السودان .. التزامات متعاظمة تجاه اللاجئين رغم إحجام المانحين (تقرير)

mainThumb

15-03-2018 02:54 PM

السوسنة - ادت الأوضاع في بعض الدول الإقليمية والدولية الى تزايد اعداد اللاجئين الى السودان الذي ظل يقوم على مدار السنوات الماضية بتوفير الغذاء والكساء للاجئين رغم قلة الدعم الدولى.

 
ومثل السودان باستضافته للأعداد الهائلة من اللاجئين تجربة رائدة بشهادة المجتمع الدولى، الذي يعتبر ان وجود اللاجئين في السودان مشكلة مؤرقة للحكومة والمواطنين على حد سواء مما يتطلب مساهمة المجتمع الدولي في مقابلة تحديات اللجؤ بالسودان.
 
ويرى مراقبون أن السودان لعب دورا كبيرا في استقرار أوضاع اللاجئين وظل يقدم الخدمات اللازمة عبر تأهيله للمعسكرات وتحسين الظروف بمراكز الإسقبال، ولاشك أن تلك المعاملة باتت بمثابة الحافز لزيادة اعداد اللجوء بالسودان في ظل ظروف اقتصادية ضاغطة تمر بها البلاد.
 
وبحسب آخر التقديرات فإن عدد السكان في السودان يفوق الثلاثين مليون نسمة، ، ويقابل هذا العدد من السكان مليوني لاجئ موجودون في البلاد من جنسيات مختلفة، ليكون بذلك السودان من اكثر الدول التى تحتضن أكبر عدد من اللاجئين الذين جاءت بهم ظروف مختلفة.
 
وأكد عدد من الناشطين في مجال العمل الطوعي لـ(smc) استقرار أوضاع اللاجئين بالسودان رغم زيادة أعدادهم التي أسهمت في إفراز بعض الآثار السالبة على الوضع الإقتصادي،  بالاضافة إلى تقليص حجم المساعدات الدولية وحدوث تباطؤ في انفاذ الاتفاقيات الموقعة بشأن العودة الطوعية رغم الترتيبات الكاملة والاستعدادات التي أولتها حكومة السودان لذلك البرنامج.
 
وتقول هاجر شرف الدين الناشطة في مجال العمل الطوعي لـ(smc) أن محور اللجوء في السودان بات مؤرق  للدولة والمواطنين معا نتيجة للضغط الكبير على الخدمات العاملة، وعلى الرغم من ذلك ظلت الدولة تعمل علي تحسين الاوضاع وتهيئة المعسكرات بصورة جديدة، مضيفة  أن هناك عدد من الولايات أكثر تأثيرا بتمركز اللاجئين ومعسكراتهم مشيرة الى ضرورة الإهتمام بتلك المناطق وتأهيلها، وزادت في حديثها أن تجربة السودان الطويلة في استضافة اللاجئين منحته الخبرة الكافية في ايوائهم بالطرق المثالية التي وجدت اشادة المجمتع الدولي.
 
واضافت هاجر أن اللجوء في البداية كان ينحصر في الارتريين والاثيوبين والصومالين ولكن بعد أن تزايدت اعداد الحالمين بالعبور للدول الأوربية فقد تتضاعفت الاعداد بجانب أن مواطني جنوب السودان صاروا يعاملون معاملة اللاجئين، وشددت بضرورة تكثيف دور المنظمات الدولية في دعم المعسكرات لاسناد حكومة السودان في الدور الكبير الذي تلعبه بشان اللجوء، وفي ذات الوقت أشادت باستقرار الأوضاع بمعسكرات اللاجئين والحقوق التي يتمتعون بها بالسودان ربما كانت هلي الاسباب الرئيسة التي دفعتهم للخروج من بلدانهم واختيار الهجرة.
 
وبات من المعلوم أن السودان  قدم تجربة رائدة في احتواء اللاجيئين حيث أقام عدد من  المعسكرات ومراكز للإيواء ووفر الحماية الكاملة لهم وعمل على تحسين ظروف الخدمات بالمعسكرات ومراكز الإستقبال وتجهيز قرى آمنة تكفل لهم حق تلقي الإغاثة من المجتمع الدولي، هذا ما يؤكد أن السودان التزم بمبدأ سياسة الباب مفتوح للاجئين من دول الجوار.
 
وبحسب الناشطون فأن اللاجئين في السودان ينقسمون إلى ثلاثة أنواع المقيمين في المعسكرات والذين تقدم لهم الخدمات عبر المنظمات الأجنبية والوطنية، ويعتبر هؤلاء افضل حالاً من غيرهم، والنوع الثاني هو اللاجئون المقيمون في المدن، وهولاء يشاركون المواطنين في عيشهم ويشكلون عبئاً واضحاً في الولايات الحدودية، خاصة كسلا والقضارف، أما الفئة الثالثة فهي فئة الشباب الذين دخلوا البلاد حديثاً ويستخدمون السودان كمعبر، وهذه الفئة ربما تكون أكثر عرضة للاتجار بالبشر، وبالمقابل يصف الناشطون استجابة المجتمع الدولي لدعم المعسكرات بالضعيفة وتقل عن (30%) وباقي الاحتياجات يقع عبئها على الحكومة.
 
ويبدو أن وضع اللاجئين في المعسكرات الى جانب تجربة السودان الرائدة في اللجوء أصبح السودان يحتاج إلي مزيد من الدعم من المجتمع الدولى خاصة بعد الإعتراف الذي وجدته فيما يتعلق باستقرار الأوضاع والترتيب الجيد لاستقبال اللاجئين بالسودان.
 
 (المركز السوداني للخدمات الصحفية)


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد