انتشر الفساد وعمّت الرشوة .. ماذا بعد ؟!

mainThumb

07-03-2017 09:33 AM

مع فشل سياسات الحكومات المتعاقبة، والبعيدة عن ملامسة واقع المواطن الاردني، في ظل ارتفاع المديونية الى ارقام فلكية بشكل غير مبرر صاحبه بيع لمؤسات الوطن- ومن يبيع يسدد ديونه لا تتضاعف - بدأت ظواهر اجتماعية تنتشر في المجتمع كانت في وقت ما ضرب من الخيال .

نتحدث هنا ، عن انتشار ظاهرة الرشوة في القطاع العام للأسف، ولا نستطيع ان نكذب الواقع ، او نقول انه لا يجوز الحديث في هذا الكلام، وانه قد يسيء الى مؤسساتنا، بل الذي يسيئ الى مؤسساتنا القرارات الغبية والتجاوزات والواسطة والمحسوبية التي عممت الظلم ورزعت الفجوة الكبيرة بين المواطن والدولة .
 
فقد بتنا نصفق بحرارة لفلان اذا ما همّ وتفاخر قائلا : " والله مشيت المعاملة (...) ما اخذت مني جهد ... بعرف فلان بمشيلك اياها ولا تقلق " !!
 
بأي حق تمرر معاملة لفلان من الناس او قضية لسين من الناس او تسهيل لعين من البشر، بينما العديد من الاردنيين ينتظرون رتابة الاجراءات وروتين الموظفين حتى يتم خدمتهم كما يجب وبشكل دقيق وشفافية ؟؟!.
 
هل التسهيلات لفلان وابن فلان باتت تحت بند الغاية تبرر الوسيلة ؟، هل بتنا مجتمع متكئ على المحسوبيات والرأسماليات، متغاضين عن عامة شعب كادح من حقه ان يخدم كما يجب ؟!
 
وما أتاسف عليه ويبكي قلبي ويدميه أنه وصلت المواصيل لقطاعات مهمة ، يفترض ان تكون بعيدة كل البعد عن هذا التلوث، الا ان ارتفاع الاسعار والظلم وتهميش الواقع المعيشي لبعض موظفي القطاعات الحساسة اوقعهم في المحظور ..!!
 
أين العدل والحق .. أين الضمير .. اين الشفافية؟، كيف لنا ان نبرر افعالنا ونسخرها لمصلحة واهداف ومآرب مشينة من أجل زيادة أموالنا " مال السحت " ؟، كيف لنا ان نحلل اموال حرام ندسها بأيدينا في جوف ابناءنا؟، هل مات ضميرنا نحن الاردنيون .. ذلك الشعب الشامخ المعروف بعزة النفس والكرامة؟،ام ماتت وتجمدت القلوب والعقول لنبرر افعالنا ؟!
 
كنا شعب كالارض البور التي ينبت فيها الزرع صلبا قوياً دونما اعتناء ودونما مطر، وبتنا أرض نستصلحها ببذور فاسدة وزرع مدلل ذابل مصيره الزوال والتلاشي ، أصبحنا أمة جشعة انانية شرسة هدفها نهش بعضنا بعضا ، لم يعد فينا القوي يحمي الضعيف ... وما عاد الصالح يقوّم الطالح بل أوشك الصالح على الانقراض في مجتمع يفتك فيه داء الرشاوي والمحسوبيات .
 
ابتلي وطننا بمسؤولين تولوا المناصب والمراكز ولم يخدموا شعبهم كما يجب، مسؤولون اعتلوا المراكز متحاذقين متعالين لجشعهم راضخين لا يعلمون ما يجري وراءهم في الكواليس، همهم الوحيد المال والمقعد وهل  من مزيد، لا يعرفون سوى  المناسبات الجمة والسفر واستغلال مناصبهم جاها وغرورا ومراسم لا تزيدهم الا عنفوانا،  للحفاظ على كرسيهم الزائل ..!! 
 
هذه الانانية البحتة وتواصل الحلقة من الاب للابن للحفيد ، كانت دافع ضليع لعجز الدولة وبالتالي عجز الافراد وانتشار الفقر وتدني طبقات المجتمع المتوسطة ، والتي تعتبر الركيزة الحاملة للمجتمع الى الحضيض، ليؤول بالنفوس لبيع الذمة بابخس الاسعار من اجل فتات من مال السحت، او لبييع الضمير مقابل الخوف على مركز قد يودي بالمصير.
 
بتنا امة جاهلة جشعة آيلة للسقوط، ولا حل التمسه الا بتصحيح البنية والركيزة، وان يراجع كل شخص نفسه ويتفكر هل من وسيلة لضبط هذا الانحدار؟،  صراحة لا اعلم،  وانما لا بد من ان تبدأ الحكومة بنفسها، قبل ان نلقي اللوم على موظف يقبض ملاليم من اجل العيش، فلا بد من استفاقة رسمية لانقاذ ما تبقى من الوطن ..!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد