موقف مدان ومستهجن من التشيك

mainThumb

04-01-2009 12:00 AM

تفاجأ الجميع ببيان رئاسة الاتحاد الاوروبي الذي وصف الهجوم البري الاسرائيلي بانه " حق لاسرائيل غير قابل للنقاش في الدفاع عن نفسها" . هذا البيان الفج الذي ينحاز انحيازاً مذموماً للعدوان والمجزرة وحرب الابادة ضد غزة صدر عن دولة التشيك التي ترأس هذا العام الاتحاد الاوروبي.

كلنا نذكر الوصف الذي اطلقه وزير الدفاع الامريكي السابق رامسفيلد عشية غزو العراق على الدول الاوروبية التي انفصلت عن معسكر حلف وارسو السابق وانضمت الى الاتحاد الاوروبي. في ذلك الوقت, كانت المانيا وفرنسا تعارضان بشدة غزو واحتلال العراق بينما وقف الى جانب امريكا وبريطانيا »دول وارسو« السابقة مما حدا برامسفيلد الى وصفهم بـ "اوروبا الجديدة " نكاية بفرنسا والمانيا.

بيان الرئاسة التشيكية المرفوض والمستهجن بتأييده حرباً همجية على شعب اعزل يؤكد بان براغ لم تتعلم شيئاً من درس تأييد الحروب الامريكية الوحشية والفاشلة, حتى بعد ان اطاح الشعب الامريكي ببوش وحزبه الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الاخيرة.

هذا الموقف التشيكي, يتطلب توضيحاً من الاتحاد الاوروبي ويتطلب ايضاً ادانة من العواصم العربية التي ينتظر ان يزورها وزير خارجية التشيك ضمن وفد الاتحاد الاوروبي الذي سيبدأ اليوم جولة في المنطقة واسرائيل.

ولان الدم لا يصبح ماء على حد قول ياسر عبدربه, حبذا لو ان السلطة الفلسطينية تعلن رفضها استقبال الوزير التشيكي بسبب تصريحات بلاده التي باركت حرب الابادة الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة. مثل هذا الموقف ان صدر هو اضعف الايمان في الرد على حزب الحروب والخراب والدمار الذي تفتخر التشيك بانتمائها اليه وحيث تريد ان تقود رئاسة الاتحاد الاوروبي الى موقع المواجهة والعداء للشعب الفلسطيني والأمة العربية.

ومثل هذه الخطوة لو صدرت عن السلطة في رام الله ستساهم في جسر الهوة بين حماس والسلطة, وستكون مؤشراً على وجود ارادة فلسطينية عند القادة في رام الله بمواجهة العدوان الاسرائيلي بكل حزم خاصة في الجانب السياسي, وليس من الحكمة بشيء السكوت على الموقف التشيكي المخزي.

ومن باب احترام مشاعر الجماهير العربية التي تخرج يومياً منددة بالعدوان الاسرائيلي, ان يصدر ايضاً عن العواصم العربية التي سيزورها وفد الاتحاد الاوروبي بيانات استنكار للتصريحات التشيكية, بيانات ادانة لهذا الموقف المستهتر بالدم الفلسطيني المسفوح في القطاع على يد آلة الحرب الصهيونية.

في احدى السنوات زرت متحفاً قرب عاصمة التشيك براغ بني في العراء فوق ركام قرية تشيكية صغيرة دمرها النازيون في الحرب العالمية الثانية. وقتلوا جميع سكانها لان ثلاثة من رجال المقاومة اغتالوا القائد العسكري الالماني في براغ.

لقد اقام التشيك موقعاً تذكارياً للعملية ولضحايا الاحتلال النازي, ولم يصفوا رجال المقاومة بانهم ارهابيون بل خلدوهم كأبطال. اسوق هذه القصة لتذكير الوزير التشيكي بان عليه ان يحترم مقاومة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ عام 67 ضد الاحتلال الصهيوني, وان يعتذر عن مساندته للدبابات والطائرات والبوارج الاسرائيلية وهي تقتل وتحاصر شعباً اعزل لم تعرف اجياله منذ عام 48 غير العيش اما تحت حروب اسرائيل او في ظل احتلالها او كلاجئين طردتهم من وطنهم.
العرب اليوم


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد