قمار مشروع على الموبايل،،

mainThumb

17-09-2009 12:00 AM

 ياسر الزعاترة

أجب عن السؤال التالي واربح 1000 دولار: لون السماء: 1 - أزرق 2 - أصفر 3 - بني. الرسالة بدينار ، وأحيانا بدينارين أو أقل أو أكثر.

مثل هذه الرسالة وما شابهها تصلنا يوميا ، أو بين يوم وآخر بأشكال ومضامين مختلفة ، لكن النتيجة هي أننا إزاء لعبة قمار واضحة لا لبس فيها ، ليس الهدف منها هو منح المواطن فرصة الحصول على ربح ، أو اقتناء جهاز ما ، بل هدفها الحصول على المزيد من المال بطريقة غير مشروعة ، لاسيما بعد أن ثبت أنها من الطرق الذكية لأكل أموال الناس بالباطل ، تضاف إلى الأرباح الضخمة التي تجنيها شركات الاتصالات بشكل طبيعي من خلال بيع خدماتها للناس وللشركات التي تبيع هذه الخدمة.

سيرد علينا بعضهم بالقول إن تلك الشركات لا تضرب أحدا على يديه من أجل المشاركة في مسابقاتها ، وأن بوسع المواطن أن يحذف مباشرة الرسالة التي تأتيه ، مع العلم أن قدرا كبيرا من الإزعاج تنطوي عليه تلك الرسائل ، إذ قد يضطر المرء بين حين وآخر إلى متابعة الموبايل من أجل رسائل يظنها مهمة ، فيكتشف أنها من ذلك اللون ، والأسوأ أن شركات الاتصالات أو بعضها لازالت ترفض طلب صاحب الرقم حجب تلك الرسائل عنه ، محتجين بأن ذلك "سيستم" لا يمكن تغييره ، الأمر الذي يصعب تصديقه بالطبع ، لأن كثيرا من الخدمات تتوفر لمشتركين ولا تتوفر لآخرين.

إذا كان بالإمكان قبول الرد السالف الذكر ، والقائل إن أحدا لا يجبر صاحب الرقم على المشاركة في تلك المسابقات (تسمى زورا مسابقات) ، فهذا يعني تشريع بيوت الدعارة ، ومحلات بيع المخدرات ، وصالات القمار ، ومرة أخرى لأن أحدا لا يضرب المواطن على يديه حتى يلج تلك الأماكن ويتعامل مع "خدماتها" أو "منتجاتها".

من حق المواطن على حكومته أن تحميه من نفسه ما دام ذلك ممكنا ، الأمر الذي ينطبق على الأمثلة المشار إليها ، ومن ضمنها قمار الموبايل الشائع ، أولا من أجل منع الإزعاج ، وثانيا لأن طريقة التسويق تنطوي على الكثير من الاستغفال والاستدراج ، فضلا عن أن شيوع الموبايل في البيوت ، وبين أيدي صغار السن (ليس بالضرورة أن يكون الموبايل لهم ، إذ قد يستعملون جهاز الأب أو الأم ، تماما كما يستعملون الجهاز الأرضي في مسابقات الفضائيات المشابهة) ، وهو ما يجعل منع تلك المسابقات أشبه بمنع بيع الدخان والخمور للأطفال دون سن البلوغ ، والذي تمنعه ، بل تجرّمه معظم الدول. ويبقى أن أحدا لا يمكنه ضمان أن ثمة جوائز بالفعل تمنح للمشاركين ، إذ لا تعلن الأسماء في الصحف أو سواها.

لماذا نشن الحملات على الفضائيات التي تمارس القمار الفضائي الذي يستغل لعبة الاتصالات ، ونتسامح مع ما تفعله تلك الشركات ، مع أن الهدف واحد ، وربما الطريقة أيضا ، مع فارق أن الوسيلة هنا في الأخيرة أكثر سهولة ويمكن أن يتعامل معها حتى الأطفال ، إذ لا تعدو أن تكون رسالة يمكن لأي أحد أن يكتبها بشكل سريع كي يدخل المسابقة.

نتمنى بالطبع أن يكون هناك تدخل حكومي لمنع هذه الألعاب ، فضلا عن مؤسسة حماية المستهلك ومؤسسات المجتمع المدني الأخرى ، فهل من مجيب؟،.الدستور



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد