انجاز المرحلة الخامسة من مشروع جداريات السيق البارد

mainThumb

19-08-2010 10:04 PM

اعلن نائب جلالة الملك سمو الامير رعد بن زيد رئيس جمعية المحافظة على البترا الاربعاء انتهاء المرحلة الخامسة من مشروع الصيانة والترميم والمحافظة على جداريات السيق البارد في منطقة البيضا احدى ضواحي مدينة الاثرية.

وقال سموه بحضور وزيرة السياحة والاثار سوزان عفانه ومدير عام دائرة الاثار العامة الدكتور زياد السعد ورئيس مجلس مفوضي سلطة اقليم البترا ناصر الشريده ان المشروع الجديد في منطقة البيضا سيساهم في زيادة تنوع المنتج السياحي في منطقة البترا وينعكس بشكل ايجابي على اطالة مدة اقامة الزائر في المدينة الوردية.

واكد سموه الاهمية التاريخية للجدارية التي تم الانتهاء من صيانتها باعتبارها من اندر وادق الجدرايات النبطية في العالم وتوفر الكثير من المعلومات عن الفن والرسم النبطي وتاريخ المنطقة التي تعاقبت عليها عدة حضارات عبر العصور.

واشاد سموه بالتعاون الكبير والمثمر بين الجمعية ومعهد الكورتولد للفنون في بريطانيا وعدد من الجهات الدولية المانحة والذي اثمر كشفا عن لوحة فنية رائعة تبرز عظم الحضارة النبطية وتصور ابداعات الفنانين الانباط واهتماماتهم في ذلك الوقت.

واكد ان هذه التجربة تؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة بين الجهات المعنية بالمواقع الاثرية في الاردن والجهات الدولية لتنفيذ المزيد من مشروعات الصيانة والترميم للمواقع الاثرية في الاردن، معبرا عن امله بانشاء مدرسة او معهد في الاردن يعنى بتوفير وتدريب الكوارد القادرة على اجراء مختلف اعمال الصيانة والترميم للمرافق الاثرية في الاردن والكشف عن المزيد من الكنوز الاثرية في مختلف مناطق المملكة.

واعرب سموه عن تقدير جلالة الملك للعاملين على المشروع من المعهد البريطاني ووزارة السياحة والاثار ودائرة الاثار العامة ومحمية البترا الاثرية.

من جهته عرض رئيس مجلس مفوضي سلطة اقليم البترا التنموي السياحي ناصر الشريدة للجهود الكبيرة التي تقوم بها السلطة من اجل المحافظة على المواقع الاثرية والحفاظ على تنوع المنتج السياحي فيه، مشيرا الى التحديات الكبيرة التي تواجه السلطة في هذا المجال وتتطلب المزيد من الجهود والبرامج.

بدوره اوضح مدير عام دائرة الاثار العامة زياد السعد ان هذه الجداريات تعود للقرن الاول قبل الميلاد وانها عانت من تدهور شديد بعد ان غطت طبقات من الدخان الناتج عن اشعال النار الجدارية والحقت بعض الاضرار بها وكذلك وجود اعمال تخريب متعمدة تعرضت لها الجداريات كالكتابة وغيرها.

وقال السعد ان الدائرة تسعى الى ايجاد استراتيجية وطنية للمحافظة على الجداريات المماثلة في مدينة البترا ومواقع اثرية اخرى في المملكة من خلال التعاون مع المعهد البريطاني والبعثات الاجنبية الصديقة الاخرى، مشيرا الى ان الدائرة تولي اهتماما خاصا بتدريب كوادر اردنية قادرة على تنفيذ اعمال مماثلة في المواقع الاثرية الاردنية.

واشار الى ان الدائرة تنفذ مشروعا اخر لصيانة وترميم جداريات مماثلة في قصر عمرة ما يساهم في المحافظة على الجداريات الفنية التي تثري تجربة الزائر للمواقع الاثرية الاردنية.

واوضح مدير مدير معهد الكورتولد للفنون في لندن ديفيد بارك أن الدراسات أثبتت أن التقنية الحرفية المستخدمة في رسم الجدارية دقيقة للغاية ما يضفي عليها خاصية متفردة وأهمية فهم الحضارة النبطية التي تطورت من مزيج من العوامل الثقافية الرومانية الهيلينية.

وقال ان أهمية هذه الجداريات تتمثل بأنها تعكس الدور الذي لعبته الزراعة وبشكل خاص زراعة العنب في اقتصاد الأنباط، وعبادة الآلهة ذات التقاليد السامية والهيلينية وشعبيتها، مبينا ان الجدارية تعكس العلاقات الثقافية العميقة بين الأنباط والحضارات المحيطة بها من خلال الرسوم التي تضمنتها كعناقيد العنب المتقاطعة والعصافير والورود والشخصيات الأسطورية التي ازدانت بها قبة كهف الجداريات من الداخل.

وتزين الجداريات النبطية جدران قاعة المراسم ثنائية المقاعد في السيق البارد في منطقة البيضا احدى الضواحي الزراعية لمدينة البترا الاثرية.

ويعتقد خبراء الآثار أن هذه الجدرايات تعد من أجمل القطع وأكثرها تعقيداً في مثل هذا الفن النادر من الرسومات النبطية وتشكل مثالا فريدا في المنطقة ويتمتع بأهمية خاصة بالنسبة لتاريخ الفن النبطي.

ويعتقد الخبراء ايضا ان التقنيات المستخدمة في تلك الرسومات معقدة للغاية ما يزيد من ندرتها ويعزز من قيمتها في فهم الحضارة النبطية التي تطورت من عناصر ثقافية جمعت ما بين الحضارتين الإغريقية والرومانية."بترا"



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد