الدين .. وفقه التدين
الدين واحد ، وقيمه ثابتة ومقدمة ومطلقة ، لكن التدين متعدد ومتغير ونسبي وغير مقدس ، الاول هو الاصل والمرجعية والثاني مجرد صورة ، يقاس التدين على الدين وليس العكس ، ويجتهد «المتدين» في تجسيد الدين بممارسته ، وتحسب عليه لا على الدين ، وبمقدار ما يرتقي الفهم الانساني لقيم الدين ونصوصه تضيق الفجوة بين الطرفين.
هذا كلام يعرفه الفقهاء ويكرره علماؤنا في كل مناسبة ، لكن مناسبته اليوم هو انعقاد مؤتمر في جامعة اليرموك نظمته كلية الشريعة والدراسات الاسلامية حول «فقه التدين» ، والهدف منه - كما يقول منظموه «الدعوة الى نقد الذات ، والبحث عن كل ما من شأنه خلق واقع يشعر المسلم فيه بسمو قدرته ومقدراته ، في ظل تدين صحيح بعيد عن الغلو والانتحال والتأويل الفاسد» ، ومسألة نقد الذات - هنا تحتاج الى وقفة طويلة ، فمنذ ان تساءل شكيب ارسلان عن اسباب «تخلف» المسلمين وتقدم غيرهم ، لم تفلح كل الحركات الاحيائية والاصلاحية التي شهدتها الامة على مدار القرن الماضي في حسم الاجابة على هذا السؤال ، لا من جهة النظر فقط وانما - وهذا الاهم - العمل ايضا ، وفي كل مرة كان يستدعى الاسلام للحل ، كان البعض من خصومه يعلّق عليه اسباب هذا التخلف ، وتلك محاولة قديمة جرى فيها الخلط بين الدين والتدين ، فحسبت خيبات المسلمين وانكساراتهم وسوء تطبيقهم للاسلام على الدين ، فيما الحقيقة - كما اشرنا سلفا - ان الدين غير التدين وان عجز المسلمين عن فهم دينهم وادراك مقاصده ، وارادة عدم تمكينه من الحضور العياني في واقعهم هو السبب الوحيد الذي دفعهم الى الانحدار.
الآن ، لدينا زيادة طلب على الاسلام ، وظاهرة «التدين» تشهد امتدادا واسعا لدى قطاعات الشباب تحديدا ، وهذا ما يستدعي التفكير مجددا في «ترشيد» هذه الظاهرة ، وتمكينها من تصحيح مساراتها بما يتطابق مع روح الاسلام ومقاصده ، سواء من خلال اعادة قراءة الاسلام وفهمه والتقدم اليه ، او من خلال فهم الواقع ومستجداته ومتطلباته ، او مراجعة تجربتنا التاريخية لمعرفة ما فيها من خلل لاصلاحه ، او «للاستفادة» من انجازاتها وتعظيمها ، وهذه مسؤولية العلماء والفقهاء والخبراء قبل غيرهم ، واذا كان غيرنا - اليوم - يرى في الاسلام «البديل» الحضاري لانقاذ البشرية من ورطتها الاسلامية ، فان من المؤسف اننا ما نزال نصر على ركوب غيره من المناهج ، فيما لا نعدم من يدعو لاستدعائه وقت الحاجة لاجل حلول «ترقيعية» لمشكلاتنا الاجتماعية او الاقتصادية او غيرها.
في وقت مضى ، قلنا ان ثمة من يريد ان يركب موجة التدين لتحويلها نحو «الخلاص الفردي» وان ثمة دعاة جددا يحاولون «اغراقنا» في الماضي ، ببطولاته وامجاده ، الى جانب اخرين لا يرون في الاسلام سوى «السلطة» بخلافاتها وصراعاتها ، وفيما لا يتوقف بعض المخلصين عن اعادة «التدين» الى مرجعياته ونصوصه ومقاصده ، وفق فهم حضاري يزاوج بين النص والعقل ، ويخترق حواجز ما تراكم من «تراث» كان له زمانه واجتهاده ، نجد - اليوم - ما يدعونا - حقا - الى الاشادة والاحتفاء بأي جهد يضع «التدين» على طاولة البحث والدراسة والحوار..
وحسنا فعل اخواننا في كلية الشريعة بجامعة اليرموك حين اثاروا هذا الموضوع ، وسمحوا لعلمائنا ان يكشفوا عن مواطن الزلل في ثقافة «التدين» التي نحتاجها اليوم اكثر من اي وقت مضى.. لكي نشهر «نموذجنا» الاسلامي الحقيقي ، القادر على حل مشكلاتنا ، كحدث قابل للتفاعل والاقناع.. لا مجرد كلام عابر للآذان ووسائل الاعلام./الدستور/
آخر مستجدات الحرب الإسرائيلية الإيرانية
درجات الحرارة تصل إلى 41 في هذه المناطق
جلسة شواء تُربك إسرائيل .. فيديو
إسرائيل تقصف طهران .. وإيران ترد بصواريخ فتاح .. آخر التطورات
«الملك ترامب» والديمقراطية الأمريكية
الماجستير لــ أحمد محمد إبراهيم الملكاوي
الملك قائد السلام في زمن الحروب
إلغاء وتعليق رحلات إلى الأردن والمنطقة .. تفاصيل
التربية تفصل سبعة موظفين لتغيبهم المتكرر .. أسماء
احتيال بصوتك: بنوك أردنية تحذر
المجالي إلى التقاعد والخصاونة أميناً عاماً للدستورية
رحيل أربعة من رجال الأمن العام
الليمون يسجل أعلى سعر في السوق المركزي الإثنين
شابة إسرائيلية تتعرى بالطريق احتجاجاً على الحرب .. فيديو
ارتفاع جديد بأسعار الذهب محلياً اليوم
سقوط بقايا صاروخ في أرض خالية ببيت رأس – إربد .. فيديو
هزات عنيفة في الأردن إثر قصف إيراني مكثف على تل أبيب .. فيديو
حدث خطير في تل ابيب وأنباء عن استهداف مبنى الموساد ومقتل قيادات .. فيديو
انخفاض أسعار الذهب في السوق المحلي الأردني
ارتفاع سعر الذهب عيار 21 محليا بمقدار 120 قرشا