عين على عجلون

mainThumb

12-06-2016 05:19 PM

كل من يزور عجلون يؤكد بأنها من اجمل المدن على مستوى ‏الشرق الاوسط، هذه المحافظة الخضراء بطبيعتها الساحرة ‏الخلابة، وبصفحات المجد والتاريخ والحضارة، فهي صورة ‏للتنوع في مكونات الحياة الجميلة, فمن جمال جبالها، إلى ‏روعة وديانها التي تنساب فيها المياه العذبة والعيون الجارية، ‏الى مناخها المعتدل صيفاً البارد شتاءً والذي عادةً تتساقط فيه ‏الثلوج فتتشكل لوحه تمتزج فيها ألوان الطبيعة الخضراء مع ‏الزائر الأبيض، عجلون جمالا عشقته العيون ونطقته الألسن ‏والشفاه. ‏
 
تقع محافظة عجلون في شمال غرب العاصمة الأردنية عمان ‏على بعد 75 كلم، ويزيد عدد سكان المحافظة عن مائة ألف ‏نسمة، وفيها أكثر من 27 قرية وبلدة. ويتألف سكان عجلون ‏من عدد من العشائر والعائلات المرموقة، ومن أكثرها عدداً ‏وحضوراً عشائر المومني –الذين ينحدرون من آل البيت- ‏والزغول والفريحات والقضاة والصمادية والربضي. وتعتبر ‏مدينة عجلون مركز المحافظة، وجاءت تسمية عجلون من لفظ ‏سامي آرامي قديم نسبة إلى أحد ملوك مؤاب واسمه عجلون ‏عاش قبل الميلاد. وتعتبر عجلون المصيف الأول في الأردن ‏وما يجذب الناس اليها الغابات الحرجية وينابيع المياه ‏والبساتين المثمرة والهواء  النقي، ومن اهم مواقع الاصطياف ‏الجميلة: محمية عجلون، غابات اشتفينا، عين القنطرة، ‏شلالات ازقيق (حلاوه)، وادي عرجان، وادي الريان، ‏شلالات راجب وأماكن كثيره يصعب حصرها. بالإضافة ‏للعديد من الأماكن الدينية أهمها: مسجد عجلون الكبير (الذي ‏يعود بناؤه إلى القرن الثاني عشر ميلادي)، مقام سيدة الجبل ‏‏(عنجره)، مار الياس (مسقط رأس النبي الياس عليه السلام ‏وهو موقع يحج إليه المسيحيون كل عام)، وفي راجب تم ‏اكتشاف كنائس بيزنطيه تعود للقرن السادس الميلادي تزين ‏أرضيتها الفسيفساء وكتابه الإهداء باللغة السريانيه.‏
 
‏  قديماً أدرك القائد صلاح الدين الأيوبي المكانة المميزة ‏لعجلون فأمر أحد قادته عز الدين أسامه ببناء قلعة عظيمة ‏على قمة جبل عوف في عام 1884م وترتفع هذه القلعة ‏‏1000 م عن سطح البحر والتي تسمى الآن بقلعة عجلون. ‏تشرف قلعة عجلون على المعابر الرئيسة مثل وادي كفرنجة ‏ووادي راجب ووادي الريان ويعتبر موقعها استراتيجيا لأنها ‏تسيطر على طرق المواصلات بين سوريا وجنوب الأردن ‏وكان الهدف من بنائها رصد تحركات الصليبين واستغلال ‏مناجم الحديد في جبال عجلون، وتدعم القلعة أربعة أبراج ‏مربعه فتحت في جدرانها نوافذ صغيرة ضيقه لرمي السهام، ‏وتطل القلعة على غور الأردن من بحيرة طبرية حتى البحر ‏الميت، ويستطيع السائح من على أبراجها مشاهدة القدس ‏وجبل الشيخ في لبنان بواسطة المنظار.‏
 
‏ بالرغم مما تتميز به عجلون من سحر الطبيعة، ومع انها أقدم ‏بلديات الأردن إلا ان كل من يزور عجلون يصاب بصدمة ‏من الحال التي عليها المحافظة.. والواقع الذي يعيشه ويعاني ‏منه أهلها.. فهي تفتقر لوجود المشاريع الكبرى فيها بسبب ‏تهميش الحكومات المتعاقبة للمحافظة. وافتقار المحافظة للبنية ‏التحتية والتسهيلات والحوافز لجذب رؤوس الأموال المحلية ‏والعالمية. وبالتالي تجد أكثر أبناء عجلون يعملون خارج ‏عجلون لعدم توفر فرص العمل في عجلون!‏
 
ولكي نعطي عجلون حقها على الحكومة ان تقوم بعدة ‏اجراءات من أهمها: تحويل عجلون الى منطقة سياحية ‏زراعية خاصة بقانون خاص –على غرار امانة عمان ‏ومنطقة العقبة الخاصة- لجلب الاستثمارات الضخمة المحلية ‏والعالمية في مجالي السياحة والزراعة، وانتخاب مجلس من ‏ابناء عجلون لإدارة منطقة عجلون السياحية الزراعية يعمل ‏هذا المجلس على ايجاد البنية التحتية المناسبة للاستثمار ‏بالسياحة والزراعة من تعبيد وتوسيع وتخطيط شوارع.. ‏وعمل جزر وسطية وارصفة.. وبناء الجسور والانفاق.. ‏وتحسين مداخل المدينة.. وانارة شوارعها واحيائها ‏ومحمياتها.. ووضع الاشارات الارشادية.. والاهتمام بنظافة ‏احيائها واحراجها.. وعمل شبكة للمجاري تخدم كل مناطق ‏المحافظة. وكذلك على المجلس ان يعمل على معالجة مشكلة ‏انقطاع المياه المستمر عن مدنها وقراها.  كذلك على المجلس ‏الاهتمام بالثروة الحرجية وحل مشكلة قطع الاشجار بتوفير ‏الحل البديل لسكانها في الشتاء كونها الاكثر برودة كدعم ‏المحروقات في المحافظة مثلا. وعلى المجلس الاهتمام ‏بالمزارع والزراعة كون ارض عجلون تتمتع بأرض خصبة ‏ويزرع فيها الانواع العديدة من الاشجار والمحاصيل. وعلى ‏هذا المجلس توفير البيئة المناسبة لبناء الجامعات الحكومية ‏والخاصة في المحافظة مع التركيز على تخصصات السياحة ‏والزراعة واللغات وغيرها من التخصصات التي تخدم ‏عجلون السياحية الزراعية. وكذلك على المجلس إعادة تأهيل ‏الينابيع والشلالات لتصبح اماكن يقصدها سياح عجلون. ‏وعلى المجلس ايلاء اهتمام اكبر بالمواقع الدينية  المختلفة ‏لتدعيم السياحة الدينية في المحافظة. وعلى المجلس العمل ‏على تخصيص مساحة لإنشاء مدينة ترفيهية عالمية. وكذلك ‏على مجلس عجلون السياحي الزراعي العمل على انشاء ‏تلفريك يربط بين جبالها وبين جبالها وجبال تل الرمان لما ‏لهذا المشروع من اهمية في تنشيط السياحة في المحافظة ‏والمملكة. وكذلك على المجلس الترويج للمحافظة اعلاميا -‏الكترونيا وورقيا- كواجهة سياحية اولى في الاردن داخل ‏الاردن وخارجها بالتعاون مع الوزارات والمؤسسات المعنية ‏بهذا الموضوع. ويجب على المجلس ان لا يغفل بناء ‏المستشفيات والمراكز الطبية التي تفتقر لها المحافظة. جميع ‏هذه المشاريع ستحل بشكل كبير مشكلتي الفقر والبطالة في ‏عجلون وفي الوطن ككل.‏
 
عجلون منطقة جميلة تستحق منا جميعاً الاهتمام والعمل على ‏النهوض بها واعطائها حقها من الاهتمام لتصبح مقصداً ‏سياحياً عالمياً ولتكون رافداً لخزينة الدولة.‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد