الأهداف الاقتصادية/أحلام ووقائع

mainThumb

02-01-2009 12:00 AM

ستون مليار دولار قيمة احتياطي اليورانيوم في المملكة بانتظار من يستخرجه ويسوّقه. عدة تريليونات من الدولارات قيمة البوتاس والمعادن والأملاح الأخرى الموجودة في مياه البحر الميت بانتظار من يحصدها ويصنّعها ويصدّرها. مليارات من براميل البترول كامنة في ثنايا الصخر الزيتي في جنوب المملكة بانتظار من يعصرها أو يقطرها. مياه الأمطار التي تسقط على الأردن سنوياً تغطي حاجة المملكة لمياه الري والشرب والصناعة مئات المرات لو أمكن جمعها وتخزينها. أما الطاقة الشمسية التي تسقط على المملكة في دقيقة واحدة فتعادل جميع أشكال الطاقة التي يستهلكها الأردن في سنة كاملة.

كل هذه الموارد والثروات موجودة فعلاً، ولكنا عاجزون عن الوصول إليها والسيطرة عليها، فنحن نحتاج سنوات عديدة قبل أن نعرف ما إذا كان يمكن البدء باستخراج اليورانيوم تجارياً. وبالمعدل الراهن نحتاج إلى خمسة آلاف سنة لاستخراج ثروات البحر الميت من البوتاس وحده. وقصة الصخر الزيتي مثل قصة إبريق الزيت، لها بداية وليس لها نهاية، وستقول لنا شركة شل، بعد 12 عاماً، ما إذا كان استخراج البترول منه ممكناً فنياً ومجدياً اقتصادياً. أما مياه الأمطار فيتبخر 5ر99 بالمائة منها ليذهب هباء. وأما أشعة الشمس لسنة كاملة فلا تسهم بأكثر من واحد بالمائة من الطاقة المستهلكة في الأردن.

كلها ثروات حقيقية مع وقف التنفيذ. وهي تصلح للشعارات والتقارير والمقالات، ولكنها ليست متاحة، ولا يعتمد عليها، ومستقبلها مجهول وقبض الريح.

من حق أي إنسان أن يحلم، ولكن عليه بعد ذلك أن يصحو من النوم ليواجه الواقع الراهن بالوسائل المتاحة: كيف نحافظ على نسبة نمو مرتفعة لرفع حصة الفرد من الدخل إلى المستويات السائدة في البلدان المتقدمة، ونسد العجز في الموازنة العامة، ونتخلص من المديونية الخارجية والداخلية، ونولد فرص عمل لتخفيض مستوى البطالة والفقر، ونعدل الموازين المالية والاقتصادية العاجزة وفي المقدمة الحساب الجاري لميزان المدفوعات، وأخيراً وليس آخراً، كيف نصل إلى مرحلة الاعتماد الذاتي على الذات ونحقق استقلالنا المالي والاقتصادي، وكيف نحافظ على أمننا الداخلي والخارجي ليظل الأردن نقطة جاذبة للاستثمارات المباشرة وغير المباشرة.

كل هذه قضايا واحتمالات مفتوحة للاجتهاد.
" الراي "


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد