امانة عمان .. اللامركزية مطلوبة

mainThumb

23-12-2008 12:00 AM

اعادة (الهيكلة) او التنظيم الاداري داخل امانة عمان مسألة مطلوبة وضرورية, وهي ما تقوم بها الامانة في الوقت الحاضر. الموارد البشرية العاملة متوفرة وقد تكون فائضة عن الحاجة. احد الاصدقاء ذكر بان عدد موظفي بلدية شيكاغو لا يتجاوز الالف بينما يصل العدد في امانة عمان اكثر من 10 الاف, وبالطبع لا ادعو الى الاستغناء عن موظفين, فالحاجة الى القوى البشرية في مدينة جديدة مثل عمان, تنمو (بشريا وعمرانيا) بسرعة كبيرة, هي اكثر منها في شيكاغو حيث التطور المديني عمره مئات السنين وقد ترافق بتطور ووعي اجتماعي وثقافي وقانوني نشأ طبيعيا وتدريجيا.

لقد مرت عدة عقود زمنية على تجربة (امانة عمان) التي قامت على مركزية في الادارة والتخطيط والخدمات. والنجاحات التي حققتها الامانة قياسا بالبلديات الكبرى الاخرى في المملكة هي شهادة جيدة لصالح المركزية وحتى لصالح وجود امين للعاصمة بالتعيين لا بالانتخاب.

وقد مرّ من الوقت ما يكفي للوقوف على التجربة وما يشوبها من نواقص وسلبيات, تجعل الاصلاح ضروريا ومطلوبا. وبصفتي مواطنا في عمان اسجل بعض الملاحظات التالية:

1- رغم وجود هذا العدد الكبير من الموظفين والعاملين في الامانة فان الشعور لغيابهم عن الاحياء والمناطق يؤكده احساس المواطنين بوجود اهمال تجاه منطقة ما مقارنة بما يجري من اهتمام بمناطق اخرى, ان كان من ناحية النظافة او معالجة الحفر والمطبات او بازالة الانقاض من الشوارع, ومعظم الوقت تجد هناك حفرا (معمّرة) اصلاحها لا يحتاج الى موازنات, لكنها بالتأكيد غائبة عن اهتمام (مكاتب المناطق) او المراقبين المتجولين.

2- عند مراجعة المواطن لمكاتب المناطق حول قضايا خدمية عادية, مثل, تركيب لمبة معطلة في الشارع منذ عدة اشهر, او وضع اشارات ارشادية واقامة مطبات في مناطق مرورية خطرة يُواج?Zه المواطن بان هذه من مسؤولية المركز الرئـيسي للامانة في رأس العين, واذا كان الامر كذلك فإن المركزية الشديدة هي بيت الداء وسبب قصور الاداء الوظيفي للامانة.

3- ما تقدم من ملاحظات مع وجود غيرها بما لا تتسعها مقالة واحدة, هناك ما يدعوني الى القناعة باهمية تحويل المناطق الى (بلديات) فعلية في اطار الامانة لا مجرد بقائها مكاتب ادارية تابعة للمركز. إذ لا يكفي ان يكون مدير المنطقة (مهندسا) وانما يفترض به ايضا ان يمارس مهمة (رئـيس البلدية) في منطقته, وبالطبع, مع التزامه بالتخطيط والقرار المركزي في قضايا التنظيم ذات الطابع الشمولي.

من دون وجود رئـيس بلدية في المناطق قادر على حل المشاكل واصلاح الخلل بسلطات كافية, وتلبية المطالب الخدمية البسيطة الضرورية للمواطن, فان بناء علاقة وجسور بين المواطنين, بوصفهم سكانا, وبين الامانة سيظل مفقودا بما يكرس حالة من القطيعة وعدم التفاعل بين الامانة وبين المجتمع الع?Zمّاني.

الحديث يطول في هذا الموضوع, لكن ما ادعو اليه, في ظل الملف المفتوح من قبل الامين ومجلس الامانة لاعادة الهيكلة وتفعيل الادارة, هو ان يتم اعطاء المناطق سلطات لا مركزية كافية, بما يجعل مدير المنطقة, في وعي الجمهور, رئـيس بلدية منطقتهم يستطيعون التواصل معه دائما, وان يكون حاضرا بينهم باستمرار بما يتناسب ووظيفة العمدة.0العرب اليوم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد