تأجيل الدراسة

mainThumb

19-09-2009 12:00 AM

بعد القرارين, السعودي والمصري, بتأجيل الدراسة في المدارس والجامعات حتى مواعيد محددة في شهر تشرين الثاني المقبل, اصبح اتخاذ مثل هذا القرار من قبل الحكومة مسألة لا تقبل التردد والتأجيل. وذلك لمواجهة حقيقة ان انفلونزا الخنازير قابلة للانتشار بسرعة كبيرة في المدارس عنها في اي قطاع مجتمعي آخر.

في القرار المصري, هناك الزام ليس فقط للمدارس الحكومية, انما الخاصة والمدارس الاجنبية, وفي الاردن الوضع يحتاج الى الزام الحضانات ومدارس رياض الاطفال بالاغلاق خاصة ان مثل هذا الاغلاق لن يؤثر على عملية تعليمية غير موجودة.

تأجيل الدراسة حتى تشرين الثاني المقبل يوفر فرصة وصول المطاعيم لمواجهة الانفلونزا, اضافة الى ان بدء فصل الخريف ومواسم الامطار في نصف القارات الشمالي ستزيد من خطورة انتشار الوباء, اذا ما حدث تحور خطير على الفيروس يهدد بانتقاله عبر الهواء.

على اية حال لا يمكن التقليل من حالات الخوف والهلع التي انتشرت بين الاسر والعائلات التي لها ابناء في المدارس التي اكتشفت فيها اصابات بالانفلونزا وتم اغلاقها. هذه مسألة صحية ايضاً تتعلق بالصحة النفسية للاطفال والتلاميذ, وبمستويات القلق التي تسيطر على الاباء والامهات. ان تأجيل الدراسة لعدة اسابيع الى حين جلاء الموقف حول تطور انتشار الفيروس, هو فرصة لالتقاط الانفاس في وزارة الصحة وفي دوائر الدولة المختلفة لتحديد ومعرفة الخطوات التالية.

الواقع, ان درجة الالتزام بالاجراءات الوقائية بين المواطنين لا تزال متواضعة جداً, ولا يزال من الصعب حتى على الفئات الاكثر تعلماً ووعياً في المجتمع تجنب العادات التي يجب التخلي عنها مثل (التقبيل بدل الاقتصار على المصافحة) وهي عادات ستكون لها آثار سلبية جداً خصوصا اننا مقبلون على ايام العيد المبارك, حيث تكون اللقاءات ذات طابع حميمي بين اشخاص سبق وان كانوا مع بعض في اليوم السابق.

يفترض تجنب تجمع الاطفال في مناطق الاحتفالات بالعيد مثل اماكن الملاهي وغيرها, حتى اليوم لا نلمس وجود حملة توعية تجاه هذه المسألة بينما الحاجة تستدعي ذلك, حتى من باب بدء تعويد الناس على الاهتمام باجراءات مواجهة انتشار الوباء, وتطوير الوعي بأهمية اساليب الوقاية التي لا بد منها.

يقال ان وزارة الصحة ستتلقى كمية محدودة جداً من المطاعيم ضد الانفلونزا الشهر المقبل, قد لا تتجاوز ال¯ 100 الف مطعوم, فيما تتردد معلومات عن كيفية توزيعها على فئات معينة, فان من الاهمية ان يكون التوزيع مدروساً ويوجه للفئات التي يخشى عليها من الوباء, لاسباب صحية, مثل الاطفال الذين يعانون امراضاً تنفسية, وكذلك من يعانون نفس الامراض من فئات عمرية مختلفة. (الوساطة) للحصول على المطعوم ستكون من المحرمات والقرار الصائب هو الذي يحافظ على صحة الاردنيين بافضل الاجراءات وبما يكفل تخطي اشهر الخريف والشتاء والى وقت تكون فيه المطاعيم قد وصلت, والتي حسب المعلومات تقدر بأكثر من 2 مليون مطعوم.

مرة اخرى, اثبتت سرعة انتشار الوباء في المدارس ان تأجيل الدراسة خطوة مهمة للتخفيف من سرعة انتشار المرض, ولوضع الكرة في مرمى الأسر والعائلات المطالبة باتباع اجراءات الوقاية داخل البيوت وفي علاقاتها الاجتماعية.0العرب اليوم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد