من أين جاءت الأمثال؟

mainThumb

21-04-2020 01:30 PM

السوسنة - يعرف المثل الشعبي أنه جملة قصيرة ، بليغة ، تحمل النصيحة والرشد ، توارثت عبر الأجيال ، وهو سهل وسريع الانتشار والتداول ، ووجد من أجل التعبير عن تجربة حدثت في الماضي تكررت مرارًا . والأمثال بيان للتداخل التاريخي والثقافي والجغرافي ، والأدبي والإقتصادي والديني والعادات والتقاليد .

اقرأ أيضا:الرياضة السياسية

أما الأمثال الفلسطينية فهي جزء مهم من التراث الشعبي ، فقد تميز ببلاغته وفصاحته ، وطريقة تعبير عن كافة المواقف التي تعرض لها الشعب الفلسطيني عبر العصور ، وطرق العيش ومختلف المعاملات والأخلاق المعروفة ، بعض هذه التجارب اختفت ، وبقي المثل متداول ،بينما احتفظت بعض هذه الأمثال بقصتها وتفاصيلها ،حتى وإن اختلفت تفاصيلها قليلًا عن القصة الحقيقية .

اقرأ أيضا:الحب هو اساس الحياة ومرتكزها

وقد صنفت مصادر الأمثال الشعبية العامية إلى :
1. حادثة واقعية ، مثل المثل القائل : برضه راكب ؛ يستخدم الفلسطينيون المثل للتأكيد على عدم الاستسلام ، والإرادة العالية في أكثر الحالات شدة ووقت الحرج . أما قصته الحقيقية التي حصلت في ثورة 1936 في الناصرة ، قاله الشيخ حامد ، وقد كان ضريرًا ، حين اعتلقته قوات الاحتلال البريطاني ، وكان مختبئًا في قرية معلول في أحد البيوت ، لكنه رفض الذهاب معهم ، فما كان من أحد الجنود إلا أن حمله على ظهره ، فقال جملته التي اشتهرت وتناقلت : " برضه راكب " .
2. حكاية أو نكتة شعبية ، ومثله " مثل مسمار جحا " ، يقال للتعبير عن الثبات ، وقصة المثل أن جحا باع بيته باستثناء المسمار الموجود في الحائط ، وبقي الى جانب مسماره ، ورفض الاستغناء عنه ، حتى ملَّ الرجل وترك المنزل لجحا.
3. ما أخذ عن الفصحى مثل : " وافق شن طبقة " ، و" دوام الحال من المحال " و " الساكت عن الحق شيطان أخرس " .
4. الأغاني الشعبية ، ومثله " عيشة بالذل ما نرضى بها " و " كلمة يا ريت ما بتعمر بيت ".
5. الطبيعة والجغرافيا والمعرفة المناخية والزراعية ، ومثله قولهم : " آذار أبو الزلازل والأمطار " و " إن غيمت باكر احمل عصاتك وسافر، وإن غيمت عشية شوف لك مغارة دفية " .
6. المعرفة بالنفس البشرية والتجربة الإنسانية العامة ، ومثله قولهم : " "ما شجرة إلا هزتها رياح ولا سكرة إلا وإلها مفتاح" و "أوله دلع وآخره ولع" و "القرد بعين أمه غزال" و "فرخ ما يزق عتقي".
7. التعامل مع الشعوب والثقافات المختلفة ، ومثله قولهم : "الحق مثل الفلين ما يغرق" و "لا تكون راس لأنه الراس كثير الأوجاع".
كتاب : المستقصى في أمثال العرب - المؤلف : أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري

اقرأ ايضا:ما هي دوافع الجريمة ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد