أنت نعم الرجل لو أنك !! - عبد الحميد المحيمد

mainThumb

26-01-2016 07:50 PM

كثير من الناس يمتلك من الصفات الحميدة ما يجعله أهلاً للثناء بين أهل الدنيا واستحقاق الثواب عند الله تعالى.
 
فيكون "نعم الرجل " بأخلاقه وعبادته وتعامله مع الآخرين.
 
وربما لا يمكن للإنسان بلوغ مرتبة الكمال ولكنه يستطيع تحصيل ما دون ذلك من مراتب الفضيلة. 
 
ولا يبلغ الإنسان تلك المراتب إلا بالنظر في أعماله وأخلاقه وإصلاح أخطائه والانشغال بعيوبه.
 
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينبه الصحابة إلى أهمية استكمال مراتب الصلاح والتقوى.
 
ففي ذات يوم أثنى على عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقال : «نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ». قَالَ سَالِمٌ فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بَعْدَ ذَلِكَ لاَ يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلاَّ قَلِيلاً . [متفق عليه].
 
وهذا أسلوب نبوي رائع في النصح والتربية حيث ذكّر صلى الله عليه وسلم ابنَ عمر بما يمنحه لقب :" نعم الرجل"، وذلك بأن يقوم الليل.
 
وفي موقف آخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صحابي يدعى خُريم الأسدي : " نِعْمَ الرَّجُلُ خُرَيْمٌ الْأَسَدِيُّ لَوْلَا طُولُ جُمَّتِهِ ، وَإِسْبَالُ إِزَارِهِ " . فَبَلَغَ ذَلِكَ خُرَيْمًا ، فَجَعَلَ يَأْخُذُ شَفْرَةً ، فَيَقْطَعُ بِهَا شَعَرَهُ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ ، وَرَفَعَ إِزَارَهُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ .[سنن أبي داود]
 
فهذا الصحابي كان يطيل شعره ويُسبل إزاره ،وهذا مدعاة للخيلاء،  لذلك نصحه النبي صلى الله عليه وسلم بأسلوب رائع : نعم الرجل ... (لولا )!
 
فهناك ما يحول بينه وبين رُقيِ مراتب الفضيلة والصلاح.
 
فما كان من هذا الصحابي إلا قص شعره وقصّر ثوبه،كي يبلغ تلك المراتب.
 
وأنت أخي القارئ : نعم الرجل لو أنك !
 
تحفظ لسانك عن أعراض المسلمين ،وتغض طرفك عن عوراتهم .
 
أنت نعم الرجل لو كنت من أهل الصفوف الأولى في المسجد.
 
وأنت نعم الرجل لو كنت تضبط نفسك عند الغضب .
 
وأنتِ أختاه نعم المرأة لو أنك أخفيت زينتك عن الأجانب من الرجال.
 
وأنت نعم المرأة لو أنك ابتعدت عن الاختلاط ومواضع الريبة.
 
وإنه لنعم المجتمع ! ذاك الذي ينتشر فيه العدل والصدق وتُحفظ فيه الأمانة ويغيب عنه الظلم والعداوات.
 
وأختم هذه الكلمات بقصة الصديق أبي بكر رضي الله عنه عندما علم بمشاركة مسطح - ابن خالته- في حادثة الإفك، فأقسم أبو بكر رضي الله عنه أن لا ينفق على مسطح .
 
فأنزل الله سبحانه :((وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)) [النور:٢٢]
 
قال أبو بكر رضي الله عنه : بلى والله إنَّا نحب -ياربنا - أن تغفر لنا . 
 
فعاد بالنفقة على قريبه.
 
فكلُّ واحد منا يمكنه أن يكون "نعم الرجل" باستكمال درجات الفضيلة والصلاح ونبذ صفات السوء .
 
 
@abd_h_as


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد