بمناسبة 1442هـ و2021م الجديدتين

mainThumb

01-01-2021 12:34 PM

أصبحنا كما ذكرنا في مقالة لنا سابقة نتعامل في التاريخ الميلادي وأنسونا و نحن تناسينا التاريخ الهجري والذي كان أساس التواريخ التي يعتمدها المسلمون في سابق عهدهم عندما حكموا العالم بأكمله تقريباً. نعم، كما يقال لكل زمان دولة ورجال والزمان في وقتنا الحاضر كما يتضح للناس أجمع هو للمتقدم علمياً وتكنولوجياً وإقتصادياً وتصنيعياً (عسكرياً ومدنياً وفضائياً) وحضارياً... إلخ بما يفهمه معظم أهل الغرب وكثيراً من الناس المعجبون بحضاراتهم، وذلك لأننا أصبحنا أتباعاً وليس متبعون بين شعوب العالم. ولكن لو عملنا إحصائية على علماء العالم لوجدنا أن أكثرهم من المسلمين والعرب لأن ديننا وعاداتنا وتقاليدنا ومبادؤنا وأخلاقنا وأمانتنا وصدقنا ... إلخ من العادات التي يحبها الله في عبده موجودة عندنا وهذه هي مقوماتنا حتى نكون دائماً في المقدمة بين أفراد شعوب العالم الأخرى بعون الله. ولكن نقول، لا ضير في أن نتعامل مع الغرب وفق عاداتهم وتقاليدهم التي لا تتعارض مع ديننا الحنيف ونتعامل مع تواريخهم الميلادية لنبينا ونبيهم عيسى المسيح عليه السلام فالله أمرنا بذلك (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ، آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (البقرة 4 و 285)).
 
ولكن هذا لا يعني أننا لا نجعلهم يتعاملون كذلك مع تواريخنا الهجرية أي يجب أن تكون المعاملة بالمثل. نعم، كما ذكرنا أعلاه أن الدول الغربية هم القوى العظمى في العالم بعد نهاية حكم الإمراطورية العثمانية، وشيء مفروغ منه أن القوة تحكم وتتحكم في أمور العالم منذ القدم حتى من وقت داحس والغبراء. ولكن علينا كمسلمين وعرب المحافظة على أسس ديننا الحنيف دين العالمين وسنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام الصحيحة وعلى مبادؤنا وعاداتنا وتقاليدنا التي يَتُوق معظم شعوب العالم لها في الوقت الحاضر. وأرسل الله وبفعل أيدي شياطين الإنس من بني آدم (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (الأنعام: 112))، فايروس الكورونا كوفيد-19 لشعوب العالم أجمع.
 
وهو خلق من خلق الله الذي لا يُرى بالعين المجردة ولا بالمايكروسكوبات العادية إلا بالإلكترونية المتطورة منها وهو جندي من جنود الله ( وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (المدثر: 31)). فهذا الجندي أجبرهم رغم ما عندهم من قوة وتقدم علمي وطبي وتكنولوجي ... إلخ على تطبيق تعليمات الدين الإسلامي وسنة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ليحموا أنفسهم من فتك هذا الفايروس بهم وحصد أرواحهم، ربما ليقول الله لهم أن الدين الإسلامي هو الدين الصحيح فإتبعوه.
 
نعم حلَّت علينا السنة الهجرية الجديدة 1442 قبل فترة وعايد بعضنا على بعض فيها ولكن بشكل خجول لا أدري لماذا؟!، رغم أن عزة بني آدم بالدين الإسلامي والقرآن الكريم (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (العنكبوت: 41)).
 
وبعد نزول الإسلام وإنتشاره في العالم ووصوله إلى معظم بني آدم على الكرة الأرضيه عن طريق وسائل التواصل الإجتماعية المختلفة على الإنترنت فعلى الجميع إتباعه حتى لا يكونوا من الخاسرين يوم الحساب (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (آل عمران 85)). وإتباعاً لأوامر الله (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (العنكبوت: 46))، نتقدم من جلالة قائد البلاد الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم وجميع أفراد العائلة المالكة والشعب الأردني الأبي وجميع المسلمين في العالم ولجميع أفراد أهل الكتاب في العالم أيضاً بأسمى آيات التبريكات ونقول: كل عام وأنتم بألف خير بمناسبة حلول السنة الهجرية الجديدة 1442هـ وحلول السنة الميلادية الجديدة 2021 وعسانا جميعاً من عواده. سائلين الله أن تُوَحَد جهود الصالحين منا لمواجهة شياطين الإنس في العالم الذين لا يرجون خيراً لغير عرقهم أو جنسهم من بني آدم.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد