اَلإِنْسَانُ اَلْطَائِرُ وبِزَةِ اَلْطَاقَةِ النووية-اَلْمُتَجَدِدَةِ اَلْفَضَائِيَةِ.

mainThumb

07-01-2021 11:05 AM

لقد توقعنا منذ سنين مضت كما توقع الآخرون من العلماء والمفكرين والمثقفين والعباقرة عن تطور تصنيع المركبات ووسائل الإتصالات (الهواتف وغيرها) بشكل سريع جداً لدرجة أن الدكتور العلاَّمة مصطفى محمود الذي كان ملحداً ومن ثم هداه الله وأصبح من أكبر المفكرين والعلماء المسلمين في العالم. لقد توقع الدكتور مصطفى محمود في مقالةٍ نُشِرَتُ له في جريدة الأهرام المصرية عام 1966 أن الهاتف في عام 2000 سيكون لا سلكياً وبحجم علبة السجاير تقريباً وسوف يكون محمولا مع أفراد العائلة ويمتلكه معظم الناس في العالم. وبالفعل حصل ما توقعه، وهذا ما نسميه بعد النظر والبصيرة العلمية عند بعض العلماء والمبنية على إطلاع واسع على ما يجري من أبحاث في العالم وما حدث من تقدم سريع جدا في التكنولوجيا وفي عديدٍ من الدول في العالم مثل اليابان والصين وأمريكا وألمانيا وروسيا وغيرها.
 
لقد نشرنا نحن مقالة لنا قبل عشر سنوات تقريباً عن الجاكت (الْسُتْرَة النووية التكنولوجية للإنسان)، وها نحن اليوم نعيد نفس توقعاتنا عن التطور السريع في معظم المجالات التكنولوجية في العالم وبالخصوص تسهيل تنقل وحركة الإنسان من مكان لآخر داخل الدولة الواحدة وبين الدول المجاورة وربما بين الدول إقليمياً وعالمياً. من الطبيعي أن ينضب البترول يوماً ما لأن المثل يقول بالعامِّيَةِ: اللي ما ينبع يفرغ وأصبح لبعض الدول المنتجة للبترول أكثر من مائة سنة تنتج البترول من أراضيها وتُصَدِّرُه للدول غير المنتجة وقد فرغ عدد كبير من آبار البترول في كثيرٍ من دول العالم هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى لقد ألحقت مخلفات حرق المواد البترولية المختلفة من عادمات المركبات والطائرات والبواخر والمصانع ... إلخ الضرر الكبير في طبقة الأوزون وقد إتسعت الفتحة التي حدثت بها كثيراً مما هدد ذلك حياة جميع الأحياء على الكرة الأرضية من أشعة الشمس الضارة. ولما تقدم أصبح التركيز في الأبحاث عالميا على الطاقة النووية والكهربائية والكهرومغناطيسية أو البديلة النظيفة (الشمسية والرياح وغيرها) وقد تم صناعة المركبات الهجينة (الهايبرد – الكهروبترولية) وبعد ذلك المركبات الكهربائية. ونتوقع في المستقبل القريب إيقاف تصينع المركبات التى تعتمد على مشتقات البترول تماماً في بعض الدول العالمية وسيطبق ذلك في ألمانيا في العام 2024.
 
لقد فكرنا وما زلنا نفكر منذ سنين ويتجدد تفكيرنا بإستمرار في تصينع بِزَّة طاقة هجينة (نووية - متجددة)، تعمل على الطاقة النووية السليمة وعلى الطاقة البديلة الكهرومغناطيسية-الشمسية، مثل المركبات الهجينة الهايبرد أو الكهربائية. وهذه البِزَّة ستكون معدة تماماً وشبيهة ببزة رائد الفضاء، يرتديها الإنسان كما يرتدي رائد الفضاء بزته الفضائية ولكن بشكل بسيط جداً دون أية تعقيدات، وينتقل عن طريقها من مكان لآخر.
 
وسيكون عند هذه البزة القدرة على رفع الإنسان لمستوى معين في الفضاء ليطير كالطيور ويهبط متنقلاً من مكان لآخر، ومزودة هذه البِزَّة بمفاتيح أو أزرار وظيفية يختص كل مفتاح أو زر بوظيفة معينة (زر الطيران للأعلى، للهبوط، للتحرك يميناُ أو يساراً ... إلخ) وشاشة حاسوبية تتحكم في كل شيء يخص البِزَّة وحركتها وحتى سائقها وهكذا.
 
ولكن تطبيق هذه التكنولوجيا عمليا يتطلب تشريعات وقوانين وأنظمة لضبطها والتحكم فيها كما هو موجود الآن في جميع دول العالم تشريعات وقوانين تخص ترخيص المركبات والسائقين ومراقبي السير وما يتعلق بذلك من كاميرات تتحكم بالسرعة وغيرها، ومسؤولة عنها دائرة ترخيص المركبات والسائقين.
 
فعلينا التفكير من الآن بتأسيس تشريعات وقوانين وأنظمة ودوائر تخص ترخيص هذه البزَّات ومن يرتديها، لنسبق غيرنا من دول المنطقة والإقليم والعالم. تخيلوا أيها القراء والأصدقاء والمتابعين كيف ستكون حركة سير المواطنين في العواصم العالمية وفي عاصمتنا عمان بالخصوص؟ وغيرها من المدن؟ وفي السماء؟، وهل سيكون هناك محطات جوية لإستراحة الإنسان الطائر وصيانة البزَّةِ التي يرتديها؟. وكيف سيتم مخالفة من يتجاوز سرعة الطيران المحددة؟ أو مخالفة تجهيزات بزة الطاقة الهجينة؟ أو إنتهاء رخصة البزة؟ أو رخصة مرتديها؟ أو مخالفته لقوانين التنقل من مكان لآخر؟. وتَخَيَّلُوا كيف ستكون تجهيزات المباني في مؤسساتنا ومصانعنا ومدارسنا وكلياتنا وجامعاتنا (لأن التعليم عن بعد أثبث فشله) ... إلخ.
 
نحن نتخيل أن القاعات في المدارس والكليات  والجامعات ستكون مفتوحة بشكل يسمح لأكثر من إنسان طائر يحضر من الجو ويجلس في مكان فارغ بالقاعة، وكيف سيحضر المدرس للقاعة؟. وكيف يتم الإنطلاق عند إنتهاء وقت المحاضرة من القاعات؟ أو عند إنتهاء وقت الدوام في المؤسسات المختلفة من مكان العمل ... إلخ؟. نتخيل الناس كالطيورطائرين في السماء؟ وهل يستطيع إنسان طائر مساعدة إنسان طائر آخر إذا تعطلت بزته بشكل غير متوقع بأن يربطه معه ويطيرا معاً ليوصله إلى محطة فضائية معينة أو مكان معين أم لا؟ وما هي عوامل السلامة النطلوبة؟ ... إلخ من التخيلات.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد