يَحْكُمُ اَلْقُضَاةُ فِي اَلُدُنْيَا وَالله يَحْكُم عَلْيْهِم فِي اَلآخِرَةِ

mainThumb

03-01-2021 11:35 PM

لقد إطلع غير المسلمين من أهل الكتاب وغيرهم من بني آدم على القرآن الكريم وعلى أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام الصحيحة وأقروا بطريقة أو أخرى بأن الدين الإسلامي هو خاتم الرسالات السماوية والأديان. وعملوا وما زالوا يعملون وفق ما جاء في كتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام في محاكمهم من قبل القضاة. وأكبر دليل على ذلك أنه تم وضع الآية رقم 135 من سورة النساء على الحائط المقابل للمدخل الرئيسي لكلية القانون بجامعة هارفارد الأمريكية، وهو حائط مخصص لأهم العبارات التي قيلت عن العدالة عبر الأزمان ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (النساء: 135)). فنتساءل هل نحن المسلمين وضعنا نص هذه الآية في مدخل أي كلية حقوق في جامعاتنا أو في محاكمنا؟. فنحن أولى من أي أمة غير إسلامية في العالم أن نأخذ فيما جاء في كتاب الله وأحاديث رسول الله في تطبيقنا للعدل بين الناس. نطالب قضاتنا جميعاً (إناثا وذكورا) في جميع المحاكم على كل مستوياتها في الدول الإسلامية والعربية عامة وفي أردننا العزيز خاصة أن يتدبروا الآية 135 من سورة النساء وغيرها من آيات العدل في القرآن الكريم ويمتثلوا لها في التطبيق العملي. وأن لا يكون أي تأثير على القضاة جميعاً في جميع المحاكم في الحكم في العدل لا المصلحة الشخصية ولا الوالدين ولا الأقربين ولا غني أو فقيراً ... إلخ وأن لا يتبعوا الهوى (أيٍ من مغريات الحياة من النساء والمال والجاه والحصول على ترقية ... إلخ)، وأن لا يلووا برؤوسهم عن أصحاب الحق والإعراض عنهم حتى لو كانوا بسطاءاً أو أعداءاً لهم.
 
لأن الحكم على عباد الله بالباطل يؤدي إلى عدم إستقرار الحكم ويختل الأمن والأمان في أي دولة في العالم ويؤدي إلى الحقد والضغينه وإستقواء الموظف على المسؤول وعدم الضبط والربط في الإدارة في أي مؤسسة ... إلخ من مشاكل إجتماعية. قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (المائدة: 8)). فكيف لمسؤول عن موظفين في كلية في جامعة معينة أو في دائرة من دوائر مؤسسة عامة أو خاصة ان يقوم بتنفيذ صلاحياته على الموظفين (ذكورا كانوا  أم إناثا)  عندما يقوم الموظف (ذكرا كان أم أنثى) برفع دعوة الموضة على المسؤول في المحكمة وهي المتعارف عليها في المحاكم: دعوة (ذم وقدح وتحقير وتشهير وتهديد بالعقوبة) من أجل تهديد المسؤول وأخذ تعويض مادي لما يَدَّعُوه من الأثر النفسي على الموظف وخصوصاً إن كانت أنثى ويكسب الموظف القضية باللي تعرفوها يا أيها الأصدقاء والقراء والمتابعين المحترمين. ولكن الذي يريح النفس أن الله قال في كتابه العزيز (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ، مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (ابراهيم: 42 و 43)). ويوم الحساب في الآخرة لا ينفع الظالم أي شيء مما كان يملكه في الدنيا (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ، وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (الشعراء: 88 و 89، مريم: 95))، ولا ينفع الإنسان قبيلته أو عشيرته أو عائلته أو حزبه ... إلخ، وحقوق البشر لا يسامح بها الله أبداً إلا العبد نفسه مع أخيه الإنسان. والذين يتساءلون لماذا لم ياخذ الله الظالمين اخذ عزيز مقتدر أول بأول نقول لهم إسمعوا لقول الله تعالى (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (النحل: 61)).


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد