سلام أم عملية سلام؟

mainThumb

12-09-2009 12:00 AM

ستة عشر عاما من عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لم تسفر عن شيء، واتضح أنها كانت مجرد ملهاة لكسب الوقت، وخلق حقائق على الأرض تحول دون أي حل حقيقي في المستقبل. وقد (نجحت) عملية السلام في إعطاء إسرائيل وقتا أطول لتغيير ملامح الأرض المحتلة عن طريق توطين اليهود في الضفة وتهجير الفلسطينيين منها.

لم يعد هناك في الجانب العربي من يرغب بعملية سلام جديدة، أو ينتظر منها نتائج إيجابية، فالمطلوب الآن هو السلام أي الحل الذي يعطي كل ذي حق حقه.

عملية السلام والتفاوض لم تعد تخدم غرضا، لأن صيغة الحل أصبحت معروفة وموافقا عليها من حيث المبدأ على جانبي الخط، فالدولة الفلسطينية المسالمة إلى جانب إسرائيل أصبحت محل إجماع. الفلسطينيون يريدون الأرض والدولة ذات السيادة بحدود 1967 والإسرائيليون يريدون الأمن، وأميركا تستطيع أن تضمن سلوك الأطراف.

الرئيس الأميركي باراك أوباما أصدر أول إشارة إيجابية تجاه العالمين العربي والإسلامي في خطاب التنصيب، وكان أكثر وضوحا في الخطاب الذي وجهه إلى الأمة العربية من القاهرة، فهل تتحول النوايا إلى أعمال على أرض الواقع؟.

الموقف الأميركي المتوازن لأول مرة هل يحتفظ بتوازنه أم يبدأ بالميلان تدريجيا بهذا الاتجاه أو ذاك؟ من الطبيعي أن يتحلى الرئيس الأميركي بقدر من المرونة في تطوير موقفه تجاه حل معضلة الشرق الأوسط وفق الضغوط التي تمارسها الأطراف.

تتوالى الإشارات إلى أن الموقف الأميركي في حالة تراجع بالاتجاه الإسرائيلي، ولا عجب فإسرائيل تمارس الضغط وتستخدم كل مواردها السياسية والفكرية لتحرف أوباما عما ينوي عمله، أما الجانب العربي فينتظر أن تقدم له أميركا الحل الجاهز على طبق من فضة. إشـارات التراجع في الموقف الأميركي صدرت كلها من مراجع إسرائيلية بشكل تسريبات وبالونات اختبار ترددها وسائل الإعلام العربية على أنها حقائق، مع أن المطبخ الإسرائيلي معروف بقدرته على التكتكة والمناورة، فالإعلان الإسرائيلي عن تنازل أميركي، وسكوت الجانب العربي، قد يفهـم ضمنا أن العرب يقبلـون بهذا التنازل، فلماذا لا يصبح حقيقـة طالما أنه يرضي إسـرائيل ولا يغضب العرب. النقطـة المضيئة الباقية هي أن أميركا تريد حلا، ليس حبا بالفلسطينيين، ولا كرها بالإسرائيليين، بل لأنه مصلحة أميركية. 
الراي


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد