أيقلق الملك .. ؟

mainThumb
جلالة الملك عبدالله الثاني أمام مجلس الأمة

26-10-2025 05:51 PM

أرى أن خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني أمام مجلس الأمة كان خطاباً جامعاً، تميز بنبرته العميقة والمباشرة، محاولاً تجاوز الصيغ البروتوكولية نحو حديث يلامس الوجدان الوطني ويتعامل مع الأزمات بشفافية وقوة. تضمن الخطاب رسائل صريحة ومباشرة موجهة للمسؤولين والجمهور معاً.

أعتقد أن الخطاب ركز على بناء رابط عاطفي قوي يرسخ فكرة الوحدة الوطنية والمناعة الذاتية للأردن. يفهم من الخطاب أن الملك يقر بالتحديات، لكنه يحيل قوة البقاء والنجاة إلى "إيمان الأردنيين والأردنيات" وعزيمتهم. هذا الترسيم للأردني كـ "حامي الحمى" و"حامل العزيمة" هو رسالة ثقة متبادلة لا تقبل التأويل.

السؤال الوجودي: "أيقلق الملك؟" هو اعتراف مشترك بوطأة الأزمات، تلاه تأكيد قوي للثقة بالدعم الشعبي: "لا يخاف إلا الله... ولا يهاب شيئا وفي ظهره 'أردني'". استنتج أن هذه الجملة هي الأقوى في الخطاب، وتؤسس للعلاقة بين القيادة والشعب على مبدأ التكافل في مواجهة الصعاب.

تضمن الخطاب رسائل صريحة ومباشرة حول مسارات الإصلاح الداخلي، مع التأكيد على أن "ما زال الطريق أمامنا طويلا" وأننا "لا نملك رفاهية الوقت". أرى إصراراً على ربط العمل النيابي بالعمل الحزبي الفاعل، إلى جانب ضرورة الاستمرار في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي وتطوير القطاع العام لكي "يلمس المواطن أثر الارتقاء بالخدمات".

في المحور الإقليمي، جاء الموقف تجاه غزة والضفة الغربية في صلب الخطاب. أعتقد أن الرسالة الموجهة للعالم هي رسالة ثبات أردني لا يتأثر بتعاظم الأحداث. التأكيد على "سنبقى إلى جانبكم بكل إمكانياتنا، وقفة الأخ مع أخيه" هو موقف سياسي وأخلاقي واضح، إلى جانب الإصرار على استمرار الوصاية الهاشمية كواجب "بشرف وأمانة".

في الختام، أستنتج أن الخطاب كان بمثابة تعبئة معنوية للشعب وإعادة توجيه واضحة للمؤسسات، حيث جمع بين البعد الشخصي والعاطفي (قلق الملك) والبعد المؤسساتي والسياسي (ضرورة التحديث وعدم التراخي). الخطاب ينتهي بتأكيد مبدأ "لا خوف على الأردن القوي بشعبه ومؤسساته".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد