أوروبا المذعورة .. والعاجزة؟ - راجح الخوري

mainThumb

25-03-2016 03:21 PM

تفيد التحقيقات التي أجرتها السلطات الفرنسية بعد سلسلة التفجيرات الارهابية التي ضربت باريس قبل اربعة أشهر، ان عبد الحميد أباعود الذي شارك في هذه الهجمات، سبق له ان أقر لعدد من أقاربه انه دخل فرنسا من دون وثائق رسمية، مع ٩٠ رجلاً آخر من رفاقه الارهابيين وهم سوريون وعراقيون وفرنسيون والمان وبريطانيون، وهو ما يدفع المسؤولين الى توقع اعتداءآت عنقودية اسوأ بكثير قد تكون تفجيرات بروكسيل واحدة منها.


ما قاله أبا عود ليس جديداً فقد أكدت أنباء أمنية في أكثر من عاصمة أوروبية ان المئآت من الشبان الذين التحقوا بداعش، بدأوا العودة الى بلادهم الأوروبية بعد ارتفاع الضغوط العسكرية على التنظيم، وهو ما يرفع منسوب الخطر الى مستويات غير مسبوقة، قد تتضاعف وتزداد اذا استمر التعامي الغربي عن توسّع داعش في ليبيا التي تقف عند البوابة الجنوبية للقارة الأوروبية.


بعد ساعات من تفجيرات بروكسيل ارتفعت أصوات تنتقد أداء الشرطة البلجيكية، على خلفية ان حي مولنبيك في ضاحية بروكسيل، الذي أعتقل فيه صلاح عبد السلام المطلوب الأول بعد تفجيرات باريس، والذي خرج منه الذين نفذوا تفجيرات العاصمة البلجيكية، كان دائماً ومنذ زمن بعيد الملاذ الذي يؤوي جماعات الارهاب والتطرف.


في هذا السياق نشرت صحيفة " الغارديان" البريطانية أول من أمس تحقيقاً كشف ان السلطات البلجيكية سبق لها ان عثرت قبل عشرين عاماً في هذا الحي، على وثائق تؤيد اسامة بن لادن و"القاعدة"، وان الارهابيّين اللذين نفذا عملية اغتيال المعارض القوي لحركة طالبان أحمد شاه مسعود في ٩ ايلول ٢٠٠١ كانا قد خرجا من حي مولنبيك.


الصحيفة عددت مجموعة من العمليات الارهابية التي قام بها شبان من جيل المهاجرين الثاني الذين تلقوا في مولنبيك ثقافة العنف والكراهية، لكن كل هذا لا ينفع الآن وخصوصاً عندما يقول مسؤول أمني فرنسي: "أخشى أننا سنحصل جميعاً على حصتنا من الاعتداءات"، ولكأن ما حصلت عليه فرنسا لا يكفي!


المثير أكثر ان هذا المسؤول يرسم صورة مروعة تماماً : "ما يثير قلقنا ان لديهم انتحاريين يتحركون على الفور، ولا يمكن أحداً التصدي لذلك، الدوريات غير كافية، وستكون ضربة حظ ان نشاهد رجلاً يحمل حقيبة ويثير الشبهات فنفتشه ونكتشف المخطط، ولكن في مطار ساعة الذروة سيصبح الأمر مستحيلاً، وحتى اذا قررنا تفتيش الأمتعة عند مدخل المطار ستتشكل طوابير انتظار طويلة وستكون هدفاً مثالياً للارهاب وستكون الاضرار أكبر"!


بيان وزارة الخارجية الأميركية الذي توقع ان تستمر مخاطر التفجيرات في أوروبا حتى نهاية مباريات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم ابتداء من منتصف حزيران، يضع القارة في قبضة الترويع الداعشي المتصاعد!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد