إرادة التغيير

mainThumb

16-02-2019 01:58 PM

 يعتبر التغيير نقطة تحول في سلوك وأفعال الأفراد والجماعات، فقد يكون هذا التغيير تغيرا إيجابيا من السلوك السيئ الى الحسن، وقد يكون العكس من ذلك من من الحسن الى السيء، وقد يكون أيضا استمرارية ومحافظة على السلوك القديم وتعزيزه بغض النظر عن نوعه إيجابا أم سلبا.
 
ولكي يكون التغيير إيجابيا يجب أن يكون تغييرا داخليا صادرا عن قناعة جوهرية بأهمية هذا التغيير، ومن هنا يتغير كل شيء في المحيط بتغيير سلم أولوياتنا وقناعاتنا، فالعالم الخارجي يعتبر مرآة لعالمك الداخلي، فيجب أولا الإنتصار على النفس وهواها وبهذا نحقق شرط الخالق في تغيير الحال: إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ، فشرط تغيير الحال بغض النظر عن نوعه هو التغيير نفسه، وهذا ينطبق على الأفراد والجماعات، أما أن نبقى نندب حظنا ونضع اللوم على المجتمع المحيط بنا، ونستمر في سلوكنا السيء، فإن الأمور حتما لن تتغير وستبقى على حالها.
 
إن توافر إرادة التغيير ضرورة ملحة لإحداث التغيير نفسه، فإذا ما انتصرنا على أنفسنا ولجمنا هواها، وشرعنا في تغيير سلوكنا، حتما كل شيء سيتغير، لأن من خالفنا سيسقط حتما من حساباتنا ومحيطنا ويبقى فقط من توافق مع مستجداتنا وسلك مسلكنا.
 
لقد جعل الخالق مبدأ التغيير الداخلي شرطا أساسيا لإحداث التغيير، فعلينا أن نقوم أنفسنا ومن ثم بيتنا ومحيطنا، مع قناعتنا بقدرتنا على إحداث هذا التغيير في حياتنا. ويترافق ذلك مع قدراتنا على هزم الخوف الداخلي بغض النظر عن نوعه وأسبابه، فهنالك الكثير من الحضارات التي تفتقد للمقومات الأساسية للغناء كالنفط والغاز ولكنها تملك العقل البشري المؤمن بقدراته على التغيير، تجدها في مصاف الدول الغنية، وهنالك من يمتلك كل مقومات الغناء، تجده يعاني من الفقر وغياب الأمن لأن الثاني لم يوظف قدراته العقلية وإرادته لإستغلال الإمكانات المتاحة. وفقنا الله وإياكم لتطبيق شرط الخالق عزوجل في إحداث التغيير. 
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد