من هو ابن المقفع ؟

mainThumb

23-04-2020 11:07 AM

السوسنة - ابن المقفع من أكبر بلغاء عصره ، نقل إلى العربية مادة أجنبية غزيرة ، دون أن يحدث انحرافا من شانه أن يجر ضربا من الازدواج اللغوي ، و كان آية في البلاغة ، و جزالة القول ، و رصانته مع سهولته .

اقرأ أيضا:كيف تتشكل شخصية الطفل ؟

نصح الأدباء قائلا : " إياك و التتبع لوحشيّ الكلام طمعا في نيل البلاغة فإنّ ذلك هو العيّ الأكبر " . و هو من أوائل من ثبتوا الأسلوب الكتابي العباسي الموّلد ، و هو أسلوب يقوم على الوضوح ، و خلوّ الألفاظ من كل غريب وحشيّ ، و مبتذل ، و أن يشف اللفظ عن معناه .


هو ابن المقفع ، و اسمه روزبه بن داذويه ، فارسي الأصل ، فأبوه من قرية جور الإيرانية ، نزل البصرة ، و ظل على دينه مجوسيا مانويا ، و استعرب في البصرة لاختلاطه بمواليه آل الأتهم التميين ، و عمل بعد ذلك في دواوين الخراج للحجاج ، خان أموال الدولة فضربه الحجاج حتى تفقعت يداه ( يبست ) فسمي بالمقفع ، و مات على دينه .

اقرأ أيضا:5 أعشاب طبيعية مسكنة للألم

و على هذا الدين نشأ ابنه - ابن المقفع – و قد أتقن العربية و الفارسية ، و عمل في دواوين العراق ، كما عمل أبوه من قبل ، و ذلك آخر زمن بني أمية .
و لما قامت الدولة العباسية كتب لعم المنصور سليمان بن علي ، و أسلم على يدي عيسى بن علي والي الأهواز ، و تكنى بأبي محمد .
إلا أن روايات عديدة تثبت زندقته ، فقد قال المهدي : " ما وجدت كتاب زندقة قط إلا و أصله ابن المقفع ، و قيل إنه كان يتمتم بأدعية المجوس قبل أكله ، فسأله عيسى بن علي و الي الأهواز ، أتصنع ذلك و أنت على نية الإسلام ؟ فأجابه : كرهت أن أبيت على غير دين .


و لما خرج عبد الله بن علي عم المنصور و واليه على الشام ، و أعلن ثورته عليه ، و هزمته جيوش المنصور ، فر هاربا إلى أخويه سليمان و عيسى ، و طلب أمانا ، فأمر المنصور ابن المقفع أن يكتب كتاب الأمان ، إلا أن ابن المقفع تشدد في الكتاب ، و امتهن كرامة المنصور ، و وطئها بالأقدام بصيغة الأمان التي كتبها . فقتله المنصور ما بين 142 هـ - 145 هـ على أرجح الروايات .

اقرأ أيضا:بدايات الشعر الحر ّ و دوافع ظهوره

و قيل إن ابن المقفع مع زندقته كان وقورا نبيل الخلق ، اتسم بالمروءة و الترفع عن الدنايا ، و جمع بين الثقافات العربية و الإسلامية و الفارسية و الهندية و اليونانية ، و نقل إلى العربية ما عرف من اللغات الأخرى .


و كان للثقافة الفارسية الحظ الأكبر ، فنقل عنهم كتابا في تعاليم مزدك و كتاب " خداى نامه " في سير الملوك الإيرانيين ، و كتاب " التاج في سيرة أنوشروان " ، و كتاب " آيين نامه " في أنظمة الملك و تدبير السياسة و الحكم ، و رسالة " تنسر " . كما نقل عن الفهرية كتاب " الأدب الصغير " و كتاب " الأدب الكبير " ، و " اليتيمة " و رسالة الصحابة .
و نقل عن الهندية كتاب " كلية و دمنة " ونقل عن أرسطو في المقولات و القياس المنطقي إلا أنه مفقود .

المرجع : العصر العباسي الأول ، شوقي ضيف ، ط 6 ، دار المعارف ، مصر .

اقرأ أيضا:10 خطوات لفهم الفلسفة

 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد