إدمان الحب يضاهي نشوة الكوكايين

mainThumb

27-10-2010 09:19 PM

لأن العقل مصدر الحب والمحرك الأساسي للعواطف والأحاسيس التي يشعر بها المرء تجاه إنسان آخر، أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن الانفصال عن الحبيب يشغّل مناطق محددة في الدماغ مسئولة عن الإدمان، مشيرة إلى أن الإدمان على الحبيب لم يعد مجرد قول أو تعبير عن إحساس نفسي يشعر به الإنسان المغرم، إذ أثبت علماء أمريكون أن الوقوع في الحب يحفز 12 جزءً في الدماغ مسئولة عن إفراز مواد كيميائية تمنح شعوراً بالنشوة بالضبط مثل الكوكايين.

وقد أجرى باحثون من جامعة سيراكيوز تحاليل أظهرت أن الوقوع في الحب يستغرق خُمس الثانية ثم يبدأ الدماغ بانتاج مواد كيميائية، مثل الدوبامين والأوكستوسين والأدرينالين والفاسوبريسين.

ولكن القلب، الرمز العالمي للحب، لا يغيب عن هذه العملية أيضاً على الرغم من تولي الدماغ الجزء الأكبر منها.

وأكدت الباحثة ستيفاني أورتيج "للقلب أهمية أيضاً لأن مبدأ الحب المعقد يتشكل من خلال عمليتين من تحت إلى فوق ومن فوق إلى تحت من الدماغ إلى القلب ومن القلب إلى الدماغ"، طبقاً لما ورد بجريدة "الزمان".

وتظهر التحاليل أن مناطق مختلفة من الدماغ لها علاقة بالحب، فالحب غير المشروط الذي تمنحه الأم لطفلها موجود في وسط الدماغ غير أن العشق ينتج عن منطقة في الدماغ مخصصة للشعور بالمكافأة.

وأوضحت الدراسة أن معدلات بروتين تعرف باسم "عامل نمو العصب" ترتفع في الدماء عند الوقوع في الحب، وهذه المادة هى مسئولة عن ظاهرة "الحب من النظرة الأولى". وعندما تقع مشاكل في الحب، تتحول النشوة إلى اكتئاب، وقد نشرت تفاصيل الدراسة في دورية "الطب الجنسي".

الحب يفوق المورفين في تخفيف الآلام


 
   
وقد توصل باحثون أمريكيون إلى أن الحب لا يحسّن المزاج ويشعر المرء بالسعادة فحسب بل قد يكون حقاً مخففاً للآلام كما المورفين.

وأشار الطبيب سين ماكي المسئول عن الدارسة في جامعة "ستانفورد، إلى أن الشعور بالسعادة في الأنشطة التي تقوم بها مع من تحب، يمكن أن يضاعف الفوائد ويخفف من آلامك.

وقد شملت الدراسة 15 طالب جامعي تراوحت أعمارهم بين 19 و21 عاماً، جميعهم كانوا في المراحل الأولى من الحب الممتد بين أشهر وسنة.
وطلب من المشاركين إحضار صور للحبيب، وعند مشاهدة الصور عرّضت أصابع إبهامهم لألم معيّن وطلب منهم الإجابة عن أسئلة تتعلق بعلاقة حبّهم وقيست نسب الألم عندهم فتبيّن أنهم نسوا الألم الذي خف كما لوم أنهم تناولوا المورفين المسكن للألم.

وتبين أن التفكير بالحبيب يخفف من الألم، وهذا يشير إلى مدى تعقد أدمغة البشر.

حب النظرة الأولي حقيقة أم وهم ؟!

يقول خبراء علم النفس إن الحب من أول نظرة يشكل إحساساً سريعاً لدى الفتاة بالانجذاب نحو شخص لم يسبق لها لقاؤه، وتعتقد الفتاة الصغيرة إنها عثرت على فتى الأحلام الذي طالما كانت تتمنى أن تلتقي به، ولكن الواقع عادةً ما يختلف عن القصص الخيالية والأفلام السينمائية، إذ أنه ليس من الضروري أن يبادلها الفتى نفس الإعجاب.

ويشير الكاتب الأمريكي أريك جودمان بعد إجراء بحدث ميداني على مجموعة كبيرة من الشباب من الجنسين في المدارس الثانوية وبداية المرحلة الجامعية في نيويورك إلى أن الانطباع القوي الناجم عن اللقاء الأول بين الفتاة والشاب والذي يطلق عليه الكثيرون اسم الحب من أول نظرة، يكون خداعاً في أغلب الأحوال.

فقد يكون هذا الإحساس ناجماً عن ولع أحدهما بفكرة الحب نفسها أو لأن أحدهما حاول تجسيد صورة أو صفات المحبوب الموجودة في الخيال عند الآخر، ثم يتكشف له في المستقبل أن الخيال مخالف للواقع كما أن الإعجاب القائم على الشكل الخارجي وليس الجوهر الداخلي سرعان ما يتلاشى.

