اسم أمي - لبنى الحرباوي

mainThumb

16-06-2016 12:39 PM

لماذا لا يضع العرب خجلهم في المكان الصحيح يخجلون من أسماء من ربتهم ومن أشعلت روحها شمعا لتضيء دروبهم.. ولا يخجلون من تلويث الأرض بعقلياتهم ومخلفاتهم.

 

 

“أنت مهبول”.. كان هذا رد الممثل الكوميدي السعودي ناصر القصبي على سؤال الإعلامي داوود الشريان رافضا الإفصاح عن اسم أمه أو أي من شقيقاته، بل عاجله بسؤال اعتراضي و”أنت وش اسم أمك”؟
أراد ناصر أن يعكس الهجوم وكأنه يدافع عن نفسه أمام فضيحة.
 
 
 
كانت اللحظة مربكة، خاصة أن القصبي يكافح لتغيير مجتمعه بفنه عبر انتقاد العادات السيئة بدءا من الطائفية وصولا إلى عقدة العنصرية التي يعاني منها العربي في المجتمعات الغربية.
 
 
 
هذا القصبي أيضا سبق أن تطرق متهكما قبل سنوات إلى السؤال الفضيحة في مسلسل كوميدي. فكيف يكون الفنان، مرآة المجتمع، متناقضا إلى هذا الحد؟
 
 
 
لكن لماذا يخجل السعودي خاصة وربما العربي كله من إعلان اسم أمه وشقيقاته وزوجته؟
 
 
 
قد نتفهم تفكير الإنسان البسيط الذي تشبع بالعادات والتقاليد، حتى أن الرجل الشرقي يخجل من ذكر اسم زوجته حتى أمام أبنائه بل ويخجل من حمل أبنائه أمام والديه.
 
 
 
فالسر هو في ترسخ عقلية امتهان المرأة، خاصة أن ظاهرة الخجل من ذكر أسماء النساء، صمدت وتوارثتها الأجيال جيلا بعد آخر حتى وصلت إلى الأطفال، في زمن الإنترنت!
 
 
 
الرجل يخجل حتى من وضع اسم أمه وأخواته أو زوجته في قائمة الهاتف فتراه يسجل الأم البيت.
 
 
 
ويسجل الزوجة باسمه مستبقا ويسجل اسم أخته باسم ذكر قريب من اسمها وهكذا. فيجعل من أمه التي ربته وأحبته جمادا لا يتحرك.
 
 
 
ويلغي هوية شريكة حياته ليجعلها تابعة له ويحول أخته إلى رجل.
 
 
 
نفس هذا الرجل عند جلسته في جمع يلجأ إلى استخدام بعض المصطلحات الأخرى كبديل لاسم الزوجة فينعتها بـ“الجماعة”، “الولية”، “المدام”، “أم العيال”، “أم فلان”، “الحرمة”، “المرٌة”، “الست بتاعتي”، وغيرها من المسميات التي تختلف من بلد إلى آخر، حتى أن البعض من الأزواج في دول الخليج إذا ما أراد ذكر زوجته قال “وأنتم بكرامة” وكأنه يذكر شيئا وضيعا يخدش الحياء ذكره.
 
 
 
ومن التناقضات الفاخرة أن ذكور الشعوب العربية، هؤلاء الذين يمتنعون عن ذكر أسماء “محارمهم” أمام الناس هم أنفسهم الذين يتبجحون بتقدس الأوامر الإلهية وتتبع السنة النبوية والقرآن الكريم.
 
 
 
نسوا أنه قد ورد ذكر السيدة مريم العذراء في القرآن، ووردت عن النبي محمد حكايات عديدة عن زوجاته وبناته لم يكن يخجل فيها من ذكر أسمائهن.
 
 
 
ويبدو أن العرب الذين كانوا أيام الجاهلية يوأدون بناتهم استباقا “للعار” الذي قد يلحقهن، تحولوا من وأد الجسد إلى وأد الأسماء، الهوية والروح.
 
 
 
لكن السؤال لماذا لا يضع العرب خجلهم في المكان الصحيح يخجلون من أسماء من ربتهم ومن أشعلت روحها شمعا لتضيء دروبهم.. ولا يخجلون من تلويث الأرض بعقلياتهم ومخلفاتهم.
 
 
صحيفة "العرب"


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

في أول أيام العيد .. الأردنيون يتوجهون إلى الأضاحي البلدي بعد استقرار الأسعار

غزة تُعيد رسم خرائط المعركة .. أسبوع الكمائن وتآكل نخبة الاحتلال

خبير عسكري: أسبوع الكمائن في غزة كشف ضعف الاحتلال

الدعم الملكي يدفع الرياضة الأردنية إلى العالمية ويُتوّجها بالإنجازات

هذه المنطقة ستسجل أعلى درجة حرارة اليوم تصل إلى 40 مئوية

وزير الأوقاف : الحجاج بخير ولا حوادث تُذكر

كيف غيّرت الحرب العالمية الثانية طريقة أكل الفرنسيين

كيف يدفع السكوتر الكهربائي الصين لتطوير بطاريات ملح البحر

هل زيوت البذور مضرة فعلاً بصحتك

بيل غيتس يتبرع بمعظم ثروته البالغة 200 مليار دولار لأفريقيا

22 شهيدًا في غزة منذ الفجر .. الاحتلال يقصف منازل نازحين ويصعّد عدوانه

وحدة الطائرات العامودية الأردنية في الكونغو تحتفل بعيد الأضحى المبارك

قائمة الدول المحظورة من السفر الى الولايات المتحدة .. أسماء

برقية سرية تكشف خطة واشنطن لتطبيق حظر السفر على 19 دولة

درجات الحرارة تسجل أعلى من معدلاتها اليوم