي ثلجة كي تعطل البلد كلها، نتمنى الثلج ثم نكرهه ونتبرم منه نريد الشمس ثم نشكوها للأعلام، نريد المطر ثم نشكوه للدولة، نريد انخفاض الاسعار ثم نلقي بنصف الطعام الى الحاوية، لا يعجبنا العجب ولا الصيام في رجب. هل اصبحت البلد عبئا علينا ام نحن عبء عليها؟
فلنتوقف للحظة ونفكر قليلا، هل ما يحصل في المجتمع الاردني من ارتباك على جميع المستويات هو نتيجة حتمية لمجتمع أصبح ماديا او فاقدا لقيمه وثقافته الاردنية الجميلة، وفاقدا لشخصيته وذاته وهويته التي نتغنى بها، ولم يعد يفكر بالأخر او بمسؤوليته تجاه المجتمع او بلده او حتى على الصعيد العائلي؟؟ ام ان هذا كله امر مرتب ومدبر له، كي يصل المجتمع الى هذه الحالة من فقدان الذات ومن عدم الاستقرار حتى في نعمة المطر والثلج ووفرة الزروع والثمار ؟؟ كيف لنا ان نتوقع ان تنزل علينا الرحمة ان لم نرحم أنفسنا ونرحم بعضنا بعض؟ .
للأسف هناك مبالغة شديدة بما يحصل في البلد من ازمة في الشوارع والمحلات والمخابز والمطاعم نتيجة العاصفة او غيرها من الازمات العابرة، وتلك القادمة الينا، مبالغة بشكل يجعلنا نسأل، هل أصبح المجتمع الاردني موجها عبر الاعلام؟؟ وهل هذه المبالغة سواء من الاعلام او من ردة فعل الشعب الاردني هي دراسة لنفسية المجتمع ام تغيير لها ام فهم لها؟ وهل هذه امور تعمدت بعض الاطراف تهويلها كي ترى وتدرس وتحلل حالة عدوى الخوف المنتشرة بين المجتمع نتيجة توجيه الاعلام له لكي يأخذونا الى مرحلة اخرى جاهزة التطبيق؟.
المجتمع الاردني لم يكن ابدا مجتمعا ماديا من قبل، وهنا اقصد المادي بكل انواعه. انما هي امور دخيلة اريد لها ان تكون جزءا من منظومة المجتمع، ونظامه الحياتي كي تسهل السيطرة عليه وتوجيهه. وكل هذا يراه الغرب والدول الاخرى وينظرون الينا بعين لا تسر الاردنيين، في اننا مجتمع لا نستطيع ان نتعامل مع الازمات او حتى المشاكل اليومية الصغيرة، وباعتقادي انها سياسة ممنهجة كي يفهم العالم اننا مجتمع متواكل خامل ننجر خلف الاشاعات والاكاذيب وتهويل الاعلام للأمور، وبالتالي لا نستحق الحرية والديمقراطية والعدالة وحقوق الانسان وتكافؤ الفرص.
والسؤال الذي نطرحه هنا، هل نستطيع كمجتمع ان ندير ازمة او مشكلة طارئة لا سمح الله ان لم نستطيع تحمل عاصفة لمدة يومين؟ وهل هذه عاصفة ثلجية ام عاصفة سياسية ام انه تم توظيف احداها لتحقيق اهداف الاخرى؟ .
إطلاق منصة موحدة لإدارة المعلومات التربوية أجيال
لجنة صحة الميثاق تزور مركز الأميرة بسمة الصحي
الأحوال المدنية: البلديات شريك في تطوير بيئة العمل والخدمات الحكومية
الأردن وفلسطين يوقعان مذكرة لتعزيز الربط الكهربائي
الجيش الأميركي يعتزم تأسيس وجود في قاعدة جوية في دمشق
دورة ألعاب التضامن الإسلامي تنطلق رسميا الجمعة في الرياض
افتتاح فعاليات مهرجان الزيتون العجلوني
الطيران الحربي الإسرائيلي يشن غارات عنيفة على جنوب لبنان
وزارة الزراعة تعلن استقبال طلبات استيراد زيت الزيتون
الفيفا يطلق جائزة للسلام خلال قرعة مونديال 2026
قانون التأمين الجديد ينظم العقود ويجرّم الكروكات
وزير الأوقاف يبحث ونظيره الفلسطيني تعزيز التعاون لخدمة الحجاج
الصداقة الأردنية الروسية في الأعيان تلتقي السفير الروسي لدى المملكة
الحكومة ترفع مخصصات الرواتب والتقاعد لعام 2026
إحالات للتقاعد وإنهاء خدمات موظفين حكوميين .. أسماء
تحذير من مصفاة البترول للأردنيين
تشكيلات إدارية في وزارة التربية… أسماء
مدعوون للتعيين في الإحصاءات العامة .. أسماء
انخفاض الذهب في السوق المحلية السبت
إعادة تصدير أو تفكيك 1896 مركبة في الحرة
الكلية الجامعية العربية للتكنولوجيا تكرّم أوائل الشامل
الحالة الجوية في المملكة حتى الأحد
80 راكبا .. الدوريات الخارجية تضبط حافلة على الصحراوي بحمولة زائدة
موعد إرسال مشروع قانون الموازنة للنواب
تعديل ساعات الدوام الرسمي في جامعة اليرموك- تفاصيل
إربد تحتفي بذهبها الأحمر في مهرجان الرمان .. صور وفيديو