وعندما يكتشف المحب أن الواقع اختلف عن الخيال، وأن الحب من أول نظرة لم يسفر عن عاطفة مثمرة وأن المحبوب ليس الفتى أو فتاة الأحلام أو ذلك الملاك المرسوم في الخيال يعتريه إحساس بالإحباط والحزن والغضب ويشعر بأنه المسئول الأول عن خداع نفسه.

فالحب الحقيقي- بحسب خبراء علم النفس- لا يرتكز على النظرة الأولى للمحبوب وإنما يكون بالاقتناع الكامل بجوانب شخصية الشريك الآخر وطريقة تفكيره والعواطف المتبادلة، وأن تشعر الفتاة بأن الحب يغمرها وأنها وجدت شخصاً يشاركها أفكارها وأحاسيسها ويتعاطف معها ويهتم بها، وتشعر وهي بصحبته بالسعادة والراحة والطمأنينة فيكون لديها استعداد أن تقدم له قلبها دون أن تشعر بأنها تقدم أي تضحية.

هل تختلف مشاعر الحب بعد الزواج ؟
 

 
   
جاءت دراسة أمريكية حديثة صادرة عن جامعة ميامي‏ لتؤكد أن الشعور بالحب يساعد علي إفراز مادة "الدوبامين" داخل المخ التي تعطي الإحساس باللهفة والرغبة‏,‏ وكذلك أعراض القلق التي قد تصاحب الحب مثل خفقان القلب وجفاف الحلق ورعشة اليدين‏,‏ لكنهم وجدوا أن بعد الارتباط والزواج يفرز المخ مادة أخري هى "الأوكسيتوسين" التي تعطي الإحساس بالأمان والراحة والألفة‏,‏ لذلك نجد شعور الطرفين نحو بعضهما بعد الزواج قد اختلف عن فترة الخطبة‏,‏ وبالتالي فالتضحية لا ترتبط بفترة دون أخري‏.

وإنما ترتبط برغبة في إنجاح الأسرة وتحقيق الأهداف المشتركة‏,‏ كذلك فإن القدرة علي التضحية تختلف من شخص لآخر‏,‏ فهناك رجال كثيرون يقدمون علي التضحية مثل النساء تماماً‏ًً,‏ في حين أن بعض السيدات يكن أقل تنازلا من أزواجهن‏.‏

ومن جانبه، أوضح الدكتور طارق عكاشة أستاذ الطب النفسي جامعة عين شمس، أن الحب الحقيقي الذي يستمر لسنوات هو الذي يجمع بين مشاعر الرغبة واللهفة مع الإحساس بالأمان والراحة في آن واحد‏.‏

الحب الحقيقي لا يتضاءل مع مرور الزمن
  
وقد اكتشف علماء أمريكيون أن الحب الحقيقي الذي يدوم إلى الأبد ولا يتضاءل مع مرور الزمن موجود بالفعل.

وأكدت نتائج دراسة أجراها علماء في جامعة "ستوني بروك" في مدينة نيويورك الأمريكية وشملت أزواجاً بعضهم تزوج حديثاً والبعض الآخر متزوج منذ حوالي 20 سنة، وقام العلماء بتصوير مقطعي لأدمغة الأزواج، فتبين أن عدداً منهم أبدى بعد 20 سنة على الزواج استجابات عاطفية مماثلة للاستجابات التي يبديها الأزواج حديثي الارتباط.


 
   
وأوضحت الدراسة أن الحب والرغبة الجنسية يكونان في ذروتهما في بداية العلاقة ويبدآن بالتراجع مع مرور السنين، مؤكدة أن واحداً من أصل 10 أزواج ناضجين يعطي ردود فعل كيمائية مماثلة للمتزوجين حديثاً عند رؤية صورة من يحبه.

وأكد بروك آرثر آرون عالم النفس في جامعة ستوني، أن "النتائج تتعارض مع الاعتقاد السائد أنه لا وجود للحب الحقيقي الدائم، ولكننا على يقين أن هذا النوع من الحب موجود فعلاً".

وخلصت الدراسة أن بعض الأزواج عبروا عن حبهم الشديد لشريكهم على الرغم من مرور 21 سنة على زواجهم، فظن أنها خدعة، لكن "المسح المقطعي لأدمغتهم أظهر أن الأمر حقيقة بالفعل وأنهم لا يتظاهرون بالحب".

وكانت دراسات سابقة قد ذكرت أن الحب الأبدي لا وجود له، وأن الحب بين الأزواج يبدأ بالتضاؤل بعد مدة تتراوح بين 12 و15 شهراً، ويأخذ بالتلاشي أكثر بعد سنتين أو 3 سنوات إلى أن يختفي تقريباً بعد 7 سنوات.


 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد