(اللعمظة) السياسية

mainThumb

10-06-2009 12:00 AM

الأردني (خارج بيته) خجول جدا،الى الحد الذي قد يفقده حقه في كثير من الأحيان..أو المسامحة به عن طيب خاطر..

هكذا نحن، بطبعنا لا نحب الشوشرة ولا الزعبرة على الآخرين.. نجور على أنفسنا ولا نجور على غيرنا..يهمنّا ردّة فعل الآخر.. أكثر مما يهمنا احتياجنا في الداخل..وهذا الطبع لا يقتصر على سلوك الأفراد فقط، وإنما على سياستنا كذلك.

***

ابو العيال الواقف منذ الصباح على طابور الخبز، يخجل ان يقول لرجل جاء بعده وقد اخذ الحاضرين بالصوت ان يحترم الطابور،فيعزي نفسه بشريط من المهدّئات : بأن الصبر مفتاح الفرج وبلاش نعلق في الناس، وما حدا ماخذ منها شي..رغم ان له الحق أن يحتج بالصوت العالي ويسترجع حقه كاملاً ...ومع ذلك نبقى نكرر ذات المهدئات، كلما تجاوزنا آخر في أحقيتنا بالوظيفة، او بالترفيع، أو زيادة الراتب، او في بعثة دراسية، او في أي قضية حياتية..

***

سياستنا في الخارج،تماماً مثل سياسة افرادنا، لا نأخذ أحداً بالصوت، ولا نحب اللعمظة السياسية أو التعدي على الاخرين..على العكس، نخجل ان نعاتب دولة شقيقة لأن اعلامها استلمنا سبعة بلدي..ونتنازل عن حقنا في كثير من القضايا ايضا?Z كي نبقي المزاج العربي العام هادئاً مستقرّاً.. تلوثت مياهنا وأقصى ما قمنا به (لجنة تحقيق+ حسبي الله ونعم الوكيل)..نخشى من استغلال مياهنا خوفاً من عتب الاشقاء، ونحظر سحب الماء من الآبار، خوفاً من ملامة الاشقاء.. نتردد في مشروع عظيم سينقذنا، تجنّباً لتنهيدة كبرى..نأتي على انفسنا، كي لا يغضب غيرنا، ما زلنا نبتلع ريق العطش، مع ان غيرنا يرتوي وينتعش.. وفوق كل هذا .. نعيش على شريط من المهدئات والأقوال المأثورة: الصبر مفتاح الفرج وبلاش نعلق في الناس، وما حدا ماخذ منها شي..واذا الك نصيب بتوخذه..

***

سؤالي الى متى: ستبقى قطّة الحياء الدولي تأكل عشاءنا...ونحن نتفرج.الرأي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد