الهجوم على صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية

mainThumb

09-01-2015 02:44 PM

حملت الاخبار في بداية الاسبوع هجوما مسلحا على مقر الصحيفة الفرنسية التي اعتادت امتهان شخصية الرسول محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم وقد ادى الهجوم لمقتل عدد من الصحفيين وعلى الرغم من الاتهامات الفورية لشخصين مسلمين فرنسيين بتنفيذه الا ان الهجوم يأتي  في ظروف وتوقيتات تجعل التباين شاسعا في وجهات دوافع العمل والأهداف المرجو تحقيقها من تنفيذه  وبالتالي تحديد الجهة المنفذة له , ويبرز امامنا النقاط التالية:

1-  احترافية تنفيذ  الهجوم من رصد المكان والوصول الى الهدف وتنفيذ المهمة وجمع المعلومات الدقيقة حوله والانسحاب من الموقع والاختفاء  كلها تشير الى صعوبة تنفيذه بل استحالة التنفيذ من قبل مجموعات مسلحة وان تلك الامكانات لا يمتلكها إلا دول تتمتع بقدرات استخباراتية عالية المستوى وعسكريين محترفين على مستوى متقدم من التدريب والاداء او ان تكون هذه الدول قد سهلت ومهدت واشرفت على من قام بتنفيذ هذا العمل.

2- سرعة اتهام افراد مسلمين قبل اجراء اي تحقيق او الوصول الى معلومات اولية بخوص المنفذين يحمل دلالة التحريض المتواصل  على ابناء الجالية المسلمة واصرار بعض الحركات الفرنسية المتطرفة المعادية للدين وللاسلام للصق اي عمل اجرامي بالمتدينين وبالاسلاميين ولعل الخوف من تنامي اعداد المسلمين في اوروبا وفي فرنسا تحديدا حيث يبلغ نسبتهم الان حوالي 15% من اعداد السكان وتوقع وصول المسلمين الى غالبية السكان عام 2030 هي من تدفع بحركات التطرف لخلق العداء واتباع سياسة الاجرام والقتل والابعاد تجاه المسلمين وان احداث باريس ايام الرئيس ساركوزي بحق المهاجرين ما زالت ماثلة بالاذهان وان مما يعزز مثل هذا الفهم ان الشخصين المتهمين قد ولدا وعاشا في المجتمع الفرنسي وتربيا على مبادئه وسلوكياته  .

3- ان مواقف البرلمانات الاوروبية ومحكمة الاتحاد الاوروبي والشعوب في اوروبا  الاخيرة الداعمة لقضية العربي الفلسطيني وحقه في تحرير ارضه ومقاومة الاحتلال والوصول الى اقامة دولته وتقرير مصيره تطور نوعي كبير يمكن ان يحفز الطرف الصهيوني المعارض لذلك والجهات الداعمة للمشروع الصهيوني  للقيام باعمال تكبح هذا التوجه الاوروبي وتضعه في خانة العداء والصدام مع المسلمين .

4- ياتي الهجوم في توقيت بدأت فيه العديد من الدول والجهات بالقيام بادوار اكثر جرأة ووضوح في شن حرب على الاسلام والمسلمين  تحت عنوان محاربة الارهاب وتجفيف منابعه وتوجيه اتهامات للفكر الاسلامي بالاقصائية والعدائية بل لم يتردد الرئيس الانقلابي لاكبر دولة عربية وامام اكبر مؤسسة اسلامية باتهام الفكر الاسلامي بالاجرام والدعوة للقتل .فيبدو اننا نشهد انطلاق حملة عالمية مبرمجة يشارك بها طيف واسع من الدول والمنظمات والافراد لاقصاء الاسلاميين والاسلام عن مواقع التوجيه والقيادة وتحويله الى طقوس دينية كهنوتية لا تاثير لها على السلوك والتصرفات , فلم لا يكون هذا الهجوم في سياق تهيئة اجواء خنق التيارات الاسلامية واعطاء مبررات التضييق على الاسلاميين؟؟.
5- ان الاقصاء المتعمد والضغط المتواصل على الاسلام الوسطي الاصيل وعلى فكره المتوازن المستمد من القران الكريم و من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم  ومن العلماء والمفكرين المعتبرين وان الحرب على المشروع الاسلامي الحضاري الذي تتبناه الهياكل السياسية والحزبية والمنظمات  المختلفة التي تؤمن بحرية الديانة والعبادة والفكر وتدعو الى الحفاظ على النفس والمال والأرض والأعراض وتصون كرامة الانسان وتدعو للحفاظ على حقوقه ولا تفرق بين الناس لا بالدين ولا بالجنس ولا بالموطن  وتؤمن بالمشاركة السياسية  والانخراط بالعمل المجتمعي , ان استمرار سياسة الاقصاء والتهميش والتجريم له  ستخلق في النفوس حالة المظلومية والشك بالاخر  والنفور منه  وغرس بذور العداء والكراهية .

6- ان الاسلام يحترم الاديان كلها ويؤمن بالأنبياء عليهم السلام جميعهم ويدعو المسلمين لعدم التفريق بين نبي وآخر  الاية  (لا نفرق بين احد من رسله ) والإسلام لا يقهر الناس على عقيدة ولا يمنعهم من عقيدة  الاية ( لا اكراه في الدين ) وان الاسلام ينبذ العنف ويمقت الجريمة وعليه فان الدول كل الدول  يجب ان تشيع احترام الاديان وتحفظ مقام الانبياء وتصون معتقدات الشعوب من العبث  والاستهزاء والتطاول .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد