لماذا لا ضرورة لـ (القمة) الآن ؟!؟

mainThumb

05-01-2009 12:00 AM

لنفترض جدلاً ان الملوك والرؤساء العرب استجابوا لدعوات الذين دعوهم لقمة عاجلة وعقدوا هذه القمة بغض النظر عن المكان مع ان له دلالات كثيرة .. فماذا من الممكن يا ترى ان يفعلوا في ضوء انقسام الواقع العربي الرسمي الى قسمين قسم يطالب الآخرين بإغلاق أبواب عملية السلام وسحب المبادرة العربية وبشن الحرب على العدو الصهيوني الآثم وهو يكتفي بالفرجة والهتاف وإطلاق الشعارات المدوية والقسم الآخر يعرف واقع الحال ويسعى لوضع حدٍّ لهذا العدوان وبالسرعة الممكنة والضغط على الأطراف الدولية من أجل هذه الغاية .

ولذلك فإن المؤكد لو ان هذه القمة التي يريدها البعض لإحراج مصر ومعها الدول التي تصنف على أنها معتدلة ، انعقدت لتحولت الى مسرحٍ للمزايدات والمناكفات ولإنفضت بدون الإتفاق حتى على ما ذهب به وزراء الخارجية الى نيويورك ولإرتد كل هذا على غزة وعلى أهل غزة وعلى الشعب الفلسطيني كله إحباطاً ويأساً ومزيداً من فقدات الثقة بالأمة العربية .

هناك غاية معينة نخشى ان تكون وراء الإصرار على عقد القمة العربية في ظل هذا الإنقسام العربي والتمزق الفلسطيني التي قد تزيد الإنقسام العربي إنقساماً وسيزيد التمزق الفلسطيني تمزقاً وستكون النتيجة مهاترات وحملات تخوين وكل ذلك بينما يتواصل الذبح في غزة وتتواصل لعبة الأمم في نيويورك والعرب منشغلون بحروبهم الكلامية الداخلية وعلى غرار ما حصل في معركة بلاط الشهداء التي غيرت مسار الأحداث وجعلت حركة التاريخ تسير في إتجاهات غير الإتجاهات المفترضة السابقة.

ثم وإنه لم يكن أمام هذه القمة لو أنها انعقدت في ظل هذا الإنقسام الشديد سوى خيارين لا ثالث لهما هما : إما تبني المشروع الفلسطيني الرافض لـ أوسلو وما بعدها والرافض حتى لقرار مجلس الأمن الدولي الأخير وهذا سيضع العالم كله في مواجهة الفلسطينيين وسيجعله أكثر تفهماً للحجج والأكاذيب الإسرائيلية وإما تبني مشروع منظمة التحرير والسلطة الوطنية وهذا سيزيد الإنقسامات العربية والفلسطينية إنقساماً وسيشغل الجميع بمعارك جانبية بينما غزة وأهل غزة بحاجة الى وحدة الموقف العربي والفلسطيني ولو لدقيقة واحدة .

إن المطلوب الآن ، بدل الدعوة في ظل هذا الإنقسام لقمة إن هي عقدت فإنها ستجعل العرب مضْحكة لكل أمم الأرض ، هو إستكمال الحد الأدنى الذي تم الإتفاق عليه في إجتماع وزراء الخارجية الأخير وهو وقف العمليات العسكرية ووضح حدٍّ للعدوان والتحرك في ضوء هذا لرفع الحصار عن غزة ولوقف الإعتداءات والتحرشات اليومية في الضفة الغربية وإستقدام قوات دولية لضمان ألاّ?Z يتكرر ما يجري الآن ولتحقيق هدف الدولة الفلسطينية المستقلة .

إنه لا ضرورة لعقد هذه القمة التي يجري الحديث عنها مادام ان هناك كل هذا الإنقسام العربي والفلسطيني ومادام ان إنعقادها في ظل هذا الواقع البائس والمزري سيزيد الأمور المتردية تردياً وسيزيد الأمور البائسة بؤساً .. ولذلك فإن الأفضل هو الإكتفاء الآن بالحد الأدنى وضمان تنفيذ قرارات وزراء الخارجية في إجتماعهم الأخير وترك قضية القمة العربية لتصبح هناك أجواء أفضل من هذه الأجواء وظروف أقل تمزقاً وإستقطاباً من هذه الظروف .الرأي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد