مستدمرة إسرائيل لها دور وظيفي مثلنا

mainThumb

03-07-2016 12:42 PM

مثلنا تماما ، فقد رسموها بالقلم والمسطرة والفرجار، وفصلوا لها دورها الوظيفي في المنطقة  ،وقد نجحت في تحقيقه بالكامل ومنعت كافة محاولات الوحدة العربية ، وكل أوجه التنمية المستدامة والتقدم والتطور ، بحجة أنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ،وإني لأعجب عن أي معركة كانوا يتحدثون؟
 
ونحن أيضا  في منظومة  دول معاهدة سايكس - بيكو ، لنا دور وظيفي نفذناه بزهو وحقق نجاحا باهرا   ، ومن أوجهه تضييع  كامل فلسطين  وأراض ومناطق عربية أخرى ،   مثل هضبة الجولان التي باعها  حافظ الأسد لمستدمرة إسرائيل بمئة مليون دولار  عام 1967 ، قيل أن الشيك كان بدون رصيد والله أعلم.
 
بعيدا عن التعمق في الموضوع والغوص في  الثنايا ، يتبين  أننا متساوون مع مستدمرة إسرائيل ، لكن  وبنظرة  متعمقة ، نجد أنهم يختلفون عنا في طريقة تنفيذ الدور ، لأنهم "شايلوكيون "حتى النخاع  بطبيعتهم ، وقد حلبوا النملة وجنوا  الفوائد الجمة ، ومارسوا  الإبتزاز  والإستغلال ،  إلى درجة أن مسؤولا أمريكيا  جريئا كبيرا نسيت إسمه طالب بتغيير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط ، وقال أن إسرائيل تبتز أمريكا في حال طلبت منها  شيئا ، ويمضي النهار ولا تقدم لأمريكا شيئا ، عكس الدول العربية التي تقدم وبالسرعة الفائقة  كل ما تطلبه منها  أمريكا وبالمجان .
 
أما نحن  فإننا  تبرعنا  طواعية  بأضرعة نياقنا وأبقارنا ونعاجنا وماعزنا للآخر كي يحلبها  ، ونحن  نتحسر على رشفة حليب ، ولهذا لم يحترمنا أحد ، أو  يشعر بوجودنا ، بدليل أن الدول العربية فشلت في  الحصول على برنامج نووي رغم  الثروات والعلاقات مع أمريكا ، بينما إيران  حصلت مؤخرا على عضوية النادي النووي ، وما نزال نندب حظنا.
 
هذا الدور الوظيفي الذي نتحدث عنه ، هو الدافع الرئيسي لرفض قادة مستدمرة إسرائيل منذ بن غوريون الذي أزاح سلفه  موشيه شاريت الذي كان راغبا بالتوصل إلى سلام حقيقي مع الدول العربية ، لكنه لم ينجح لأن التيار الصهيوني الذي كان يمثله بن غوريون  أزاحه فورا  ، علما أنه كان أجرى إتصالات  إيجابية مع بعض العرب.
 
يظن البعض أن رفض قادة مستدمرة إسرائيل للسلام وفي مقدمتهم  شامير وبيغين وشارون ونتنياهو ، ناجم عن  قوة إسرائيل وقدرتها على إلحاق الهزيمة تلو الهزيمة بالدول العربية ،  لكن الحقيقة  هي أن هؤلاء الصهاينة  يعون جيدا طبيعة دورهم ، وأن الغرب مستعد لفعل المستحيل لمنع إلحاق الهزيمة بمستدمرة إسرائيل ، للسبب الوظيفي ،وحتى لا يتمكن العرب من هزيمة  يهود بحر الخزر في فلسطين  ، فيضطرون للعودة إلى بلدانهم الأصلية في الغرب ويمارسوا الفساد والإفساد مجددا ، ومع ذلك فإن غالبية هؤلاء يحملون  جنسيات بلدانهم الأصلية  وحصلوا على جوازات سفر فاعلة منها .
 
إن رفض قادة إسرائيل للتسوية ينطلق من الخوف من  تذويب  يهود بحر الخزر في المنطقة ،بحكم قوة الدفع العربية وطبيعة التكاثر الديمغرافي ، فهم  لا يؤمنون بصناديق الإقتراع ، لأن العرب في حال التوصل إلى تسوية  ، سيصبحون إن عاجلا او آجلا  هم الأكثرية في فلسطين ،  ولهذا فإن الصهاينة  رفضوا  مقترح الدولة الواحدة التي قدمته حركة فتح ، وحل الدولتين الذي يؤيده المجتمع الدولي.
 
يؤمن قادة مستدمرة إسرائيل  أن   مستدمرتهم   ستفقد سعرها  في حال التوصل إلى سلام حقيقي مع العرب ، علما أن  مؤتمر قمة بيروت  العربية تبنى  ما يحلو للبعض تسميته  "مبادرة السلام العربية "  التي أطلقها العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله ، وتعهد فيها  بجلب كافة أعضاء منظمة التعاون الإسلامي وعددها 57 للتطبيع العلني والرسمي مع مستدمرة إسرائيل.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد