بين الواقع والاسطورة

mainThumb

21-02-2019 01:58 PM

بطل الاسطورة ليوكورديس، ولد في الغابات قويا، شجاعا، مقداما، كان يشرب من ماء الحياة فيزداد قوة إلى قوته، فأخذ يصارع كل وحوش الغابة فيصرعهم، قتل الأسد والنمر والدب والفيل، فشكته وحوش الغابة لإلهها، فحضر إله الحيوانات بنفسه لقتال ليوكورديس، وبدأ القتال الشرس بينهما، تحطمت على إثره الصخور، والأشجار، ودُمر المكان، وقُتلت الكثير من الحيوانات، إلا أن كورديس جُرح جراحا بليغة، خارت قوته على إثرها، فطلب العون من إله الحرب، فرفض الأخير مساعدته، لكي لا تتصارع الآلهة فيما بينها.
 
 
وتُرك ليوكورديس ضعيفا بين الموت والحياة، فر من الغابة، ولجأ إلى الجبال العالية، وهناك بدأ يستعيد عافيته شيئا فشيئا، وأخذ يشرب ويستحم بماء الحياة، ويعصر الفاكهة ثم يخمّرها مع ماء الحياة، فيشرب نبيذ القوة والحياة، ثم نزل إلى المدن والقرى، وجامع الآلاف من النساء، فولدن له جيشا من الرجال الأشداء الأقوياء، حينها قرر أن يحارب بجيشه الآلهة لينتقم لنفسه، فأرسل إلى الشيطان بأن يمده بجيش من الجان لقتال الآلهة، فلبى الشيطان طلبه.
 
 
 وسار ليوكورديس بجيشه لحرب الآلهة، فتقدم جيش عرمرم من خدام الآلهة من الجن والبشر للدفاع عنهم، ولكن ليوكورديس استطاع أن يهزم ذلك الجيش بين قتيل وأسير ومهزوم فار من أرض المعركة، ليتقدم نحو الآلهة ليجابه جيشا قويا من ملائكة الآلهة، حينها قرر الشيطان الإنسحاب من التحالف مع ليوكورديس، مبررا أنه لا قِبل له بمجابهة جيش الملائكة، لكن ذلك لم يثنيه عن قراره هزيمة الآلهة، فخاض حرب شرسة، تزلزلت الأرض من اثرها، وتفجرت البراكين، وثارت البحار والمحيطات، وسالت الدماء أنهارا، ليستطيع ليوكورديس الانتصار في المعركة بعد عناء كبير، وقد فقد كل جيشه.
 
 
 فأصر وحيدا أن يقاتل الآلهة ليهزمهم، وعندما وصل إلى مجلسهم، وأراد قتالهم، وجد الشيطان وجيشه في مواجهته دفاعا عن الآلهة، صدمه الموقف، فدعاه الشيطان للاستسلام للآلهة، وأن ينضم إلها إلى مجلسهم، بعد أن بين حقيقته، أن نصفه بشر والنصف الآخر إله، فقد تزوجت أمه إله الفتنة والجمال بمقاتل بشري شرس، فولدته في الغابة وتركته للبوة ترضعه، وشيطانة تربيه، فوافق لطلب الشيطان، فأعلنته الآلهة إلها للسلام وأطلقت عليه الإله ديوسباسيس(إله السلام).


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد