خطف الأطفال في النرويج!!

mainThumb

30-12-2015 01:16 AM

قد يكون العنوان اعلاه صادمًا للبعض، لأن الصورة النمطية عند الجميع عن هذا البلد البارد والمسكون بالثلج،أنه يتربع على قمة أكثر بلدانِ العالم من حيث مستوياتِ الرفاهية والدخلِ المرتفع، وتوفر فرص العمل، وإحترام حقوق الإنسان، وبالفعل هذا كلام صحيح، وإن كان هناك بعض الإستئناءات. لكن قد لا يعلم الكثيرون من الذين يعيشون خارج النرويج ان هذا البلد المُشبع بالرفاهية، يعاني  فيه الجميع من أزمةِ  ثقة كبيرة خلقته احدى مؤسسات الدولة، وجعلت الكل على حد سواء في حالة قلق وترقب على مصيرهم ومصير أبنائهم.
 
 
الحديثُ هنا لا يدور عن مؤسسةٍ ترعى مليشياتٍ مسلحةً  تجوب شوارع المملكة وتهدد حياة الجميع وتختطف الاطفال. لكن ثمةَ مليشيات من نوع آخر مُشرْعَنةْ قانونيًا، تهدد حياةَ السِلم الروحي لجميع الأُسر في النرويج، فقد شغلت  في السنوات الأخيرة مؤسسة "حماية" الطفل  الرأي العام داخل البلد وخارجه، بقرارتها المجحفة بحق كثير من العوائل وبخاصة المهاجرة، التي تمثلت بإنتزاع الكثير من أطفالهم ونقلتهم الى عناوين مجهولة يصعبُ الوصولُ إليها.
 
 
دخلت هذه المؤسسة الى البيوت من نافذة حماية الاطفالِ" المُعنفين" والحرص على أن يعشوا في جوٍ عائلي هاديء ومريح، وبعيد عن العنف، ولذلك فهي تقف على أدق التفاصيل في حياة الطفل داخل اسرته، وبصلاحياتٍ مطلقة،  وتنطلق ايضًا من خطة في ظاهرها إعطاء صورة نقية لمجتمع طفولي خالٍ من العنف الأُسري، ، لكن باطن الأمر مقلق حد الهلع، فمؤخراً  أصبح انتزاع الأطفال من أهاليهم لأسباب تافه وغير مقنعة، أشبه بظاهرة تؤرق الجميع.  فهذا الأرق له مبرراته، لدى العائلات المهاجرة المسلمة، فالأطفال الذين أخذوا من عائلاتهم، تم ايداعهم عند عائلاتٍ نرويجية مجهولة العناوين بالنسبة لذويهم، وتُقدم لهم الحكومة دعمًا ماديًا،أي لعائلاتهم الجديدة، للتكفل برعايتهم، ويسمح لوالديهم بلقائهم مرتين او ثلاثة في السنة، في محاولة خبيثة وممنهجة لسلخ الأطفال تدريجيًا عن أهلم ،ودينهم وقوميتهم وهوياتهم الحقيقة. وقد اتفق مع القول، أن بعض العائلات قد يكون لديها اخفاقٌ في احدى الجوانب المتعلقةِ بتربيةِ أطفالهم، لكن هذا لا يعطي اي مبرر لانتزاع فلذات أكبادهم،  وحرمانهم منهم للأبد وتسليمهم للمجهول فلا يعقل ان طفلاً لما يتجاوز سنته الأولى  يؤخذ من عائلته بحجة تعرضه للعنف، أو أن بيئته العائلية غير مؤهلة لتربيته!!..ففي دول اوروبية اخرى يتم معالجة الحالات التي قد يتعرض فيها الأطفال للعنف او الإهمال، بعمل زياراتٍ يقوم بها اخصائيون اجتماعيون لتقديم النصح والأرشاد للوادين، ومثال على ذلك بريطانيا.
 
 
لقد فشلت حتى الآن كل الجهود القانونية التي  بذلتها العائلات التي فقدت أبناءها، لإستعادتهم، والاجتجاجات التي  نُظمت على مستوى العواصم الأوروبية، وداخل النرويج لم تلقَ اذانًأ صاغية من قبل الحكومة والبرلمان ومؤسسة "حماية" الطفل، بل ظلت المؤسسة ماضية بهذا المشروع غير الإنساني، ضاربةً بعرضِ الحائط لوعات الأهالي وحاجتهم لأطفالهم.
 
  
إن انتزاع الأطفال من عائلاتهم في النرويج،هي عملية اغتيال اجتماعي منظمة وفي غاية الوحشية، تستدعي من منظمات حقوق الانسان متابعتها والوقوف عليها ومعرفة خفاياها وايقافها، فإختطاف خمسين الف طفلٍ وتغييبهم بشكل قسري لا يقل عن تغييبهم بالقتل.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد