صحيفة السوسنة الأردنية

اكد رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت ان لقاءه الخميس بممثلي القطاع السياحي في ختام لقاءات عقدها خلال الاسابيع الماضية مع الفعاليات الاقتصادية في المملكة بهدف تشكيل فريق الحوار الاقتصادي الذي يضم ممثلي القطاع الخاص بكافة تصنيفاته ليعمل مع الفريق الاقتصادي الحكومي على بلورة الاستراتجيات الكفيلة بتنشيط الحركة الاقتصادية .

 واعلن البخيت ان مجلس الوزراء سسيتخذ قرارا السبت بتشكيلة فريق الحوار الاقتصادي الذي يضم نحو 30 شخصية بما فيها القطاع السياحي ليبدا العمل بوضع خطتين متوازيتين لمعالجة الامور الاقتصادية حتى نهاية العام الحالي واخرى مقترحة للعامين القادمين.

كما اكد البخيت ان هذا اللقاء يستهدف الاستماع الى وجهات نظر هذا القطاع الهام في كيفية تحويل التحديات التي يواجهها الى فرص حقيقية وان تعاون جميع المعنيين في القطاع السياحي على ابواب فصل الصيف القادم سيسهم في جعل الاردن مقصدا للسياحة وخاصة العربية . وقال ان القراءات الأولية تشير إلى ان الموسم السياحي لهذا الصيف يمثل فرصة كبيرة لاستقطاب السياحة العربية ومن دول الخليج العربي على وجه الخصوص موضحا ان الحكومة اتخذت إجراءات تهدف إلى تسهيل وتسريع عملية دخول السائحين والمغتربين إلى المملكة .

واشار رئيس الوزراء خلال اللقاء الذي حضره وزيرا المالية الدكتور محمد ابو حمور والسياحة والاثار هيفاء ابو غزالة الى القرارات التي اتخذتها الحكومة لتسهيل اجراءات دخول السياح على المعابر مؤكدا انه تم وضع وقت معياري لانهاء الاجراءات على المعابر يجب ان تنتهي المعاملات خلاله.
ولفت الى ان الظروف الإقليمية فرضت واقعا جديدا على البيئة السياحية في المنطقة ، واضافت في الوقت نفسه فرصا جديدة للقطاع السياحي الاردني من حيث الجذب السياحي والاستثماري .

ونوه البخيت بان الأردن الذي حباه الله بتنوع بيئي رغم صغر مساحته وبميزات سياحية تاريخية ودينية وتراثية فريدة يستعد اليوم ليأخذ مكانته التي يستحق كمهبط سياحي وبقعة جاذبة بفضل نعمة الاستقرار السياسي والأمني التي اجتمع الاردنيون على انها نعمة يجب الحفاظ عليها.

 واكد أن السياحة تلعب دورا حيويا في الاقتصاد الأردني يسهم في تحسين مستوى الرفاه الاجتماعي للمواطن على المدى البعيد، حيث بلغت نسبة المساهمة الإجمالية لقطاع السياحة في الاقتصاد الوطني 14% من الناتج المحلي الإجمالي وبلغ الدخل السياحي للمملكة عام 2010 (2.4) مليار دينار.

وقال من اجل ذلك دأبت الحكومة على إعداد إستراتيجية تحديثيه طموحة لتطوير القطاع السياحي تمتد حتى عام ألفين وخمسة عشر ، ترتكزعلى تطوير اقتصاد سياحي مستدام من خلال الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني ، بحيث تشمل توصيات وإجراءات يتعين على الجميع تنفيذها لتحقيق عوائد ضخمة تقارب الـ 3.5 مليار دينار.

واكد البخيت ان تنفيذ الإستراتيجية يستدعي تعاون كافة الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة مع وزارة السياحة لتنفيذ الخطط الموضوعة ولاستكمال البرامج الحالية للوزارة وتمكينها على المستوى الوطني.

