كلام صريح حول المعاهدة

mainThumb

12-01-2009 12:00 AM

الأردن ومصر لم يوقعا معاهدة سـلام مع إسرائيل بالأمس لكي يلغياها اليوم، فإلغاء معاهدة سلام من جانب واحد ليس مسألة إعلامية أو قضية إبداء رأي، بل إعلان حرب، وإعطاء إسرائيل ذريعة لتفعل في سيناء وفي الأردن ما تفعله في غزة.

لماذا يطالب البعض بإلغاء المعاهدة التي يسعى السوريون واللبنانيون والفلسطينيون للحصول على مثلها، مع الاستعداد لدفع ثمن سياسي وأمني أعلى بكثير مما دفع الأردن؟ وما هي الإجراءات التي كان الأردن سيتخذها في هذه الظروف وتمنعه المعاهدة من اتخاذها.

فيما يتعلق بالإعلام وإبداء الرأي قام الأردن بدور رسمي وشعبي غير مسبوق ولا مثيل له في أي بلد عربي آخر، ولا عجب فنحن الأقرب للشعب الفلسطيني جغرافياً واجتماعياً ووطنياً، وزاد على ذلك القيام بالواجب الإنساني باعتبار ذلك الحد الأقصى الممكن الذهاب إليه، بالرغم من شح الموارد وضيق ذات اليد.

بعض الذين يريدون تخفيف الضغط عن غزة لا يجدون سوى توريط الأردن في حالة حرب كارثية، مع أنهم يشـاهدون الدول الأكبر حجماً، والأغنى مالاً، والأكثر ثورية، والأعلى صوتاً لا تقدم لغزة أكثر من الشجب والاستنكار والخطابات العنترية.

رئيس الحكومة الأردنية قال أمام المزايدين أن كل الخيارات مفتوحة، وأن الأردن يمكن أن يراجع علاقاته مع إسرائيل وغير إسرائيل حسب مقتضيات مصلحة الأردن الوطنية. وهذا موقف واضح فالأردن حر في التصرف كبلد مستقل، ولكن بما يخدم مصلحته العليا، وليس بما يؤدي إلى الانتحار.

الحكومة الأردنية مطالبة قومياً وإنسانياً بدعم الأخوة في غزة الذين يتعرضون لعدوان وحشي، ولكن مسؤوليتها الأولى حماية أمن الأردن وشعبه وسلامة أراضيه، وعدم التورط في مغامرات غير محسوبة، وكأننا نتوقع أن المتفرجين على غزة سوف يكون موقفهم تجاه الأردن مختلفاً.

إلغاء المعاهدة لا يخدم غزة ولا يخدم فلسطين بل يعرّض الأردن لأشد الأخطار، ولا تستفيد منها سوى المطامع والمخططات الإسرائيلية حيث يقدم لها الذريعة ويزيل من أمامها عقبة، وهو شعار براق لا يقول به مسؤول. ولا يتبناه مخلص يحب الأردن ويحرص على مصلحته.الرأي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد