أميركا مسؤولة بدعمها أنظمة قمعية!

mainThumb

28-06-2015 01:47 PM

علَّقتُ على اقتناع المسؤول نفسه في "إدارة" مهمة داخل الإدارة الأميركية مهمته متابعة شؤون الإرهاب داخل بلاده وفي العالم بأن إيران ستستفيد من اتفاقها النووي مع أميركا للتفرغ لمتابعة تنفيذ مشروعها، قلتُ: تستطيع أميركا أن تمنعها من ذلك بالربط بين الإتفاق النووي والقضايا الإقليمية الخلافية وهي كثيرة. سأل: "كيف ذلك؟" أجبتُ: أولاً بممارسة أسلوب التفاوض على الحامي الذي تمارسه إيران بكفاءة. ثانياً باستعمال الأشهر الثلاثة المخصصة لتحويل الاتفاق – الإطار نهائياً لبدء التفاوض معها حول الإقليميات. وإذا فشلتم تكونون كسبتم الاتفاق – الإطار وتكملون محاولات "إقناعها" بالبحث في القضايا الإقليمية. وليس أكيداً إذا فشلتم أن تعود إيران إلى نقطة الصفر. علماً أن عودتها ستعني زيادة الحماوة في المنطقة. سألتُ بعد ذلك عن لبنان وتحديداً عن احتمال انتقال العنف في سوريا إليه. أجاب: "حقيقة، لا أعرف. نحن نشعر بوجود دعم للجيش من اللبنانيين. ونحن معه ونقدم له الأسلحة والمعدات. لكن السؤال هو: هل يستطيع الجيش الصمود في وجه "داعش" إذا قرَّر شنّ هجوم على لبنان مشابه للهجوم الذي شنّه في العراق (الموصل)؟ علماً أنه معروف بتخطيطه الجيد لهجماته؟ حقيقة، نحن لا نعرف، وإن كنا نتمنى أن يفشل في الهجوم على لبنان". سألتُ عن احتمال عبور مقاتلي "جبهة النصرة" الجولان السوري إلى شبعا الواقعة في جنوب لبنان، وأشرت إلى أخطار ذلك، وإلى أن العبور يقتضي موافقة إسرائيل كونهم تحت مرمى نيرانها. أجاب: "النصرة معادية لإسرائيل. ولا أَعتقد أن الأخيرة ستسرّ برؤيتها تتمدد إلى لبنان وخصوصاً إلى حدوده معها". ماذا عن الأردن؟ سألتُ، أجاب: "إنه قابل للعطب. هناك دائماً احتمال أن يهجم "داعش" عليه. إذ أن له أنصاراً في مناطق أردنية عدة. لا أفهم لماذا قتل الطيار الأردني الكساسبة. لو فاوض عليه قبيلته لكسِبها إلى جانبه. لماذا قتلوه؟ لا أدري. ربما أدركوا أن ضرب التحالف بين القبائل والعرش الهاشمي مستحيل وخصوصاً في ظل خوف مزمن لأردنيّي الضفة الشرقية من أردنيّي الضفة الغربية أي الفلسطينيين الذين يشكِّلون غالبية شعب المملكة الأردنية".


ماذا في جعبة مسؤول آخر في "إدارة" مهمة داخل الإدارة الأميركية مهمته متابعة شؤون الإرهاب ربما بطريقة أكثر عملانية؟


بدأ اللقاء بالقول: "كنت في فريق عمل الرئيس في البيت الأبيض كمحامٍ. لكن الرئيس أراد أن أتعاطى في أمور أخرى غير القانون. وبناء على ذلك، كان لي دور في الإعداد لسفرات عدة قام بها بعد انتخابه وخصوصاً لتركيا ومصر. الإرهاب يحمل هذه المرة عنوان الإسلام. هناك مؤسسة تدعمها المملكة العربية السعودية اسمها "منظمة المؤتمر الإسلامي" لم تقم بعملها كما يجب. فأنا أعتقد، وأنا مسلم، واستناداً إلى الطريقة التي تربّيت فيها أن الإسلام لا يبيح قتل الناس على النحو الذي يقوم به تنظيم "داعش" وجبهة "النصرة" وغيرهما. يجب أن تقوم المنظمة المذكورة بعملها. وذلك أمر مطلوب وبإلحاح". علّقتُ: منظمة المؤتمر الإسلامي تدعمها السعودية كما قُلتَ. ربما السعودية لا تضغط عليها للقيام بالعمل الجدي والنهائي الذي تريده أنت في موضوع الدين. على هذه المنظمة أن تبيِّن للناس الخير من الشر، والحلال من الحرام في الإسلام. ردّ: "أميركا قامت بأمور ولم تقم بأمور أخرى في سنوات طويلة سابقة، وجعلها ذلك غير ذات صدقية، لعل أبرزها قضية فلسطين والصراع الإسرائيلي – الفلسطيني وقضايا أخرى. ومن أبرزها هنا تساهل أميركا أو تجاهلها قمع عدد من الأنظمة لشعوبها فضلاً عن الفساد والفقر. أميركا تعاملت مع هذه الدول ودعمتها. فصار الجيل الشاب في كل منها ميّالاً إلى الاقتناع بضرورة المواجهة سواء لأميركا أو للأنظمة. وأتى "داعش" و"القاعدة" قبله وحصل الذي حصل. على كلّ، لا بد من تحديث التعليم. كنت في باكستان. زرتُ مدرسة حديثة ومجهَّزة بكل ما تحتاج إليه. فقلتُ إن التغيير الجدي في باكستان قد يبدأ. ولمّا أتى مديرها لمقابلتنا كان يرتدي الزيّ السعودي لا الباكستاني. فأدركت أن المال الذي سمح بإنشاء المدرسة وتجهيزها كان سعودياً. وأنها في النهاية ستعلِّم تلاميذها وطلابها المنهج السعودي الديني وغير الديني". علّقتُ: معك حق. "القاعدة" خرج من رحم الوهابية بموافقة أميركا، وأنا هنا لا أنتقد. ومارس هذا التنظيم أعمالاً بشعة وغير إنسانية. والذين يحاربونه وأمثاله يمارسون "العقوبات" التي يمارسها هؤلاء بتبرير مرجعيات دينية وموافقتها. بماذا ردّ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد