العنف ضد الأطفال

mainThumb

04-10-2015 09:37 AM

بقلم :هدير الجميلي
 
ما هو العنف ؟ أنواعه وأشكاله؟ وطرق مكافحته؟
 
العنف: هو استخدام كل أشكال القوة أو التهديد ضد الطفل بفعل ظاهر أو مستتر مباشر أو غير مباشر  لفظي أو غير لفظي مما يتسبب له في أذية جسدية أو نفسية تتمثل في أنماط سلوكية تصدر عن الفرد أو الجماعة .
يعتقد الآباء أن الأبناء هم ملك لهم ولهم حرية التصرف بهم كيفما يشاءون  ليحسنوا تربيتهم, وهذا هو الظاهر في مجتمعنا الشرقي. 
 
أنواع العنف: أما يكون ضد الذات(وذلك بأني يؤذي الطفل نفسه متعمداً) أو ضد شخص أخر(وذلك بتعرض الطفل للأذى من قبل فرد واحد) أو بشكل جماعي(يكون ذلك باشتراك الوالدين او من قبل أفراد الشارع أو المدرسة).
 
أشكال العنف:
العنف الجسدي (الاعتداء الجسدي): وهو تعرض الطفل لإصابات عرضية أو غير عرضية من قبل والديه أو أحداهما لفرط التأديب ويتمثل بالعقاب الجسدي ويكون أحياناً بالضرب المبرح وترك علامات أو أثار على جسد الطفل باستخدام اليد أو أي أداة أو وسيلة أخرى وترك اثر كالرضوض أو الكسور أو الخدوش أو الحرق ويصل أحياناً إلى الخنق أو القتل ,وفي أحيان أخرى يكون العنف وسيلة لتصريف غضب المسيء  بسبب ضغوط نفسية يتعرض لها فيجد أن الطفل هو الطريقة التي ينفس بها عن غضبه.
 
 
 
العنف الجنسي (الاعتداء أو الضرر الجنسي): ويكون  بالاعتداء أو الضرر ويقصد به استخدام الطفل لإشباع الرغبات الجنسية  لشخص آخر سواء كان الطفل ذكر أو أنثى ,ويكون بالتحرش الجنسي المباشر أي ممارسة الجنس بشكل كامل مع الطفل أو الطفلة  ,يتسبب ذلك بترك أثار سلبية  ونفسية خطيرة منها تهتك الأعضاء الجنسية وإفساد أخلاق الطفل المعتدى عليه وحرمان الطفلة من الحمل والولادة في المستقبل وممارسة حياتها بشكل طبيعي.
ويكون التحرش أو التعدي الجنسي من قبل أفراد الأسرة فقد يكون المعتدي الأب أو الأخ أو أبناء الأقارب أو يكون من قبل بعض الأشخاص الشاذين جنسياً من أفراد المجتمع المحيط بالطفل أو الطفلة   .
 
العنف النفسي (الاعتداء أو الأذى العاطفي): هو إلحاق الضرر النفسي والاجتماعي بالطفل,من خلال ممارسة سلوك خاطئ يشكل تهديداً لصحته النفسية  كالشتم واستخدام الألفاظ النابية والسخرية والإهانة ومنع الاختلاط بالآخرين  مما يؤدي إلى ضعف في نمو شخصيته واضطراب في علاقته الاجتماعية في الآخرين وفقدان الثقة في نفسه والمجتمع من حوله وهذا يجعله ضحية سهلة لارتكاب الجرائم المختلفة في سن مبكرة ليكون الهدف والغاية من ذلك الانتقام لذواتهم .
تؤدي الإساءة العاطفية إلى سلوكيات انعزالية سلبية أو عدائية .
 وقد يكون الاعتداء بطرق مختلفة كحرمان الطفل من الحب والحماية والأمان   والرعاية وحرمانه من اللعب وممارسة حقه في التعليم وقد يكون بالقسوة في المعاملة أو التدليل الزائد الذي يفسد من أخلاق وسلوكيات ذلك الطفل.
 
 
الإهمال ونقص الرعاية: أولاً يبدأ من الأسرة: هو ضعف وإخفاق وفشل وذلك في عدم تحقيق احتياجات وتلبية رغبات الطفل كالاحتياجات النفسية مثل الإهمال العاطفي وعدم منح الطفل الحب والحنان وعدم تقديم الرعاية الصحية  له, والاحتياجات البيولوجية  مثل توفير الغذاء المناسب والصحي والملبس والمأوى الجيد ..., وهناك إهمال  مشترك بين الأسرة والمدرسة وذلك بعدم توفير الاهتمام بالاحتياجات التعليمية والتربوية مما يحرم الطفل من حقه في  التعليم وحقه في تنشئة اجتماعية سليمة .
والإهمال الثاني يبدأ من المدرسة: يكتسب الطفل سلوكيات ايجابية او سلبية تؤثر فيه وفي بناء شخصيته .
 
العنف المدرسي: أصبح العنف المدرسي ظاهرة ومشكلة خطيرة في بلدان عربية كثيرة ويستخدم حمل الأسلحة مثل السكاكين أو أي ادة أخرى تؤدي إلى إلحاق الأذى بالآخر,ويكون العنف بين طلاب المدرسة ذاتها أو طلاب المدارس فيما بينهم أو بين المدرس او مدير المدرسة  على الطالب أو التعدي على المدرس أو الهيئة التدريسية  من قبل الطالب.
 
للعنف المدرسي عدة أشكال:
 
من طالب على المدرسة:
_ تكسير الشبابيك والأبواب والمقاعد.
_ الحفر والكتابة على الجدران.
_ تكسير وتخريب الحمامات.
_ تمزيق الصور والوسائل  التعليمية .
_ تمزيق الكتب .
من طالب لطالب أخر:
_ الضرب باليد ,بالدفع, أو باستخدام آلة أو أداة .
_ التهديد والتخويف بالضرب المباشر من طرف أكثر قوة لطرف ضعيف.
_ التحقير أذا كان الطالب جديد على المدرسة أو ضعيف البنية الجسدية أو يعاني من مرض أو إعاقة جسدية .
_ المنادة بألقاب معية, السب والشتم.
من طالب على  المعلم أو الهيئة المدرسية:
_ تخريب أو تحطيم ممتلكات خاصة بالمعلم أو المدير.
_ التهديد والوعيد.
_ الاعتداء المباشر بالضرب أو السب.
_ الشتم أو التهديد في غياب المعلم أو المدير.
 
 
من المعلم أو المدير على الطلبة: 
_ العقاب الجماعي وهو معاقبة الجميع  بالضرب جراء خطأ ارتكبه طالب واحد.
_ الاستهزاء أو السخرية من طالب أو مجموعة طلبة.
_ الاضطهاد والنظرة القاسية. 
_ عدم السماح بمخالفته الرأي حتى لو كان المعلم أو المدير على خطأ.
_ التهديد المادي أو التهديد بالرسوب.ز
_ أشعار الطالب بالفشل الدائم.
_ التفرقة في المعاملة بين الطلاب مما يؤدي الى ان الطالب يكره المعلم والمادة .
 
 
الأسباب  وراء العنف المدرسي:
_ التسلط من قبل المدير وقسوة المعلمين واستخدامهم العقاب .
_ ممارسة العنف من قبل المعلمين أمام الطلبة سواء تجاه بعضهم أو تجاه الطلبة.
_ ضيق المكان حيث ان المساحة المحدودة تؤدي التوتر النفسي والاحتكاك البدني.
_ عدم توافر الوقت المخصص لحصص الأنشطة البدنية .
_ الأسلوب التقليدي في التدريس القائم على الاستماع والحفظ.
_ إهمال الأنشطة المتعددة والتي تشبع مختلف الهوايات .
_ البيئة المدرسية السيئة .
_ عدم توافر الأنشطة المختلفة كالرحلات المدرسية والمشاركة في فعاليات  مع مدارس أخرى والتي تجعل الطالب يحب المدرسة .
 
الآثار المترتبة العنف في المدرسة:
_ لكل فعل ردة فعل فالعنف يرد بالفعل .
_ الكذب : قد يكذب الطالب للهروب من موقف.
_ المخاوف: الخوف من المعلم الخوف من المدرسة مخاوف اخرى .
_ العصبية والتوتر بسبب عدم الأمان النفسي.
_ عدم القدرة على الفهم أو الانتباه او التركيز.
_ اللجوء إلى الحيل مثل التمارض من اجل الغياب.
_ الهروب من المدرسة أو التأخر عن المدرسة .
_ الكره للمدرسة والمعلمين.
_ المشكلات الأخرى كالتبول إلا أرادي والانطواء والاكتئاب.
 
وقد يشمل العنف والإهمال المدرسة:  كالبناء الغير مناسب للمدرسة, والصفوف والملاعب  التي لا تتمتع بالمواصفات المطلوبة, وطريقة أجراء الامتحانات, وعدم كفاءة الكادر التدريسي, ونقص الخدمات المدرسية, ووزن الحقيبة المدرسية بما يتناسب ووزن الطفل .
قد يتعرض الطفل لسلوكيات تتسم بالعدوانية الظاهرية أو المقنعة والتي يترتب عليها أذى بدني أو نفسي أو جنسي . 
هناك ثلاث أنواع للإهمال والعنف المدرسي:
1_ العنف الجسدي كالضرب بأنواعه
2_ العنف النفسي(المعنوي) : كالأهانة والسخرية  والإذلال أمام التلاميذ .
3_ العنف الجنسي: وذلك باستعمال الألفاظ وكلمات ذات دلالة جنسية, إلى الملامسة الشاذة لبعض أجزاء الجسم وصولاً إلى التحرش.
 
الحد من ظاهرة العنف المدرسي:
العمل على نشر الثقافة التعليمية والاجتماعية والتسامح بين الأطفال والكبار والتربية البيئية الصحيحة .
تعزيز الثقة في الطفل من قبل الأسرة كاعطاءه حرية التكلم والحوار والنقاش والاستماع إلى مشاكله وعدم التوبيخ القاسي من قبلهم .
التفكير بحل منطقي وسليم  لحل مشكلات الطفل من الناحية النفسية والاجتماعية.
الاهتمام بأن تكون هناك ندوات ودورات تعليمية وتوعوية للأهل من أجل زيادة المعرفة أذا ظهر أي تغير على تصرفات وسلوكيات الطفل والتواصل مع المدرسة  من أجل إيجاد الحلول.
 
الاستغلال الاقتصادي:
 ينقسم إلى قسمين: الأول قد يكون استغلال الأطفال بسبب وضع الدولة الأمني فقد تتعرض بعض الدول للحروب والنزاعات مما يؤدي إلى تشريد الآلف من العوائل والتي تضطر إلى تشغيل أطفالها مجبرة أو استغلالهم من قبل مجموعات  إجرامية تستغل ظروفهم وحاجتهم المادية لهذا يفتح لتلك العصابات باب الاتجار بأعضاء الأطفال أو تهريبهم بطريقة غير شرعية إلى دول بعيدة لغرض أعمال لا إنسانية أو لا أخلاقية, إضافة إلى أن بعض الدول التي تقع في دائرة النزاعات المسلحة والحرب  تضم الأطفال إلى الجماعات المسلحة بوصفهم جنود بعد تعريضهم للضرب والإكراه مجبرين على ذلك, ويعد ذلك من أسوء العنف المستخدم ضد الأطفال .
والقسم الثاني: العمل الذي يستغل عمالة الأطفال كعمالة رخيصة بديلة عن عمل الكبار, العمل الذي لا يساهم في تعليم الأطفال أو تنميتهم أو حمايتهم مما يهدد حياتهم.
 
_ أسباب عمالة الأطفال:
1_ المستوى الثقافي للأسرة, فبعض الأسر التي لم تتلقى التعليم لا تعرف فائدة التعليم.
2_ الفقر فعندما يعجز الأهل عن الإنفاق على أطفالهم يضطر الأطفال إلى ترك المدرسة والعمل من أجل تامين الاحتياجات الضرورية لهم ولأسرهم.
3_ الاستعمار والحروب والأزمات التي تخلق عبء اقتصادي.
4_ النظام التعليمي السائد والذي يتسبب في ترك الأطفال للمدرسة مثل سوء معاملة المعلمين أو الخوف منهم أو صعوبة المناهج التي تخلق عدم الرغبة في الدراسة أو بعد المدرسة من مكان السكن وخصوصاً في المناطق الريفية أو المناطق النائية.
5_ قلة المدارس والتعليم اللإلزامي.
6_ العنصرية والطائفية .
7_ نقص بمعرفة قوانين عمالة الأطفال.
8_ نقص البرامج الدولية لمحاربة الفقر .
 
حماية الأطفال من العنف والاستغلال:
هناك منظمات تقوم بتقديم خدمات اجتماعية ووطنية  لمنع إساءة معاملة الأطفال  وإهمالهم .
وأهم منظمة  هي منظمة الأمم المتحدة اليونيسيف  التي تعمل مع شركائها على عدد من القضايا من خلال تعزيز نظم حماية الطفل  ونشر العادات الاجتماعية الايجابية لمنع ومواجهة العنف  والاستغلال والإيذاء الموجه ضد الأطفال, والأطفال حسب ما متعارف عليه تبدأ أعمارهم من أول يوم في عمر الطفل إلى سن18, فجميع الأطفال لهم حق الحماية  إلى أن الملايين من الأطفال في جميع كافة أنحاء العالم ومن كافة الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية والأديان والثقافات والفئات العمرية يعانون يومياً الإساءة ومعرضون للمخاطر بسبب نوع الجنس أو الأصل أو العرق, وقد يطال العنف والإساءة حتى الأطفال الذين يعانون من إعاقة جسدية أو عقلية والأيتام الذين فقدو ذويهم بالحرب أم بغيرها .
وهناك مخاطر أخرى على الأطفال مرتبطة بالعيش والعمل في الشارع والعيش في مؤسسات الرعاية والاحتجاز والعيش في مجتمعات يتركز فيها الفقر وتكثر بها البطالة وعدم المساواة, كما أن الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة والنزوح إلى مناطق داخلية أو بلدان أخرى يكون سبب رئيسي وأساسي لانتشار ظاهرة العنف بكل أشكاله .
 
 
وقد تجنّد بعض الدول التي تتعرض للحروب الأطفال بسن مبكر جداً وهذا مخالف للقوانين الإنسانية والانتهاكات الدولية وخاصة في منطقة الشرق الأوسط  وأفريقيا وقد تجعل حياتهم عرضة للقتل أو التعرض للإعاقة النفسية والبدنية ,لهذا من واجب منظمات حقوق الطفل  محاربة هذه الظاهرة ,بالإضافة إلى الحد من ظاهرة عمل الأطفال بسن لا تسمح لجسده أن يتحمل أعمال شاقة خارج  أطار قوته البدنية  مما يحد من تعرضه لإصابات جسدية  قد تؤثر في حياته مستقبلاً .
وتعمل المنظمة للحد  من الاعتداء على الأطفال سواء كان الاعتداء من قبل ذويهم وأفراد الأسرة أو من المجتمع المحيط بهم .
لهذا  تجذب  حملات منظمة اليونيسيف  المزيد من الانتباه إلى حماية الطفل على المستوى العالمي.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد