الكورونا والشمس والسبات الصيفي .. وحقيقة جائحة الصيف الابيض

mainThumb

28-05-2020 03:14 AM

منذ حوالي ال 6 سنوات الاخيرة يدخل العالم في متاهة تغير مفهوم الانقلاب البيئي حرارة الصيف .. والتوقعات لصيف ثلجي.

هل سياخذ فصل الصيف هذا العام اجازة البرودة الشتوية.. ويتعاطف حراريا مع جائحة الكوفيد- 19.

-- تتسارع الاسئلة وبشكل غير مسبوق في وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقرؤة العادية والالكترونية على المستوى الرسمي والشخصي عن حقيقة ما سيجري في صيف هذا العام 2020 من أن هناك تغيرات مناخية سوف تحصل وان الصيف القادم سيكون صيفا بلا شمس لاهبة وانما ستحنو علية العواصف الجليدية والثلوج وتجعلة صيفا ابيضا.

-- في بداية عام 2013 كان العالم على النقيض تماما وكانت التساؤلات تصب هل سترتفع درجة الحرارة الى اكثر من 72 درجة مئوية ولقد أكدت في ذلك الوقت ان درجة حرارة الصيف لن تزيد عن ال 50 درجة مئوية في معظم البلدان في منطقتنا وهو ما حصل بالفعل ولكن اليوم هناك تغير في مفهوم الانقلاب البيئي من صيف لاهب الى صيف بارد. الامر الذي يضع كل نظريات الاحترار العالمي ودور النشاط الانساني في دائرة الشك وربما الخطأ.

-- ما المقصود بالانقلاب البيئي والمناخي؟

- إن عملية الانقلاب البيئي المناخي تعني تغيير الانماط المناخية السائدة على سطح الارض او في اقليم مناخي معين، بحيث يتحول هذا المكان من صحراء قاحلة جافة الى منطقة مطيرة وبالتالي تصبح مناطق خضراء (غابات).
علما بأن الانظمة والاقاليم المناخية في الأرض تقسم الى عدة أقاليم أو أنظمة مناخية ويستند هذا التقسيم الى النباتات المحلية السائدة.

وتوقع علماء ناسا أن هذه المرحلة من “النشاط الأدنى” للشمس تشبه ما حدث بين عامي 1650 و1715، خلال ما يعرف باسم العصر الجليدي الصغير في نصف الكرة الأرضية الشمالي للأرض.

من جهة اخرى أكد العلماء أن ذلك لن يؤدي إلى عصر جليدي آخر، مؤكدين على إنه “حتى لو كان الحد الأدنى للطاقة الشمسية سيستمر قرنا، فإن درجات الحرارة العالمية ستستمر في الدفء، لأن عوامل أكثر من مجرد الاختلافات في ناتج الشمس تغير درجات الحرارة العالمية على الأرض، وأكثرها شيوعا اليوم هي الحرارة الناتجة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لكن رغم ذلك بدأت الاخبار تتناقل بسرعة عن صيف أبيض ليس فيه هبات الشمس القادمة من القارة الهندية وانما عواصف ثلجية قادمة من جهة الغرب عبر جزيرة قبرص.

‐ إن هذا الانقلاب في المفهوم البيئي من الاحترار الى البرودة يؤكد الى حد كبير ان النشاط الانساني ليس هو العامل الحاسم في التغيرات المناخية وأن الشمس هي التي تسيطر على الموقف فكل هبة شمسية تعادل مئات الآف من القنابل النووية.

ظاهرة السبات الشمسي وأسبابها لا زالت قيد التخمين والاستنباط وهي ما تعرف بظاهرة "دالتون" حيث تكون عاجزة عن إطلاق اشعاعها على الإجرام السماوية ومنها الأرض وبالتالي حدوث عصر جليدي صغير.
ويكون الاشعاع الشمسي الواصل الى الأرض اقل من المعتاد مما يؤدي الى انخفاض في درجات الحرارة ويفسر ذلك بسبب ان الشمس لها دورة نشاط (Solar Cycle) وتتكرر هذه الظاهرة كل (9-13) عام أي 11 سنة كمعدل تبدأ هذه الدورة الشمسية بظهور البقع الشمسية (Sunspots).

لقد تم اكتشاف الدورة الشمسية من قبل العالم هنريش شوب ومن ثم قام العالم رودلف وولف بوضع الأساس الفيزيائي لها واحصائها وتم ترقيم اول دورة شمسية وهي التي حدثت بين الأعوام (1766-1755) وخلال السنوات اللاحقة الى يومنا هذا.

-- هل ستنخفض البقع الشمسية داخل هيكل الشمس

تعتبر الدورة الشمسية الحالية هي بداية الدورة الشمسية (25) وسبب تأخر ظهور البقع الشمسية وكذلك كون الدورة الشمسية السابقة (24) كانت دورة ضعيفة لهذه الأسباب توقع بعض العلماء ان تكون هذه الدورة ضعيفة او شبيهة بالدورات الشمسية (5,6,7) التي حدثت بين الأعوام (1830-1790) او ما تسمى بالحد الأدنى لدالتون (Dalton minimum) والتي تسبت بانخفاض درجات الحرارة 0.2 مئوية في إدناها و 1.5درجة مئوية

يتوقع العلماء ان الشمس في دورتها ال25 والتي بدأت منذ بداية عام 2020 إلى 130 بقعة شمسية مسجلة انخفاض 90 بقعة عن معدل عدد البقع الشمسية في الدورة الشمسية الواحدة إذ يبلغ متوسطها 220 بقعة في الدورة.

ولكن؟ هل سيسبب انخفاض البقع الشمسية صيفا جليدا ابيضا؟ الجواب بالطبع لا لان الانخفاض لا يحقق انعدام الطاقة الشمسية حيث أظهرت الدورة الحالية وجود نشاط من خلال ظهور انفجارات شمسية وبشكل متكرر وهذا دليل عن وجود نشاط شمسي لذا فان الصيف قادم بقوة ودرجة حرارة عالية غير مسبوقة والمدى الحراري من ٣٥ إلى ٥٠ وقد تصل إلى أكثر من ٦٥ درجة مئوية في الخليج لساعات وأحيانا ايام وفي أوروبا قد تصل سالب ٧٠ درجة مئوية.

-- الاحترارالعالمي والغازات الدفيئة

ان ظاهرة ارتفاع درجة الغلاف الجوي بسبب زيادة تراكيز الغازات الدفيئة (Greenhouse gases GHGs) الرئيسية ونسبت اليها وقوع أضرار بالنظام المناخى. وبنيت الاستناجات على أن زيادة استخدام الوقود الاحفوري (النفط والغاز والفحم الحجري) الذي ادى الى تغيير كيميائية الغلاف الجوي وبشكل جوهري أدى إلى استخراج وحرق أكثر من 3 تريليونات طن من الوقود الاحفوري لتوليد الطاقة في الاعوام ال 150 المنصرمة. ان تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون أخذ الحظ الاكبر من الدراسات وذلك لارتفاع تركيزه من نحو 268 جزءا بالمليون عام 1750 إلى نحو 365 جزءا عام ,1998 والان 2020 تركيزة اصبح قريبا من 428 جزء في المليون وهو ما يمثل زيادة مطلقة بنحو 35%.

اضافة الى ثاني اكسيد الكربون هناك بخار الماء واكسيد النيتروجين NO (وخصوصا من الاسمدة) والميثان الأخطر (المنبعث وبكميات كبيرة من مزارع الارز واماكن طمر النفايات وتربية الابقار) والاوزون (O3) والكلوروفلوركربون المسؤولة عن تاكل طبقة الاوزون (Chlorofluorocarbons (CFCs) هذه الغازات تسبب الاحتفاظ بالاشعة الشمسية المنعكسة من الارض باتجاه الغلاف الجوي العلوي حيث تتميز بقدرتها على امتصاص الأشعة التي تفقدها الأرض (الاشعة تحت الحمراء) ما قد يؤدي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري والاحترار العالمي.

- واخيرا -- عام جميل وفصول اربعة:

ان دراسات التغير المناخي والتسجيلات الدقيقة للعوامل الجوية والامطار للمئة عام الاخيرة في منطقتنا تؤكد ان كل المؤشرات السابقة تلغي فكرة الصيف الابيض وان العام القادم سيكون عام جميل فيه فصول اربعة وان فصل الصيف سيكون صيفا مناسبا للحصاد الحراري القادم من اشعة الشمس وان خلايا الطاقة الشمسية سيكون بمقدورها جمع وحصد أشعة الشمس وتحويلها الى طاقة بمليارات الميجاوات وأن الشلل العالمي في حركة الصناعة والتجارة والتنقل بسبب جائحة الكورونا لن تستطيع القضاء على تراكيز الغازات الدفيئة بفترة أشهر.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد