الصدمة النفسية .. تجربة مؤلمة تستدعي تدخلاً مبكراً

mainThumb

22-10-2015 02:25 PM

عمان - السوسنة - تجربة مؤلمة، ناتجة عن أحداث مؤذية وحزينة، من شأنها تحطيم نفسيّة الفرد، وجعله يشعر بالعجز، والضعف، والحزن، هي الصدمة النفسية.
 
لا حدود لمضاعفاتها، إذا تُركت بلا علاج وتدخل مبكر، فهي هزّة، لها هزّات ارتدادية خطيرة، تخترق بعمق جهاز الإنسان الدفاعي، لتمزّق حياته، وتُحدث تغيّرات جذرية في شخصيته، وربما تزرع فيه مرضاً عضوياً، تكون الحيرة معه سيد الموقف.
 
ومن يعانون من صدمات ناتجة عن أحداث مؤلمة، لا تكفي الأدوية لعلاجهم، بل لا بدّ من علاج نفسي مسؤول، يضرب بإنسانيّة حقول تجارب مؤلمة، تتضمن عنفاً، أو حرباً، أو حوادث أخرى، تخلق أعراض الإجهاد، وفق مديرة معهد العناية بصحة الأسرة الدكتورة منال تهتموني.
 
ولا سبب محدداً لها، بحسب مديرة المعهد، الذي اختتم دورة متخصصة الخميس، عن آليات التأهيل المتقدمة لضحايا الحروب، والصدمات النفسية، فقد يكون عنفاً، أو حرباً، أو مرضاً، أو فقد عزيز، أو حادث سير، أو اعتداء جنسي، أو غير ذلك.
 
ظاهرة خطيرة، زاد واقع أخطر رقعة انتشارها، وبات من الضروري تأهيل قواعد تعامل الأخصائيين النفسيين، والاجتماعيين، ومقدمي الرعاية، مع حالات مستعصية حُبلى بالمفاجآت.
 
ولا تتوقف آثار الصدمة عند حد معين، بل تستبيح جسد الضحية، وحياتها، لتريها اضطرابات نفسية، تعاود معها معايشة الحدث، مع قلق مفرط، وخوف، وحزن شديد، وتشوه صورة الذات.
 
ويرافق ذلك اضطرابات في النوم، والشهيّة، وأخرى (نفس جسدية)، سببها نفسي، لكنها تظهر بصورة جسدية، تتمثل في صداع نصفي مزمن، أو ارتفاع في ضغط الدم، أو السكري، أو سرعة ضربات القلب، أو اضطرابات الجهاز الهضمي، وآلام في المفاصل والظهر.
 
هذه وغيرها، كانت المحاور الرئيسة لدورة الذراع الصحي لمؤسسة نور الحسين، التي نظمها بتمويل من مؤسسة الألوسي الخيرية، في كاليفورنيا، أميركا.
 
واشتملت الدورة التي عقدت على مدار خمسة أيام، في مقر المعهد الرئيس في منطقة صويلح، على تدريبات عمليّة، واستشارات متخصصة، أخذت بعين الاعتبار انتشار عيادات المعهد في العاصمة، والمحافظات، وحضوره داخل مخيمات اللاجئين.
 
واختير معهد العناية بصحة الأسرة من بين منظمات عدة، كمؤسسة رائدة في تقديم الخدمات النفسية، والاجتماعية، والطبيّة، للاجئين، وضحايا الصدمات.
 
وقاد الدورة مدربون وخبراء من أعرق الجامعات الأميركيّة (ستانفورد، وجونز هوبكنز، وهارفارد، وواشنطن).  
 
ومعهد العناية بصحة الأسرة من المراكز الإقليميّة التي تقدم خدمات ورعاية صحيّة شاملة للأسرة، وتدريب للمتخصصين في الرعاية الصحيّة الأسريّة، وحماية الأطفال، وإعادة تأهيل الناجين من العنف، والتعذيب.







تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد