لو غمّسنا الخبز بالشاي لن نتخلى عن الهاشميين

mainThumb

10-04-2011 11:50 AM

فيروز مبيضين – ترجم الشيخ الجليل محمد سليم الكوز من قلب مخيم الوحدات وسط العاصمة عمان معنى الحب والولاء والانتماء عندما قال في حضرة جلالة الملك " لو غمّسنا الخبز في الشاي ، لن نتخلى عن الهاشميين ".

حين سمع الشيخ الجليل ان جلالة الملك عبد الله الثاني سيزور مخيم الوحدات عاد ادراجه من زيارته للطبيب ليكون في الاستقبال متمسكا بحقه في دخول قاعة الاجتماع ،  فالملك للجميع يقول الشيخ الكوز .

حضر الشيخ الطيب لقاء جلالته مع ممثلين عن اهالي مخيم الوحدات الاربعاء الماضي وبلا تحضير او مراجعة للاخطاء الاملائية في ورقة معدة مسبقا ، وبعفوية تحدث بلا مطالب او احتياجات ، مرتديا عباءة مقصّبة وكوفية بيضاء كقلبه الطاهر، تحدث باسمه وباسم ابنائه واحفاده ومن يمثلهم , فهو مختار عشيرته في مخيم الوحدات منذ اربعين عاما  .

قدم المختار الكوز من فجة احدى قرى يافا بعد ان هُجّر الى اللد واريحا ورام الله عقب نكبة عام 1948 ، يقول لوكالة الانباء الاردنية (بترا) : انا اردني من اصل فلسطيني ، توأمان شقيقان هما الاردن وفلسطين اعتز بجنسيتي الاردنية واتمسك باصلي الفلسطيني فانا صاحب قضية ولي حق هناك غرب النهر ، وعليّ حق هنا شرقيه .

يقول المختار : التقيت المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه خمس مرات او اكثر , وفي احدى المرات وكان اللقاء في المدينة الرياضية وقد مرت مناسبات لم احضرها لظروف مختلفة قال لي الحسين عندما صافحته وفي نبرته عتاب الاقارب والاحبة : زمان ما شفتك .

المختار يفخر بما ناله من علم حتى الصف السادس في قريته فجة ، يقول : نصيحة لمن لم تسعفه ظروفه بنيل القسط الوافر من العلم " اذا فاتتك المدارس فعليك بالمجالس" ، قول الحق بالنسبة له شيء مقدس , لذلك كان اصراره على ان يحضر اللقاء مع جلالة الملك عبد الله الثاني ليقول له قولا خرج من القلب والعقل معا.

ابناء مخيم الوحدات ـ اكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في المملكة ـ كانوا في استقبال جلالة الملك عبدالله الثاني , والزيارة كانت تاريخية يصفها المختار ويقول: سنبقى على العهد ما دام في قلوبنا نبض .

كبرنا في هذا البلد وعشنا فيها ومن يخرج الى دول اخرى يدرك معنى تساوي الحقوق والواجبات في وطن كان الجميع فيه شركاء يتقاسمون الخير والمحبة يقول الشيخ الجليل.

ويضيف " لقد تحمل الهاشميون مسؤولية القضية الفلسطينية منذ مؤتمر اريحا عام 1950 , والحقيقة ان للهاشميين فضلا متواصلا في دعم الشعب الفلسطيني داخل الضفة الغربية وخارجها .

المختار يعيش حاليا مع زوجته الثالثة بعد ان توفيت زوجتاه السابقتان في ضاحية الحاج حسن يبحث عن الهدوء في منزل لا طوابق فيه ،  بعد ان عارك الزمن 76 عاما هي عمره المديد باذن الله ، فلا صخب في الضاحية ولا اعمال تجارة وحركة سيارات كثيفة واكتظاظا سكانيا كما هو حال المخيم .

وفي المخيم حيث تزاحم الاقدام ، والاكتظاظ في مساحة لا تتجاوز 450 دونما وفي تواجد لتعداد سكاني يتجاوز 230 الفا تحدث لوكالة الانباء الاردنية رئيس لجنة تحسين الخدمات الدكتور محمد عايش عن زيارة جلالة الملك قائلا : لقد كانت المطالب التي ركز عليها اهالي المخيم واهمها فتح شارع الكيالي , والسماح باضافة طابقين للابنية المقامة وغيرها من المطالب محل اهتمام جلالته ، وبدا ذلك من خلال المتابعة التي جرت من الديوان الملكي الهاشمي العامر في ذات اليوم حيث تم الاتصال مع جميع الجهات المعنية التي تقدمت بطلباتها للمباشرة بتنفيذها .

ويضيف ان خروج ابناء المخيم للقاء جلالته وبالعفوية التي شاهدها الجميع عبرت عن التفافهم حول القيادة الهاشمية وبكل صراحة كانت رسالة بان الاردنيين جميعا وهم يشتركون في همومهم المتعلقة بتحسين نوعية الحياة يتفقون على محبة الهاشميين وتقديرهم .

ويقول ان اهالي المخيم وبشكل خاص منذ حديث جلالته امام الكونغرس الاميركي العام 2007 حين تحدث عن القضية الفلسطينية ازدادت لديهم القناعة الراسخة بان افضل من يمكن ان يوصل للعالم اجمع هموم وقضايا الشعب الفلسطيني هو الملك عبدالله الثاني .

مديرة مركز التأهيل المجتمعي للمعاقين رحاب العموري كانت ايضا ممن تشرف بلقاء جلالته في مخيم الوحدات تقول: ان المركز يخدم نحو 270 حالة تشمل التوحد والشلل الدماغي والاعاقات المختلفة وحتى صعوبة التعلم ولا تقتصر خدماته على ابناء المخيم بل يقدمها لكل من يحمل تشخيصا طبيا يستدعي تقديم الخدمات اليه حتى ان لدينا حالات من منطقة سحاب .

وتوضح ان الديوان الملكي الهاشمي قام بالاتصال بها مباشرة بعد انتهاء الاجتماع , وهذا يعبر عن الاهتمام الملكي بتنفيذ مطالب المواطنين باقصى سرعة .

وتقول ان لقاء جلالة الملك بابناء مخيم الوحدات توقيتا وزمانا كان مبعث امل واصرار على مواصلة العمل وبذل الجهود من اجل تقديم الافضل للوطن والمواطن .

 بترا 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد