المؤامرة الاسرائيلية .. خطر يتجاوز حدود القلق

mainThumb

07-01-2009 12:00 AM

تصريحات الملك تستدعي توضيحات رسمية حول تفاصيل الاجندة الاسرائيلية والتحرك الاردني لمواجهتها

بلغ القلق الاردني من مخططات اسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية ذروته باعلان جلالة الملك ان هناك مؤامرة تستهدف الشعب الفلسطيني ومستقبله وحقه في اقامة الدولة المستقلة.

طوال الاشهر الماضية كانت وسائل الاعلام تتداول معلومات وتحليلات عن سيناريوهات اسرائيلية لحل القضية الفلسطينية وفق خطة تقوم على الحاق قطاع غزة بمصر وسكان الضفة الغربية بالاردن, وشرعت مراكز دراسات اسرائيلية وامريكية في وضع تصورات لتطبيق هذه الخطة ومناقشة مزاياها والعقبات التي تعترض طريقها. لم يكن المطبخ السياسي الاردني بعيدا عن هذه المناقشات, فقد استحوذت على اهتمامه باستمرار, لا بل ان المخاوف من هذا الحل هي التي تحرك الدبلوماسية الاردنية وتدفعها لبذل اقصى جهد ممكن لابقاء فكرة حل الدولتين حية لان البديل سيكون في كل الحالات على حساب المصالح الاردنية.

وبصرف النظر عن رأينا في السياسة التي انتهجها الاردن لانجاز حل الدولتين واحباط المخططات الاسرائيلية فان ما صرح به الملك لقناة الجزيرة امس الاول يتجاوز حدود المخاوف والقلق ويصل الى مستوى الاقرار بوجود »اجندة اسرائيلية« وخطة للتحرك السريع على المستويين العربي والدولي لوقفها.

نحن اذا امام اخطار جدية ووشيكة تستدعي من الحكومة والجهات المسؤولة في الدولة اتخاذ خطوات عاجلة في مواجهتها.

كخطوة اولى يتعين على المسؤولين تقديم مزيد من التوضيحات لتصريحات الملك بشأن طبيعة الاجندة الاسرائيلية, فالمؤكد ان جلالته لم يعتمد فيما قاله للجزيرة على تقارير صحافية او دراسات لمراكز ابحاث وانما على حقائق ومعلومات موثقة توفرها مؤسسات الدولة لجلالته.

ما كنا نعرفه ان مراكز صنع القرار في الاردن باتت على قناعة ومنذ عدة اشهر ان اسرائيل صرفت النظر عن حل الدولتين وتسعى لفرض حقائق جديدة على الارض تقوم على تكريس الانفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة تمهيدا لخطة الالحاق بمصر والاردن.

ويأتي العدوان الاسرائيلي على غزة كخطوة لتنفيذ هذا السيناريو حيث تسعى اسرائيل الى تصفية حركة المقاومة »حماس« في القطاع ينشأ بعدها فراغ يفرض على مصر التدخل لادارة غزة لتتفرغ اسرائيل بعد ذلك الى تطبيق المرحلة الثانية من الخطة في الضفة الغربية في عهد الرئيس الامريكي الجديد باراك اوباما.

ما الذي يمكن ان نفعله لاحباط المخططات الاسرائيلية?

الملك اشار الى خطة تحرك عربي وغربي ننتظر تفاصيلها في الايام المقبلة, لكن هناك حاجة لخطة داخلية ايضا ولدور فاعل للقوى الاجتماعية والسياسية الاردنية على كل المستويات في معركة الدفاع عن الاردن وعن حقوق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة.

ان المحافظة على تماسك الجبهة الداخلية يشكل العنصر الحاسم في المواجهة مع المشروع الصهيوني, ولتحقيق هذه الغاية يتعين التفكير بخطوات سياسية على اكثر من صعيد في مقدمتها الاصلاح السياسي وتعزيز دور الدولة ومؤسساتها والتمسك بسياسة تنويع الخيارات الاقليمية وعدم التردد في خوض مواجهة مع اي طرف يتواطأ مع المخطط الاسرائيلي.

أما على المستوى العربي فعلى الاردن ان يحسم موقفه من مسألة القمة العربية ويعلن موافقته على عقدها لأن القضية بحاجة الى دعم عربي في هذه المعركة المصيرية.0العرب اليوم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد