ستبقى الأبواب مفتوحةً ولن تخرجوا

ستبقى الأبواب مفتوحةً ولن تخرجوا

02-11-2025 12:04 PM

عنوان المقال مشتقٌ من أقوى خطاب مدير مدرسة سمعته خلال حياتي المدرسية، بسنواتها الاثنتَي عشرة، ألقاه الأستاذ المعلم فخري النايل عبيدات في يومه الأول في قيادة مدرسة المنارة الثانوية للبنين التي افتتحت آنذاك "حديثاً"، وضمت مئات الطلبة من مناطق مختلفة من لواء بني كنانة في محافظة إربد عام 1990، واتسمت بالفوضى الطلابية وعدم الانضباط وقتها.
خطاب ألقي في الأشهر الأخيرة من عام 1990، إن لم تخنّي الذاكرة، اتّسم بالقوة والتحدي في اليوم الأول للمدير عبيدات، الذي وافق على قيادة المدرسة التي وُصفت بــ"العَاصِيَة" شريطة إطلاق يده إيجاباً، ومنحه الصلاحيات التأديبية اللازمة.
اعتاد الطلبة في تلك الفترة الخروجَ من أبواب المدرسة إلى الشّارع العام، وإحداث فوضى وإرباك في حركة المرور خلال فترة الدوام المدرسي، ما أشاع الفوضى وعدم الانضباط، فكان خطاب عبيدات يتضمن عبارات الترهيب والتحدي لكلِّ مَن يفكر أو يتجرأ على الخروج من بوابات المدرسة، مؤكداً بقاءها مفتوحة قائلاً: ".... ولن تخرجوا"، وهو ما حدث بالفعل لسنوات طوال بقيت الأبواب فيها مفتوحةً ولم يتجرأ أي طالب على الخروج، وقِس على هذا الإجراء إجراءات كثيرة اتّخذها في تحقيق الحزم والربط في تلك المدرسة التي حققت نجاحات متميزة في حينه.
ما أود قوله اليوم، أنّه ما أحوج مدارسنا إلى أساتذة من أمثال المعلم فخري عبيدات، الذي فرض هيبة المعلم والمدرسة على الطالب، وجعل المدرسة خليّة نحل في العمل والبناء والتطوير والتحديث.
نحتاج اليوم، إلى التركيز على المنهج التربوي قبل التعليمي لصقل شخصية الطالب وبنائه، فبناء الأوطان يأتي من بناء الإنسان أولاً، ومن لا يستفيد من تجارب وخبرات الكبار لا مستقبل له، فالبناء تراكمي، ولا يجوز لنا القول إنّ الأسلوب الحديث أجدر وأقوى من النماذج التقليدية القديمة، التي خرّجت قادة وعلماء أثروا المجتمع والأمة.
بات الحزمُ في مدارسنا ضرورة ملحة، ولا سيّما مع تغيّر العصر ودخول آفات جديدة قد تشوه عقول الطلبة؛ نتيجة سهولة الوصول إلى المعلومة من خلال التطبيقات الإلكترونية المختلفة، التي قد تكون موجهة أو مغلوطة، إضافة إلى انتشار ممنوعات أو ممارسات لا أخلاقية بدأت تنتشر بين الطلبة؛ بسبب سهولة الاطلاع عليها أو التواصل إلكترونياً مع مَن يروجها، والأخطر من ذلك كله أنّ بعض التنظيمات الإرهابية باتت اليوم تدخل على أبنائنا من خلال الألعاب الإلكترونية، وغرف الدردشة المغلقة وتمارس عليهم عمليّة غسل دماغ وتشويه فكري، وهو ما يقتضي إلى ضرورة المراقبة العائلية والمدرسية للطالب، واتخاذ كل وسائل الحزم، تخيلوا معنا لو استطاع مروجو الفكر التكفيري إقناع طالب صغير بأنّ والديه "كافران" لسبب أو لآخر ويجب قتلهما...، فهذه الأمثلة ليست افتراضية بل وقعت في بعض الدول، وأبناؤنا معرضون لهذا الخطر.
لا بدّ من إعادة النظر بالمنظومة التعليمية وعدم التساهل مع سلوكيات الطلبة، واتخاذ أقسى درجات الحزم والربط وصولاً إلى جيل قوي ومنضبط يكون قادراً على تحمل المسؤولية وقيادة البلاد والعباد في المستقبل.
أخيراً، ندعو الله أن يديم الصحة والعافية على المعلم فخري عبيدات، هو وأمثاله من الأساتذة الصالحين الذي خرّجوا جيلاً قوياً من الرجال، وأن يمد الله في أعمارهم.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

النشامى يختتم تحضيراته لملاقاة المغرب في نهائي كأس العرب

العربية للتكنولوجيا تحصل على الاعتماد الدولي من بيرسون

طفل يسقط تاجًا ذهبيًا بقيمة 322 ألف دولار في متحف بكين

الكرك تؤخر دوام الطلبة ليوم الخميس إلى العاشرة صباحا

وزير الاستثمار يؤكد أهمية مشاريع النقل وخطوط السكك الحديد

العربي يتوّج بلقب دوري الدرجة الأولى ويصعد للمحترفين

الأميرة ريم علي تستضيف أمين جامعة الدول العربية بلقاء حواري

حريق مفتعل أم قضاء وقدر .. مصرع نيفين مندور يهز الوسط الفني

إضاءة شجرة عيد الميلاد في تل إربد

هيفاء وهبي بأزمة مع الجمهور بسبب الفستان الأحمر الناري .. صورة

أبو الغيط: لن يتم تهجير الفلسطينيين من أرضهم

نادين نجيم بالأسود المكشوف والجمهور يمطرها بالتعليقات .. صورة

تأخير دوام طلبة المدارس الحكومية في معان الخميس

الحنيطي يرعى تخريج دورة مكافحة الإرهاب ويتابع تمريناً في القوات الخاصة

القاضي يترأس اجتماع لجنة الشؤون الخارجية النيابية مع وزير الخارجية