واوضح ان الحكومة تعمل على إعداد قانون جديد للسياحة يهدف إلى مواكبة التطورات التي تشهدها صناعة السياحة بما يكفل تحفيز الاستثمار في هذا القطاع، وتنظيم مزاولة المهن السياحية والارتقاء بها مع إعطاء أهمية خاصة لتحديد دور الوزارة و مهامها وصلاحياتها بوضوح ودقة في إدارة وتنمية وتطوير المواقع السياحية وصولا إلى تعزيز مكانة الأردن التنافسية وجعله مقصداً سياحياً متكاملاً.

ولفت رئيس الوزراء الى ان الحكومة ولغايات دعم القطاع السياحي قامت بتمديد الموافقة على تخفيض ضريبة المبيعات لتصل إلى 8% فقط لدى قطاع الفنادق السياحية حتى نهاية هذا العام، والموافقة على مساواة السياح والزوار العرب بالأردنيين من حيث رسوم دخول المواقع السياحية والأثرية. وقال انه وإدراكا لأهمية تطوير المواقع السياحية بدأت الحكومة العمل على إعداد المخططات الشمولية وخطط إدارة المواقع الأثرية الهامة كالبتراء، وأواسط المدن التاريخية، وموقع جرش الأثري، وموقع أم قيس التراثي، بالإضافة إلى مشروع السياحة الثاني والثالث .
واكد ان الحكومة تولي أهمية كبرى للسياحة الداخلية حيث تم إطلاق حملة لتوفير منتج سياحي وبرامج سياحية للمواطن منتصف هذا الشهر بالتعاون ما بين وزارة السياحة والقطاع الخاص وبهدف تحريك هذا القطاع والحفاظ على العملات الأجنبية.

كما اكد البخيت ان نجاح سياسة الدولة في دعم القطاع السياحي يعتمد بشكل كبير على فاعلية الترويج الخارجي للمنتج السياحي ، " ولهذه الغاية يتم حاليا دعم جهود التسويق والترويج من خلال تعزيز الاسواق الحالية ودعم الاسواق الواعدة عبر تعظيم دور هيئة تنشيط السياحة ودعمها بالموارد المالية وفق الإمكانات المتاحة إذ أصبح لها مكاتب تمثيل ضمن إحدى عشرة جهة مختلفة تقوم بتنفيذ برامج التسويق والترويج السياحي ".

و شدد رئيس الوزراء على ان تطوير صناعة السياحة يعد أولوية وطنية تستدعي الاهتمام من كافة القطاعات المعنية كما ان الترويج السياحي للمملكة مسؤولية تقع على عاتق الجميع من اجل وضع الأردن على الخارطة السياحية للعالم وليصبح مقصدا رئيسيا في الأسواق العالمية بإذن الله . واستمع رئيس الوزراء الى ابرز القضايا والتحديات التي تواجه القطاع واجاب على اسئلة واستفسارات ممثلي القطاع . واكد في رده على سؤال ان العقبة جزء من المملكة الاردنية الهاشمية وبرامجها السياحية والترويج لها يجب ان يكون ضمن اطار سياحي شامل تنفذه وزارة السياحة والاثار . وشدد على ضرورة انعكاس البرامج والمشاريع السياحية واستقطاب السياح على المجتمات المحلية لافتا الى ضرورة التركيز على برامج لاطالة فترة اقامة السائح وما يتطلبه ذلك من توفير المنشات والمرافق والخدمات .

وشدد البخيت على اهمية السياحة العلاجية لافتا الى ضرورة اجراء وقفة مراجعة تكفل حسن استقبال ومعاملة المرضى بعيدا عن الاستغلال لافتا الى ان قانون المساءلة الطبية امر مهم في موضوع السياحة العلاجية . وبشان السياحة الداخلية اكد البخيت انها لازالت مكلفة على المواطن وتحتاج الى مراجعة وطريقة تفكير جديدة تشجع المواطن على المشاركة في البرامج السياحية داخل الوطن .