الأردن بعد عامٍ من تجربة كورونا

 الأردن بعد عامٍ من تجربة كورونا

24-03-2021 08:57 PM

مَرّ عام كامل على موعد إعلان الحكومة الأردنية الحظر الشامل والإغلاق منذ تاريخ 17آذار2020 حيث حقق بعدها الأردن نجاحًا ملحوظًا في كبح تفشي الوباء، تجلى ذلك في أسابيع مرّت لم يتم فيها تسجيل أية إصابات.
 
كان التصور آنذاك وبحكم (الحالة المستجدة للوباء ونقص المعلومات العلمية عن طبيعة الفايروس) أن الإغلاق العام للقطاعات لمدة بضعة شهور ستكون كافية للخروج من الأزمة "العابرة" والنجاة بأقل الخسائر، حيث كانت الأرواح مقدمة على الاقتصاد.
 
بعد ذلك اتسع نطاق العدوى وطالت مدة تفشي الوباء وصار متحورًا في عدة طفرات جعلت من آمال الخروج من الجائحة أمرًا بعيد المنال.
 
كان الأردن من قبل الجائحة يعاني من مصاعب اقتصادية تتمثل بعجز الموازنة العامة بما يقارب 2 مليار دولار، ومديونية متفاقمة بحدود تجاوزت 40 مليار دولار، ونسبة تزيد عن 100% من الدخل القومي الإجمالي. ثم جاءت الجائحة مترافقةً مع إغلاق معظم القطاعات الاقتصادية لمدة تراوحت من عام كامل لبعض النشاطات إلى ثلث العام لقطاعات أخرى أقل تأثرًا بالوباء. كل هذا فاقم الأوضاع السلبية لينعكس على ارتفاع قياسي للبطالة في حدود 15% رسميًا وقد تكون أعلى من ذلك بكثير اليوم. مضافًا لذلك تمدد جيوب الفقر بعد قطع أرزاق عمال المياومة وتوقف مداخيل أصحاب المحلات والمتاجر الصغيرة والمشاريع المتوقفة بحكم أوامر الإغلاق. المصارف حققت تراجعًا في أرباحها في حدود 60% مقارنة بالعام 2019، واكتملت الرواية البائسة بمد يد الحكومة على الاقتراض من أموال (صندوق الضمان الاجتماعي) بما يقارب 9 مليار دولار، وهو الذي بات يتحول من مؤسسة تقاعد إلى صندوق استثمار سيادي تحت الطلب!
 
نحن على وشك إنهاء الربع الأول من العام 2021 وحملة التطعيم الوطني باللقاحات في بدايتها، وسط مخاوف وشائعات جعلت نسبة مهولة من الناس تحجم عن تلقي المطعوم بعد أن كان المطلب الشعبي نحو ضرورة توفير اللقاح للعامة من الحكومة!
 
بعد (حادثة مستشفى السلط) و نقص الأوكسجين الذي تسبب بوفاة 9 مرضى، خرجت مسيرات ليلية عفوية واسعة النطاق تندد بالحادثة، مما ضاعف الضغط الشعبي على الحكومة بضرورة تغيير نمط التعامل مع الملف الطبي والاقتصادي بشكلٍ متوازٍ ومتوازن ليحقق حالة حفظ المال والنفس معًا.
 
بعد عام من المقاربات والتفاعلات والتجارب مع الوباء، نجد أنفسنا من جديد أمام جملة من الخلاصات والملاحظات الآتية:
-الإجراء الأخير المتمثل بحظر يوم الجمعة والإغلاق عند الساعة السابعة مساءً لم يُجدِ نفعًا بدليل عدد الإصابات الحالي المتنامي.
-اللقاح هو الحل الوحيد الذي ثبت نجاعته في كبح أثر الوباء في تجارب مثبتة من العالم، وليس الحظر والإغلاق غير المدروس وغير المتوازن.
-هنالك عدد من العوامل ساهمت في تفشي الوباء منها : الانتخابات النيابية ومقراتها، والتزاحم على عروض تخفيضات الأسعار في المتاجر، وصرف الرواتب للموظفين بوقت متزامن، والتزاحم في ليلة الخميس قبل الحظر الأسبوعي، واستمرار تجمعات الأفراح وبيوت العزاء والاجتماعات الأسرية للعائلة الممتدة.
-مظاهر الحظر العام حاضرة بقوة في قصبة المدن الرئيسية، وتبدو أقل تطبيقًا في القرى والمخيمات والأحياء البعيدة عن مراكز المدن.
 
يُعتقد بأن استراتيجية الخروج الآمن (الوحيدة المعروفة والمتاحة حاليًا) من الأزمة هي التلقيح بالمطعوم لأوسع شريحة ممكنة من السكان، وتجاوز خرافات نظرية المؤامرة (شريحة بيل غيتس، وهيمنة روكفيلر، ومورثات المسوخ) والاستعجال في فتح القطاعات الاقتصادية التي أفلست رسميًا بعد إغلاق قارب العام.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

درجات الحرارة تصل 45 تحت الصفر .. ما هي أبرد مدينة بالعالم

ثلاثة شهداء في غارات إسرائيلية على لبنان الخميس

بعد تسريب صورة خادشة لرهام عبدالغفور .. تفريغ الكاميرات لمعرفة الفاعل

تراجع غير مسبوق لصورة إسرائيل في مؤشر براند الدول 2025

المرحلة الذهبية لدوري المحترفات تنطلق الجمعة

ديوان المحاسبة: تأخر حل بعض الملاحظات الرقابية يتعلق بمسائل قانونية وجدلية

جيشٌ صلب وخط سيادة لا يُكسر

مندوبا عن الملك وولي العهد… العيسوي يعزي آل شكوكاني

التربية تعدل رسوم الطلبة غير الأردنيين ابتداءً من شباط 2026

الأردن استورد من العراق قرابة 300 ألف برميل نفط

نقيب المحامين: رفع رسوم التأمين الصحي بسبب لائحة أجور الأطباء

المركزي المصري يخفض أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس

منخفض جوي ماطر طويل التأثير يبدأ السبت ويشتد الأحد والاثنين

الجيش الإسرائيلي يقول إنه قتل عضوا في فيلق القدس الإيراني بلبنان

تعليمات مهمة لطلبة التكميلي وتحديد مواقع القاعات إلكترونياً .. رابط