أنفقوا من طيبات ما كسبتم .. (البقرة: 267)

mainThumb

17-12-2020 09:55 AM

 عند كثير من الناس مفهوم خاطيء عن مواصفات ما ينفقون من أموال وممتلكات وخيرات عندهم. فينفقون من القديم والسيء والخبيث مما عندهم ليتخلصوا منه على الأصناف من المحتاجين الذين ذكرهم الله في كتابه العزيز وقد ذكرناهم في التفصيل في مقالتنا التي سبقت هذه المقالة مباشرة. وبالطبع هذا التصرف من المنافقين مخالف تماما لأوامر الله في الآية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيه  وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (البقرة: 267)). فعلينا أن ننفق من طيبات ما نملك ويجب علينا ألا ننتقي الخبيث مما نملك ونعطيه للمحتاجين. ويتساءل رب العزة والجلال في نفس الآية: لو قدم لكم الخبيث هل تقبلونه؟ ويجيب الله سبحانه وتعالى، لو حصل معكم لأغمضتم عيونكم فيه ورفضتم قبوله، ووضح الله في آخر الآية ان الله غني عن إنفاقكم هذا ويحمد الله على نعمه الطيبة التي أنعمها عليكم والتي لا تعد ولا تحصى (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (النحل: 18)).

 
فعلى كل من يرغب في الإنفاق على المحتاجين، أن يعلم حق العلم انه عندما يقدم للمحتاجين أي شيء فهو لا يقدمه لهم وإنما يقدمه لله ملك الملوك. فنتساءل: لو رغبت أيها الإنسان المنفق بزيارة شخصية رفيعة المستوى أو المقام مثل حضرة مقام جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المفدى أو دولة رئيس الوزراء أو أحد الوزراء... فماذا تختار كهدية؟ أليس أفضل وأثمن ما هو موجود في السوق؟!. فما بالك كما قلنا انك تقدم ما تنفقه مما رزقك الله، لله ملك الملوك. ونذكركم أيضا أنه عندما سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها، لماذا تعطرين الدرهم قبل أن تعطيه للمحتاج؟ أجابت: لأنه يقع في يد الله قبل أن يقع في يد الفقير. ما أجمل هذا المفهوم الصحيح للآية رقم 267 من سورة البقرة. فعلينا أن نتدبر آيات القرآن كما أمرنا الله ونطبقها عمليا بأعمالنا وليس بإقوالنا فقط ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (النساء: 82)).


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد