أحن إلى قرصي الصغير يا أمي ..
رغم قساوة العيش والجوع والعوز ؛ لم نسمع لامهاتنا الطيبات والمخلصات كلمة سخط وضجر ، إنهن أمهات صابرات واجهن هذه الحياة بأيمان وثبات وصدق ، وصبرن على مرارة العيش دون تأفف وشكوى ؛ بعد أن إستقر في نفوسهن المؤمنة بأن الصبر ثم الصبر هو سر النجاة ومفتاح الفرج ...
كان سلاحهن الداءم : الصبر والإيمان ؛ وكان أملهن الدائم : نيل رضا الله بطاعة الأزواج وبرعاية البيت والأولاد ... ورغم العناء الكبير ورغم الجهد والتعب ؛ فالهمة عندهن على الدوام عالية والقلوب لديهن على الجميع حانية ، ؛ حياتهن كلها شقاء يومي وأبدي ولا ينتهي ؛ ولكنهن صبرن واحتسبن كل ذلك من أجل الله ... فعدى عن إعداد وتجهيز الطعام كان لا بد لأمهاتنا الصابرات من تجميع الحطب ؛ وعدى عن غسيل الملابس كان لا بد لأمهاتنا الصابرات من جلب مياه الشرب من الأودية البعيدة والعيون ؛ وعدى عن الأعمال المنزلية الكثيرة كان لا بد لأمهاتنا الحبيبات والصابرات من مساعدة الأزواج في مواسم الحصيدة حيث القيض والحر واللهب ...
لله درهن من نساء مطيعات لأزواجهن ومربيات فاضلات لأولادهن !!! لله درهن كيف واجهن كل خشونة العيش وقساوة الحياة بصبر أسطوري وبكفاح وثبات ؛ فكن لابناءهن المربيات والموجهات والحاضنات ، وكن لأزواجهن العون والمدد والسند ...
قبيل الغروب كان لا بد لأمهاتنا الحبيبات الصابرات أن يجهزن عجنة الخبز ، وقبيل الشروق يبدأ مشوارهن اليومي مع خبز الصباح ... وما أحلاه من خبز وما أجمله من صباح !!
! ياااااا يااااااا على خبز الصاج الرقيق والشهي ! يااااااا يااااااا على خبز الطابون الشهي الفواح ! يااااااا يااااااا على خبز الفرن الفرنية الطري الشهي والفواح ! ... لقد ملأت روائح خبز الأمهات الزقاق والحارات ؛ وتلألأ خبز الأمهات بين أيديهن كقرص الشمس المشرقة والجميلة ... فما أشهاه من خبز„ وما أطيبهن من أمهات !
لا زلت أتذكر الأطفال الصغار وهم يتجمهرون حول فرن أمهاتهم الحنونان وهم ينادونهن بكل براءة ؛ أمي ... يا أمي الحبيبة ؛ إصنعي لي قرصي الصغير يا أمي الحبيبة ؛ أمي .... يا أمي الحبيبة ؛ جهزي لي قرصي الصغير يا أمي !!! فتجيبهم الأم بحنان وعطف : إنتظروا قليلا يا أولادي ؛ سوف اجهز لكم أقراصكم الصغيرة حسب أعماركم ... وما هي سوى لحظات قليلة حتى تجهز الأم كل أقراص الخبز المتفاوتة الإستدارة لأبناءها الصغار ؛ فتناول القرص الصغيرطفلها الصغير ، وبتناول القرص الأوسط إبنها الأوسط ، والقرض الأكبر لطفلها الأكبر ؛ هكذا كانت الحياة ... فما أبسطها من حياة ! وما أجملها من حياة مع تلكم الأمهات ....
فالرحمة نسألها لكل الأمهات اللواتن واجهن قساوة الحياة بصبر وصمت ؛ والرحمة نسألها لكل الأمهات اللواتي عشن لأبناءهن وكن لأزواجهن المخلصات والأمينات ، والرحمة نسألها لكل الأمهات اللواتي خرجن من دنياهن القاسية : راضيات ومرضيات ...
وأتوجه بدعائي الأخير إلى الخالق الكربم وإلى الرحمن الرحيم ، والذي خلق مئة رحمة ، ولكنه أدخر لنفسه تسع وتسعون رحمة وأنزل واحدة بين الخلائق ؛ بأن يشمل برحمته والدتي التي فارقت الحياة قبل أيا ؛ وبأن يرحم والدي الذي فارق الدنيا قبل سنوات وبأن يرحم كل مسلم قانت لربه وموحد„ لله ... هو الرؤوف وهو الرحمن الرحيم ...
لست ممن ينسى فضل أمه ولا مكانة أباه ، وبرغم البعد والفراق والرحيل ، فمكانكم في القلب مكين ... ولن أنساكم ما حييت وسوف أحن إلى خبزك الذهبي ـ يا أمي ، وساتذكر قرصي الصغير ـ يا أمي ، وسأتذكر ابتسامتك الجميلة وقلبك الكبير ... فإلى جنات الخلد يا أمي .... والى جنات الخلد يا أبي ...
لماذا لم يقصف الاحتلال قصر الشعب ويغتال الشرع
أكثر من نصف الأردنيين يتابعون ما تقوم به الحكومة
غارات أميركية على مدينتي صنعاء وصعدة
تقتل أختها خنقاً اثناء نومها بسبب ريموت التلفزيون
هل سيتم تقليص قرارات الحبس .. توضيح حكومي
استدعاء ضخم للجنود الإسرائيليين لغزة: سنمحو حماس
أهالي بلدة العراق في الكرك يناشدون الحكومة بسبب السيول .. فيديو
أنشطة وبرامج متنوعة في مختلف المحافظات
نجاح بني حمد .. ورواية لينا عن سنوات المعاناة
الملك يستجيب لنداء الشاعر براش .. توجيه ملكي
بينهم 33 موظفا بالتربية .. إحالة موظفين حكوميين للتقاعد .. أسماء
المستحقون لقرض الإسكان العسكري .. أسماء
استقبال هستيري لراغب علامة في الأردن .. فيديو
إغلاق "خمارة" بعد احتفال افتتاحها بزفة وأهازيج
معدل الرواتب الشهري للعاملين في الأردن
انقطاع الكهرباء غداً من 8.30 صباحاً وحتى 4 عصراً بهذه المناطق
بيان من عشيرة الشماسين بعد كشف جريمة قتل ابنها
أمانة عمان تحيل مدراء ورؤساء أقسام وموظفين للتقاعد .. أسماء
خبر سار لمتقاعدي الضمان بشأن تأجيل اقتطاع أقساط السلف
الحكومة تخفض بنزين 90 - 95 15 فلساً .. و10 دول تتمتع بأرخص أسعار البنزين
أمطار غزيرة مصحوبة بالبرق والرعد في هذه المناطق .. فيديو