مقترحات اسرائيلية خبيثة للتعامل مع غزة ‏‎

mainThumb

29-02-2016 11:24 AM

منذ فترة والكثير من التقارير الاعلامية  الاسرائيلية المكتوبة والمرئية تحرض على غزة,  ‏وتتناول تلك التقارير قدرات المقاومة بلغة تحريضية مخيفة, ولعل تلك التقارير تدلل على مدي ‏التخبط الاسرائيلي الرهيب في التعامل مع غزة , فمرة تدفع بأعلامها ليحرض كثيرا على ‏الانفاق ,حتى باتت العديد من تصريحات  الإسرائيليين  اليومية التي يطلقها قيادات من ‏المستويين السياسي والعسكري الإسرائيلي مكررة وموتوره , مجمل التقارير توضح انه اصبح ‏امام المستوي السياسي مقترحين خبيثين  للتعامل مع غزة ,الاول ينصح الحكومة الاسرائيلية ‏بضرورة اتخاذ قرار بتوجيه ضربة استباقية لحماس في غزة دون الانتظار ان تأتي حماس ‏للمستوطنات المحيطة بغلاف غزة حسب تعبيرهم , وعلي هذا الصعيد تحاول بعض اطراف ‏يمينة ويسارية اسرائيلية استفزاز نتنياهو  للقيام بذلك  من خلال وصفه  بالضعيف والمتوجس ‏والخائف من الحرب القادمة وبالتالي ليس لديه خطط عسكرية لحل قضية الانفاق الهجومية ‏التي تهدد مواطني اسرائيل حسب زعمهم .‏

 

‏ الاقتراح الثاني يأتي من أطراف اخري من الناصحين الإسرائيليين  يقدم لنتنياهو نصائح  ‏هامة بضرورة حل مشكلة غزة سياسيا عبر تقديم تسهيلات وايجاد افاق حياة للسلطة المتنفذة ‏فيها لتحقيق عدة اهداف بالجملة اهمها تهدئة طويلة الامد وادامة الفصل السياسي والجغرافي ‏بين غزة والضفة والقدس لإخراج غزة نهائيا من دائرة الصراع وبالتالي  خلق مشكلة سياسية ‏وعقبة كبيرة ومعقدة  في طريق اي حلول سياسية لإنهاء الصراع الطويل على اساس حل ‏الدولتين , المستوي العسكري هو صاحب هذه النصائح التي تفضي لإقامة ميناء عائم لغزة ‏على بعد اربعة كيلومترات وبمراقبة دولية واسرائيلية دقيقة قد تفتح مستويات امل امام ‏الفلسطينيين في غزة وتجنب الخوض في حرب جديدة , عضو الكنيست عن حزب هناك ‏مستقبل (عوفر شيلح) ، أبدى مجددا دعمه لإقامة ميناء بحري في قطاع غزة مع ضرورة ‏ضبط إسرائيل سيطرتها عليه منعا لأي تداعيات أمنية خطيرة، ولاعتبار ذلك جزءا من عملية ‏تطبيع العلاقات مع تركيا يحقق لتركيا ولإسرائيل سيطرة كاملة على غزة التي لا يستطيع احد ‏السيطرة عليها حتى الان. ‏‎                            ‎‏     ‏‎ 

 

بالرغم من تلك التصريحات والنصائح الكبيرة الا ان هناك اصوات تحذر نتنياهو من مثل هذا ‏العمل, المتطرف ( افي ديختر)  رئيس جهاز الشاباك السابق قدم مؤخرا نصيحة لنتنياهو بعدم ‏بحث و تحقيق بناء ميناء ومطار للفلسطينيين في غزة بالمطلق  وذكرت تقارير عبرية عن ‏ديختر قوله "إن مثل هذه الخطوة ستعيدنا مرة أخرى إلى أخطاء اتفاق أوسلو"، مشيرا إلى أن ‏إسرائيل تدفع في الوقت الحالي ثمن أخطاء الاتفاق مع السلطة الفلسطينية, من  خلال تلك ‏التقارير والاطراف المختلفة التي تنهال نصائحها على المستوي السياسي مازال نتنياهو ‏ويعلون غير مقتنعين لفكرة الميناء بالكامل تحت أي شروط قد تقبل بها تركيا التي تتحدث ‏نيابة عن حماس في هذا الموضوع والذي بات يؤخر الاتفاق الاسرائيلي التركي لاستعادة ‏العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين , وبين هذا وذاك يبدو ان اسرائيل ليس لديها قرار فيما ‏يتعلق بحل مشكلة غزة وتعرف ان بقاء الحال على ما هو علية قد ينذر بانفجار قريب يعيد ‏الطرفين الى مربع الحرب من جديد‎            . ‎

هناك اطراف في المعارضة غاضبة  من حكومة نتنياهو  وتوظف مسألة التحريض على غزة ‏في الاعلام الاسرائيلي لصالحها لتظهر انها اقوي من نتنياهو الضعيف , زعيم المعسكر ‏الصهيوني، (يتسحاك هرتسوغ)، قال إن على إسرائيل عدم التردد وإعطاء الأوامر للجيش ‏بتدمير الأنفاق وإنهاء هذا التهديد ,   (تسفيكا فوجل) ضابط اسرائيلي كبير دعا القيادة ‏الإسرائيلية  للتخلص من حكم حماس بقطاع غزة مرة وإلى الأبد وقال "فوجل" إن القيادة ‏الحالية تكتفي بما وصفها بـ"الجعجعة وقلة الحيلة"، وتبني استراتيجيتها أمام حماس على رد ‏الفعل وحسن نوايا الطرف الآخر، (عاموس يدلين)  رئيس معهد بحوث الامن القومي ‏الاسرائيلي  كتب في يدعوت احرنوت الاسبوع الماضي  "ان الشكل الذي خرجت فيه اسرائيل ‏من الحرب الاخيرة – في “تعادل استراتيجي غير متماثل” – لم يضمن أي تغيير في الوضع، ‏والشكل الذي دارت فيه المعركة لم يسعى الى تغيير الواقع.‏‎                          

زيادة الانتقادات لنتنياهو في المقابل قد تجبر نتنياهو للإسراع في تجهير خطة اسرائيلية امنية ‏تبني على اساس اتفاق ما مع تركيا ان راي ذلك في صالح اسرائيل وحل مشكلة غزة بما ‏يضمن لإسرائيل مزيدا من الاستقرار السياسي والأمني وفي نفس الوقت تخفيف الانتقاد ‏والضغط على حلفائها بالعالم ,وهذا ما دفع جهات دولية  ان تضغط ايضا على نتنياهو لاتخاذ ‏خطوات انتقالية في قطاع غزة بعيدا عن سيطرة السلطة الفلسطينية, هنا  يبدو ان نتنياهو يميل ‏كثيرا الى   رغبته بتنفيذ سيناريو الحل مع غزة لكسب تركيا واستبعاد السلطة الفلسطينية التي ‏تسعي لحل الدولتين  وبالتالي تجزئ الصراع واختزال حله في قضية التسهيلات للضفة ورفع ‏الحصار عن غزة بميناء اشبه بكرم ابو سالم بحري . قد ينفذ هذا السيناريو تحت نوع من ‏الضغط والابتزاز للفلسطينيين بالتهديد بالحرب وشن عملية عسكرية محدودة يهدف منها جلب ‏الفلسطينيين الى هدنة طويلة الامد بتنسيق تركي وتدخل دولي اوسع والقضاء على مسالة ‏الانفاق التي يعتقد انها ستبقي المهدد الرئيس لبقاء اليمين الاسرائيلي على سدة الحكم  . ‏

Dr.hani_analysisi@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد