نتنياهو يتخبط إنتخابيا في الجهات الأربع

mainThumb

23-01-2015 09:00 PM

يأمل رئيس وزراء "مستعمرة "إسرائيل  ، السوداني المولد والأمريكي النشأة ، وصاحب الموهبة التجارية  ، قبل أن  يندلق إلى عالم السياسة ، بيبي نتنياهو ، في أن  يثبّت إسمه في قائمة أنبياء  إسرائيل ،  وملوكها غير المتوجين  ، شأنه شأن  الإرهابي  شارون .


هذه الرغبة الملحة  ، هي التي  قادته  إلى حل الكنيست  والدعوة إلى إنتخابات مبكرة ، وفي نيته أن يعود أقوى  مما كان عليه سابقا  ،ويتحرر من حلفائه اليمينيين السابقين ،ويتقدمهم حارس البارات السابق  أفيغدور ليبرمان ، الذي  يعمل وزيرا للخارجية ، لكن عينه على  كرسي رئاسة الوزراء.


منذ أن أمر نتنياهو بحل الكنيست  ، حاول التحرش  بحركة حماس في قطاع غزة ، وقامت قواته  بقتل  صيادي أسماك غزيين في البحر ، وسجل  القطاع نشاطات عسكرية إسرائيلية  ،لكن حماس أفشلت مخططاته ، ولم ترد على تلك التحرشات ، الأمر الذي جعله يقفز إلى باريس ليسجل ضربة إنتخابية هناك ، من خلال  إجبار يهود فرنسا  كخطوة لأولى على الهجرة إلى "مستعمرة"إسرائيل.


كانت الضربة  في  صحيفة شارلي إيبدو الساخرة المتصهينة ،  حيث شن  عملاء  عرب مسلمون مستأجرون من الموساد هجوما عليها في الوقت الذي كانت إدارتها تعقد إجتماعا لإعلان إفلاسها  .


بعد ردات الفعل المحسوبة وغير المحسوبة ، وإعلان باريس تنظيم  مسيرة عالمية ضد الإرهاب ، تمنع نتنياهو في البداية ، عن المشاركة في تلك المسيرة وزيارة باريس  ،لكنه في اليوم التالي قفز إلى هناك ليجد ما لا يسره.


أول ضربة تلقاها نتنياهو في باريس ، هي عدم الإحتفاء به من قبل  الرئيس الفرنسي  أولا ، ومن كبار الضيوف العالميين ثانيا ، ولم يجد سوى أحد الرؤساء الأفارقة أن يتحمله  ، ويسير بجانبه وفي أقصى يمين المسيرة منعزلا ، في حين أن رئيس السلطة الفلسطينية ،   وجد لنفسه مكانا في منتصف الصف الأول بجانب الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية ، الأمر الذي أغاظ نتنياهو.


الضربة الثانية التي تلقاها نتنيهو في باريس  ، جاءته من يهود فرنسا الذين رفضوا السماح له  بدخول المتجر اليهودي ، الذي  كان هدفا  لعملية إختطاف قتل  بسببها أربعة يهود قيل أنهم تونسيون ، وقد نجح نتنياهو في التعويض عن  مآسيه في باريس ، بإجبار السلطاتالفرنسية أن تسلمه  الضحايا الأربعة  لشحنهم معه  ،ودفنهم في القدس المحتلة ،  كتعويض إنتخابي .
أما الضربة الثالثة التي تلقاها نتنياهو في باريس ، فجاءت من يهود فرنسا ، الذين رفضوا الإستجابة لمطلبه القاضي بتهج

يرهم من وطنهم الأم فرنسا ، إلى مستعمرة "إسرائيل"، وهم بذلك لم يبتعدوا عن هوى يهود أمريكا والغرب عموما  ، الذين يرفضون مغادرة أوطانهم الأم، والهجرة إلى "مستعمرة "إسرائيل.


بعد "غزوة "باريس" ، أمر نتنياهو بإستفزاز حزب الله ،عن طريق غارة طيران إستهدفت قاعدة لمقاتلي حزب الله في القنيطرة بالجولان لسورية ، راح ضحيتها  ستة من كوادر الحزب يتقدمهم نجل الشهيد عماد مغنية الذي إغتيل في ظروف غامضة سابقا في العاصمة السورية دمشق  ،ومعهم  خبير عسكري إيراني .


 شعر نتنياهو بهذا الصيد بفخر كبير أضافه إلى نجاحه في جلب الجثامين اليهود الأربعة من باريس  ،ولكنه وجد نفسه في ورطة ما بعدها ورطة ، بسبب وجود خبير عسكري إيراني من ضمنضحايا الغارة التي إستهدفت قاعدة لحزب الله ، ولم يكنمنه سوى أن بعث برسالة إعتذار إلى طهران  ، قال فيها أنه لم يكن يعلم بوجود الخبير الإيراني في القاعدة  ،وهذا بطبيعة الحال عذر أقبح من ذنب ،لكنه نتنياهو .


الورطة  لاحقته من باريس إلى القنيطرة ،ففي باريس  تبين  جليا أن الموساد هو الذي نفذ العمليات الإرهابية بشهادة الأمريكيين أنفسهم ، وبدليل عدم مشاركة  الرئيس أوباما في المسيرة المناهضة للإرهاب ،  حتى أنه لم يوعز لوزير عدله الذي كان يتواجد في باريس في ذلك اليوم لتمثيله فيها  ، بل إقتصرت المشاركة الأمريكية على السفير الأمريكي في باريس.


ففي القنيطرة  برز الخبير الإيراني في وجه نتنياهو ، ليشل تفكيره  قلقا من طبيعة الرد والموقف الإسرائيلي المتوقع ،بمعنى أنه تحرش  بعش الدبابير في عز يوم قائظ، فإيران هي التي  تعطي الأوامر لحزب الله ، ومع ذلك هرب نتنياهو إلى حادثة الباص في تل أبيب ، والتي راح ضحيتها  21 إسرائيليا  قيل أن فلسطينيا من الضفة ، يعمل في المصانع الإسرائيلية بدون تصريح ،  هو الذي نفذها ، وبغض النظر عمن نفخوا في الكير وأيدوها وهم قاعدون مع الخوالف ، فإن هناك  أسئلة كثيرة تدور حول هذه العملية .
سجل نتنياهو نقطة إنتخابية مضحكة  من خلال هذه الحادثة وهي أنه كال الإتهام المباشر للسلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس ، وقال أن عباس وسلطته يحرضون على الدوام ضد إسرائيل  ،ولا أدري هنا ماذا يعني التنسيق الأمني الذي تصر عليه السلطة مع أسرائيل ،  لإعتقال الشباب الفلسطيني الناشط في كافة مدن وقرى ومخيمات الضفة.


 الضربة الإنتخابية الأخيرة - حتى كتابة هذا المقال - ،التي قام بها نتناهو ،في واشنطن ضد الرئيس أوباما ،  جاءت بمساعدة وتدبير محسوب ومدروس،  الكونغرس الأمريكي الذي يعمل من أجل إسرائيل لا من أجل مصالح أمريكا  .


لقد وجه الكونغرس الأمريكي الدعوة لنتنياهو ، لزيارة واشنطن وإلقاء خطاب تحريضي ضد برنامج إيران النووي السلمي ، كل ذلك بدون موافقة  أو أخذ الإذن من الرئيس الأمريكي على الأقل ، وهذه بطبيعة الحال هي المرة الثانية  التي توجه فيها الدعوة لنتنياهو لإلقاء خطاب في الكونغرس بدون علم الرئيس اوباما .


 هذه الخطوة تعني الكثير في الأعراف السياسية والدبلوماسية ، خاصة وأن الكونغرس ،  يقع تحت سيطرة اللوبي اليهودي في أمريكا، ويريد أن يضرب عصفورين بحجر واحد ، الأول  مناكفة الرئيس أوباما الذي لا تربطه بنتياهو علاقات ود أو صداقة ، منذ توليه مقاليد الأمور في البيت الأبيض في ولايته الأولى، والثاني مخالفة الرئيس أوباما في الموقف من إيران ،حيث  أعلن رفضه الموافقة على مشروع للكونغرس  ، يقضي بفرض عقوبات  أخرى مشددة على إيران.


 وفي خطوة إستباقية قام بها الرئيس أوباما  ،كانت بمثابة الضربة القاصمة لكل من الكونغرس ونتنياهو ، أعلن سيد البيت الأبيض ، أنه لن يستقبل نتنياهو خلال زيارته المرتقبة لواشنطن.


أختم أن الفترة الزمنية الممتدة حتى شهر آذار المقبل ، ستكون حبلى  بالعديد من الضربات الإنتخابية المفاجئة التي سيقامر بها نتنياهو ، لضمان  تحقيق أغراضه الإنتخابية ، ويكون هو الذي يعلن رسميا عن تحقيق يهودية الدولة في "مستعمرة "إسرائيل.
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد