== 1 ==
بدعمها العلني للشاذين في عمان، وضعت سعادة السفيرة الأميركية، التي سرقت سعادة الأردنيين من نفوسهم، وهي كسفيرة لأقوى دولة في العالم، قد ضربت هذه السفيرة مجتمعنا الأردني بأقوى ما لديه من قوة، وهي عقيدته وامنه واخلاقه وقيمه وكرامته وموروثه الحضاري والأخلاقي والديني والعشائري.
وبدعمها العلني للشذوذ المقزز والشاذين، وهي على بعد كيلو مترات من منازل المؤتفكات / قوم لوط التي جعل الله عاليها سافلها، بسبب ممارستهم العلنية للشذوذ، الذي تدعمه السفيرة الأميركية بعد حوالي أربعة الاف سنة من وقوع الكارثة، فإنها بعملها هذا ضربت الامن القومي الأردني والامن القومي الأميركي، حيث صار تصرفها مادة دسمة لأعداء الأردن وأميركا، والطابور الخامس والخلايا النائمة للمنظمات الارهابية ومنظمات العنف والتطرف والناقمين على أمريكا والدولة بالأردن.
وزاد الطين بلة ان الإفتاء في الأردن وقف على استحياء مما جرى، رغم انه يسارع لإصدار الفتوى في اية قضية أخرى صغيرة (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إلى أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) سورة البقرة.
وان صمت الجهات الرسمية بالأردن، على هذا الحدث الجلل الذي يعرض الأردن لسخط الله سبحانه، ويلحق عمان بقرى قوم لوط المسخوطة، التي كانت تمارس الفاحشة، يضع ستة ملايين علامة استفهام، بعدد سكان الأردن من حملة الرقم الوطني. فالدولة هنا تنتفض لأي عمل او تصرف يؤثر على امنها , ولا ادري ما الذي ادخلها في فئة الصم والبكم, حيال اخطر جريمة على امن الأردن تدعمها السفيرة الأميركية , واعظم جريمة مقززة يعاقب الله عليها كما عاقب قوم لوط : (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ (82) مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ ۖ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83) سورة هود .انها ستتكرر اذا كرر القوم فعل قوم لوط .فالعقاب ليس بعيدا مكانا ولا زمانا ممن يمارس هذه الفواحش المقززة .
فالسفيرة الأميركية في الأردن , ويفترض انها ليست المندوب السامي ولا المعتمد الأميركي الذي يتحكم بمقاليد الأمور في بلادنا , وهي بتصرفها هذا تشكل ومعها الشواذ اخطر عنصر على امن الأردن وامن الولايات المتحدة , وتعطي المبرر والبيئة الحاضنة للإرهابيين والمتطرفين ودعاة العنف واعداء الأردن وأميركا , ان يستقطبوا الناس ضد البلدين , لان الأردنيين يتقززون من هذا الفعل الشاذ ويقززون ممن يؤيده ويدعمه , وأتمنى على الادارة الأميركية الا تقف مكتوفة الايدي من سعادة سفيرتها بالأردن , التي تحولت الى معول هدم في امنها القومي , ومطلوب من الإفتاء بالأردن ان يصدر فتوى واضحة وقوية بموجب شرع الله , ومطلوب من الدولة في الأردن ان تعلن موقفها الواضح من هذا الشذوذ ودعم السفيرة لهذا الفعل الشنيع القبيح , وتعلن أيضا ان السفيرة الأميركية شخص غير مرغوب بالأردن , وأتمنى ان يحرص هؤلاء جميعا على رضى الله وليس على رضى السفيرة الأميركية.
ولنأتي الان على الكارثة التي صنعتها السفيرة الأميركية بتصرفها هذا في دعما الطابور الخامس والخلايا النائمة بالأردن، للأسف الشديد:
=== 2 ===
اما الطابور الخامس فهو مصطلح عالمي، وتعبير معروف ومتداول في أدبيات العلوم السياسية والاجتماعية والصراعات والحروب. وقد ظهر أثناء الحرب الأهلية الإسبانية التي نشبت عام 1936 م واستمرت ثلاث سنوات، وهو ترجمة عن الإسبانية القشتالية quinta columna، وبحسب المؤرخ الإنجليزي هجو توماس، فان أول من أطلق هذا التعبير هو الجنرال إميليو مولا، أحد قادة القوات الوطنية الاسبانية الزاحفة على مدريد التي كان يقودها الجنرال فرانكو، وكانت تتكون من أربعة طوابير من الثوار. وقد شاع هذا المفهوم ونقل الى العربية باسم (الطابور الخامس) والى اللغات الأوروبية الأخرى: fifth column بالإنجليزية، وfünfte Kolonne بالألمانية، وأما بالفرنسية cinquième colonne.
وبحسب المؤرخ المذكور: انه وأثناء المؤتمر الصحفي استعدادا للزحف على مدريد، سُئل الجنرال أميليو: أي الطوابير الأربعة التي يتكوّن منها جيشه سيفتح مدريد؛ فرد قائلاً: (أن هذه ستكون مهمة الطابور الخامس (quinta columna) وسوف يتحرك في الوقت المناسب)، في إشارة ضمنية إلى الجماعات الموالية للجنرال فرانكو (القائد العام للثوار)، التي كانت تعمل في الخفاء داخل مدريد، ضد الحكومة الجمهورية القائمة ذات الميول الماركسية اليسارية، التي كانت تسيطر على مدريد. وبعدها ترسخ هذا المعنى والمفهوم في الاعتماد على الجواسيس في الحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي، وأصبح مصطلحا عالميا.
واما لدينا في الأردن فهناك طابور خامس خطير جدا، ليس في مدريد وحدها، أي ليس في عمان وحدها، بل في كل مدينة وقرية وعشيرة، وربما في كل اسرة. ولدينا أيضا ما هو أخطر من الطابور الخامس ومضافا اليه ومعززا له، وهي الخلايا النائمة الواسعة الانتشار، وان كانت صامتة ومتربصة، ومن يقل غير ذلك فانه يضحك على نفسه ويغطي راسه في الرمال.
=== 3 ===
وبعد تعزيز ودعم السفيرة الأميركية للشواذ والشذوذ , وبسبب إجراءات الدولة ومؤسساتها واشخاصها وشخوصها, فان هذه الخلايا تزداد كل يوم انتشارا وترسخا للأسف الشديد , وهي تتربص بالفاسدين والظالمين والطغاة والبنية العامة للدولة , وبمن أهان الهوية الوطنية والكرامة الأردنية , وتتربص بالسحيجة وكبراء القوم وأكابرهم من الفاسدين والمفسدين والمجرمين , وهذه حقيقة موجودة, وهي تحتاج الى علاج وليس الا انكار واتهام لمن يقول الحقيقة , ولا شك ان دعم السفيرة للشذوذ والشواذ , معززا بقمع الأردنيين واهانتهم ليس هو العلاج , وانما وسيلة للزيادة والانتشار والتربص .
وفي الحديث عن الخلفية , فقد تولدت هذه الخلايا النائمة الأردنية (اقول الأردنية ) , بسبب ما لحق اهل الهوية والشرعية والوطنية , من التعويم والتعتيم والغبن والظلم والقهر والإهمال والتطنيش والتهميش , والتضييق عليهم في العيش والحركة وحرية التعبير , والقمع والتجويع والترويع ومحاولات التركيع ,والاهانات وعدم مراعاة مشاعرهم الوطنية والشخصية , وما يعانونه من بلاء الفساد والافساد ونهب مقدرات البلاد والعباد , ومن تغول الدولة ومؤسساتها عليهم , وان استعراضا لأسماء المساجين والمطلوبين بالأردن , ليجد ان نسبة أبناء العشائر فيهم غير مسبوقة في تاريخ الأردن اطلاقا , وهذا اصطدام بخصوصية الأردنيين وكرامتهم ووجودهم وذاتهم الوطنية, ودليل على وجود الخلل الممنهج ضدهم .وكان دعم السفيرة للشذوذ والشواذ القصلة التي ستقصم ظهر الجمل
=== 4 ===
وقد دعم سلوك السفيرة الأميركية بدعمها الشواذ , من حجة الخلايا النائمة الوافدة , والخلايا النائمة الأردنية , التي تتزايد كل يوم وليلة, كلما تزايدت أسبابها والبيئة الحاضنة لها , وتهيأت الظروف والمآسي التي تلحق بالأردنيين من الغلاء والبلاء والأحتقار , وتهميشهم وابعادهم عن الاشتراك والمشاركة والمشورة في شؤونهم وفي اتخاذ القرار ,وفيما يخص مصيرهم وبلدهم , وبسبب تحول الدولة من مفهوم ومنهج الرعاية الى منهج ومفهوم الجباية , ومن مفهوم الابوة الى مفهوم الفتوة ( أي استخدام قوة العضلات في القمع والقهر والاعتقال غير المبرر) ومن الحوار الى النار , ومن الجدال الى القتال , ومن اللطف الى العنف , ومن الحلم الى القصم الذي لا يعرف حلما , ومن الكرم والكرامة الى التكرم الفوقي المرفوض أساسا , ومن الحقوق الى المكرمات , بحيث صار كل ما يحصل عليه الأردني ( ولو كان فتاتا ) , ويفترض ان يكون حقه الطبيعي , انه مكرمة وتكرم , وهي أمور يرفضها الأردنيون , وان ابدوا امتنانا أمام من يأخذون حقهم من عنده .
=== 5 ==
ولا تقتصر الخلايا النائمة على عامة الأردنيين , وانما تتعداه الى فئات أردنية أخرى , فنزلاء السجون خلايا نائمة , ونحن نرى ان التنظيمات المسلحة اذا سيطرت على منطقة باشرت الى اطلاق سراح السجناء , الذين يتحولون الى أكبر وأشجع وأخطر قوة مخلصة لمن خلصهم من السجن , وأشرس المقاتلين الى جانب من وهبهم الحرية من السجن .ولو عدنا بالذاكرة قليلا لوجدنا ان قيادات هذه التنظيمات كلها خرجت وتخرجت من ارحام وظلام السجون , حيث كانت خلايا نائمة في الزنازين ووراء القضبان , وعندما فلتت من عقالها غيرت التاريخ وخارطة العالم العربي , وموازين القوى في العالم من سياسية وامنية وعسكرية وعقائد سياسية ودينية .
ويشكل المطلوبون في قضايا مختلفة خلايا نائمة وخطيرة أيضا، وكذلك كل من ذاق ويلات السجون والاعتقال والاهانة والظلم والقهر وترويع اسرته، وضياع حقوقه، والتضييق عليه في لقمة عيشه، وملاحقته وأولاده ومنعهم من العمل، والتضييق عليهم في رزقهم وحياته الخاصة والاسرية، فضلا عن التهميش والاقصاء وهدر الكرامة، وتراكم الديون والفوائد للدولة والبنوك. كما يشكل المعدمون والجياع الفقراء، وما اكثرهم، والمساجين السابقين، أقول يشكل هؤلاء خلايا نائمة، لن تتوانى عن اللحاق بأية قوة تأتي للخلاص كل من معاناته ومشاكله، فهل ينتبه السحيجة، وتنتبه الدولة ان كانوا جادين بالعلاج وتعديل المزاج؟؟. فالوطن باقي وكذلك الأردنيون، ولا تخافوا عليهم، وخافوا على أنفسكم مما اقترفته أيديكم، بحق الأردنيين وهويتهم وشرعيتهم ووطنهم ووطنيتهم ومقدراتهم واموالهم.
اما الجاليات السورية والعراقية وغيرها من مخرجات المآسي العربية، الذين ابتليت بهم الأرض الأردنية، بقرار سياسي أرعن مدعوم او موعز به من الولايات المتحدة ؟؟؟، أقول قرار يغاير مصالحنا الوطنية بامتياز، فانهم يشكلون خلايا نائمة ضد الأردن وأهله وهويته وشرعيته، ولا بد ان تكون ارتباطات متعددة لكثير منهم مع أنظمة سياسية معادية وأحزاب ومنظمات وتنظيمات تتربص بالأردن شرا. وكل هذه تتلقى تعليمات للحركة والتحرك ضدنا وضد امن بلدنا من الخارج في لحظة ما. وان ما فعلته السفيرة يشكل دفا في هذه الزفة ومناحة في هذا المأتم.
=== 6 ===
وبناء عليه فانه لا بد من الحل الوطني الأردني الكريم واحترام الأردنيين , وهو اعلان السفيرة الأميركية شخصا غير مرغوب فيه , وانها تشكل تهديدا لأمن الأردن وامريكا بموجب دعمها للشواذ في مجتمع عربي مسلم اردني محترم واصيل , ولا بد من تفعيل قرار فك الارتباط بدون خجل ولا مجاملة او مواربة , فمصلحة الأردن لا تحتمل المجاملات والمزاجيات والشلليات والمشي على استحياء ( وكما نقل بالأردني : خائن البل ما يجيها دلبحة ) , ويجب سحب الجنسيات ممن تم تجنيسهم مهما بلغ عددهم ومهما كانت مراتبهم واموالهم واماكنهم ومواقعهم السياسية , ومحاسبة من منحهم هذه الجنسيات , ومن حول الجواز الأردني الى سلعة للبيع والشراء , حيث لا يمكن مواجهة الكوارث القادمة ونحن نئن تحت اختراق الغث والعبث ودعم السفيرة للشذوذ , فيصبح السمين منا غير قادر على الحركة بسبب ما يعيثه الغث من السوء والتلوث .ويجب قطع الشك باليقين , وان يتم سحب الجنسية من كل شخص متجنس يمارس أي نشاط معادي لأمن الأردن , او يمارس عمل الطابور الخامس او الخلايا النائمة , او يتجاوز على الأردنيين وهويتهم والعلم الأردني , وتسفير كل وافد عندما يتجاوز على امن الأردن او على الأردنيين، او القانون او العمل او الإقامة غير القانونية، ولا داعي لإيداعهم بالسجن، وانما ترحيلهم وتخليصنا من هذه الزوائد الدودية.
كما تقتضي الحكمة معالجة الخلل واخفاء الوجوه الكالحة عن مسرح المسؤولية، فقد سئمهم الأردنيون وباتوا يشكلون وجوه شؤم يزيد على شؤم البوم والغربان، وقد دخلوا مواقع الدولة نكرات، وصاروا كالفيلة والديناصورات المجنحة تضخما من أموال الشعب والبقاء الطويل وكأن ارحام الاردنيات عقيمة لا تلد بدائل عنهم. انهم كابوس ثقيل على الأردنيين، ولو ان انتخابات نزيهة جرت لما حصل واحدهم على أكثر من أصوات دفتر عائلته، هذا ان حصل عليه.
=== 7 ===
وأخيرا وليس اخرا , لا بد من اصدار عفو عام ,وإعلان مصالحة وطنية ووئام مدني مع الأردنيين ,وإعادة الأموال المنهوبة ومعاقبة ومحاسبة الفاسدين والمفسدين, وان تقوم الدولة بالانقلاب الرسمي على الذات , وإعادة انتاج الدولة بالأردن لذاتها كمرحلة أولى , وإعادة ترتيب البيت الأردني بحيث تكون دولة للأردنيين أولا وأخيرا , وليس لقطعان من العابثين والرويبضات والنكرات الذين يحولهم الاعلام الرسمي الى عمالقة من الوهم والهباء , لان الأردنيين هم أصحاب الشرعية والهوية والوطنية , وهم الأولى بالدفاع عن بلدهم , والانتفاع بمقدراته وخيراته , وبالتالي فان تهميشهم يحولهم بالتلقائية الى خلايا نائمة, في رسم الانتظار. وعلى الدولة ان تصلح حالها مع الأردنيين لأنهم الأحرص على بلدهم وامنه واستقراره واستمراره وازدهاره والتضحية من اجله.
وفي الحقيقة، فإننا في الأردن على أتون بركان متأجج بدأ ينفث دخانه، قوامه الطابور الخامس والخلايا النائمة، ويعززه فعل سعادة السفيرة الأميركية في عمان، وحينها فان اتفاق المصالح او تنافرها ستجعل الأردن حقلا من الزرع اليابس المشرب بالبنزين، والذي سيحترق مجرد اشعال عود ثقاب لن ينجو منه أحد. فهل من حكيم وبصير يسمع ويعقل؟، أم أننا نسير خلف هذه الفيلة والديناصورات الى حتفنا، كما يقود الحادي الاحمق ابله الى غابة من الوحوش المفترسة، ولا شك ان السباع ستأكل الفيلة السمينة أولا، وتشبع قبل ان تصل الينا، لأننا حينها سنكون شيئا اخر ؟؟؟ فالحراك الأردني لم يبدأ بعد ؟؟؟؟ .